وكالات-الرسالة نت
أقر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بأنه لم يكن يتوقع «الكابوس» الذي تكشف في العراق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، واعترف بلير في مذكراته الصادرة أمس بعنوان «رحلة» بأنه لم يؤخذ في الحسبان دور القاعدة أو إيران في العراق أثناء التخطيط لغزوه، حيث لم يتوقف سفك الدماء بعد هزيمة نظام صدام حسين.
وأعرب بلير في كتابه عن تعاطفه لأقارب الجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب، و«للذين سقطوا في ريعان الشباب وللعائلات الثكلى التي ضاعف من إحساسها بفقد أعزائها الجدل الدائر حول السبب الذي من أجله قتل أحباؤها، والظلم الذي وقع عليها بأن قدر لها هي بالذات أن تعاني الخسارة».إلا أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أصر على صواب قراره في إشراك بلاده في الحرب، «فالوقوف ساكنين كان سيشكل خطراً أكبر على أمن بريطانيا من القضاء على نظام صدام حسين».
وكان بلير أوثق حليف للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش بشأن قرار غزو العراق، وكان ذلك القرار هو الأكثر إثارة للجدل على مدى السنوات العشر التي قضاها رئيساً للوزراء إذ أثار احتجاجات ضخمة وانقسامات داخل حزبه العمال واتهامات بأنه خدع البريطانيين فيما يتعلق بالأسباب التي ساقها لتبرير الحرب وذلك عندما لم يعثر قط على أي أسلحة للدمار الشامل في العراق.
كما قال رئيس الوزراء البريطاني السابق أن المجتمع الدولي قد لا يكون أمامه بديل سوى شن عمل عسكري ضد إيران إذا قامت بتطوير أسلحة نووية، وأضاف إنه رغم إن امتلاك إيران أسلحة نووية سيشكل تهديدا للغرب، إلا أن الخطر الحقيقي سيأتي من قدرتها على دعم ما وصفه بالتطرف الإسلامي، مضيفاً «هذا سيغير بشكل جذري ميزان القوة إقليمياً وإسلامياً».
وأعلن بلير الأسبوع الماضي أنه سيتبرع بريع الكتاب ومقدم الأتعاب التي تقاضاها من دار النشر ومقداره 4 ملايين جنيه إسترليني لمصلحة «العصبة الملكية البريطانية» المعنية برعاية قدامى المحاربين، مساهمة منه في بناء مركز رياضي للجنود المصابين.
ولن يكون بلير في لندن عند إصدار كتابه، وإنما في واشنطن يحضر افتتاح مباحثات السلام في الشرق الأوسط بصفته مبعوثا للجنة الرباعية (من الولايات المتحدة والاتحاد ألأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) للسلام في الشرق الأوسط.
وانتقد بلير بشدة خلفه في رئاسة الوزراء جوردون براون قائلاً إنه «صعب المراس، وفي بعض الأحيان يدفعك إلى حافة الجنون»، إلا أنه كان رجلاً قوياً قادراً وبالغ الذكاء، بنى لنفسه قاعدة في الحزب وفي الإعلام، وهذا وضع كان سيجعل من الصعب إخراجه من وزارة المالية».