لم تمض ساعات قليلة على استشهاد الفدائي عمر أبو ليلي منفذ عملية سلفيت في اشتباك مع الاحتلال برام الله، إلا ولحقه اثنان اخران هما:" رائد حمدان، 21 عاما، وزيد نوري، 20 عاما" بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليهما وهما يستقلان سيارة قرب قبر يوسف، ما أدى إلى استشهادهما، في جريمة إعدام ميداني دون أي مبرر.
الى مستشفى رفيديا نُقل الشهيدان، فكان مشهد والد "رائد" مؤلما حين حاول احتضان ابنه الشهيد والهمس في اذنه مع حرصه على تغطية كتفه خشية أن يشعر بالبرد.
لم يتمالك والد رائد نفسه فكان يجهش في البكاء ويتمم بعبارات لم يسمعها سوى صغيره الشهيد، فكان يمسح على وجهه تارة واخرى يرفع العلم الفلسطيني الملفوف حول جسده المخضب بالدماء حتى يغطي كتفه خشية البرد.
ووصف شهود عيان ما وقع، أن سيارة حمراء قادمة من شمال نابلس، وعندما رأت حاجز الجيش توقفت تماماً، فأطلق الجيش الإسرائيلي أكثر من مئة رصاصة تجاهها دون مبرر، بعدها اتجهت الجرافة (الإسرائيلية) وداست عليها عدة مرات.
وخلال قيام الاحتلال بانتهاكاته المخالفة للقوانين الدولية والانسانية، كان المواطنون يسمعون صراخ الشباب قبل أن يسكت صوتهم تماما، وبعد ذلك قلبت الجرافة السيارة عدة مرات، لينتهي المطاف بإخراج الشابين وتركهما على الأرض لأكثر من ساعتين.
وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على طواقم الاسعاف في نابلس خلال محاولتها الوصول للسيارة المستهدفة لإنقاذ المصابين داخلها، وتركا ينزفان حتى الموت، وذلك بعد اقتحام جنود الاحتلال (الإسرائيلية) محيط "قبر يوسف" والمنطقة الشرقية من مدينة نابلس.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس أن جنودا مشاة ومن ثم جيبات عسكرية اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة ومحيط "قبر يوسف"، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال انتشرت في محيط القبر وشارع عمان، واعتلت أسطح المنازل تمهيدا لدخول المستوطنين.
ووفق مصادر محلية؛ فإن مئات المستوطنين اقتحموا قبر يوسف بنابلس تحت حراسة مشدده من قوات الاحتلال، واندلعت مواجهات في المنطقة.
وفي وقت لاحق أفادت وزارة الصحة بإصابة مواطن بشظايا في العين نقل على إثرها إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج.