من المقرر أن يبدأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العاصمة السويسرية جنيف يوم الاثنين المقبل أسبوعا للنقاش حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق المتظاهرين السلمين على السياج الحدودي لقطاع غزة .
وسيناقش المجلس سبعة تقارير مقدمة ضد "اسرائيل" متعلقة بجرائمها وقتلها للمدنيين في مسيرات العودة في غزة وأخرى حول الشركات العاملة في المستوطنات، تعتبر قضية المسعفة رزان النجار على رأسها.
وبالتزامن مع النقاش سيقود السفير الأمريكي لدى ألمانيا ريتشارد غيرنيل مظاهرة ستجري بجنيف في الوقت الذي سيناقش فيه المجلس مرة أخرى تبني قرارات مناهضة لـ"إسرائيل".
وتخشى إسرائيل من أن يتحول نقاش المجلس إلى حدث على غرار تقرير غولدستون2.
وقد جاء هذا الأسبوع متزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة التي توافق الثلاثين من مارس المقبل، حيث تجمع مؤسسات حقوقية بعد عام كامل من الانتهاكات على أن إسرائيل خالفت مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان باستخدامها الرصاص الحي والمتفجر وقنابل الغاز السام ضد المدنيين والصحافيين والطواقم الطبية على حدود غزة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 256 مدنيا بينهم 38 طفلا، فضلا عن التسبب بـ69 إعاقة دائمة، وإصابة أكثر من 29 ألفا بجروح.
ويعتبر المحامي منتصر أبو سلطان عضو لجنة الفريق القانوني في الهيئة الوطنية لمخيم ومسيرة العودة وكسر الحصار أن هذا القرار انجاز مهم لمسيرات العودة الكبرى والذي اعتبره نتيجة طبيعية للتقارير التي أرسلت وللقضايا التي رفعت للقانون الدولي حول الانتهاكات بحق المتظاهرين ووصلت للإعدام عن قصد في حق الأطفال والنساء والصحافيين وكذلك نوعية السلاح الذي يستخدمه الاحتلال.
ويرى أبو سلطان أن القرار يأتي في أسبوع احياء الذكرى السنوية لمسيرات العودة وقد رفعت اللجنة القانونية ادعاءات للمدعي العام الذي تأكد من ارتقاء الجرائم المرتكبة على الحدود إلى جرائم حرب حقيقية وقد ثبت عن اليونسكو أيضا أن هناك انتهاكات لحقوق الطفل، مما وضع العالم الدولي في حرج، وعليه فورا أن يتخذ اجراء تجاه الاحتلال وانتهاكاته.
وطالب أبو سلطان السلطة الفلسطينية بأن تفي بالتزاماتها وواجباتها وتضع كافة القضايا أمام المحاكم الدولية وتفعل القضايا المقدمة للعالم.
ويرى أبو سلطان أن العالم الدولي قد تأخر كثيرا في قراره، فلقد كان واجبا عليه أن يتخذ اجراء منذ الطلقة الأولى من عام كامل بأن يحقق ويقرر ويعلن أن إسرائيل تنتهك حقوق الانسان فعليا، وخاصة أن هناك الكثير من التقارير والقصص الواضحة للعيان التي غطتها الصحافة العالمية.
ومن المقرر أن يصوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمنعقد في جنيف اليوم الخميس على مشروع قرار يدين "إسرائيل" بارتكاب جرائم بحق مسيرات العودة السلمية وترتقي إلى "جرائم حرب".
وخلص تقرير أصدرته لجنة مختصة في المجلس إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب بحق المتظاهرين السلميين في غزة، بما يسمح بمحاكمة مرتكبي تلك الجرائم.