في ليلة هي الأعنف على مستوطنات الغلاف اشتعلت حدود القطاع الشرقية في فعاليات الإرباك ما بين صوت الصافرات والانفجارات ودخان الإطارات لإشغال جنود الاحتلال وبث الخوف في قلوب المستوطنين لإجبار حكومتهم على تغيير قواعد اللعبة.
مئات العبوات المتفجرة أُلقيت على الجيش الذي يربك المنطقة بأكملها، وكان مرتبكاً على مدار ثلاث ساعات متواصلة ستستمر على مدار أسبوع كامل.
واشتكى مستوطنو غلاف غزة من الانفجارات الكبيرة التي يُحدثها الفلسطينيون على حدود قطاع غزة ضمن "الإرباك الليلي"، فيما ذكر موقع يديعوت أحرونوت أن المظاهرات على حدود قطاع هي الأعنف من أي وقت مضى.
وقالت القناة 13 العبرية إن مستوطني المجمع الإقليمي أشكول سمعوا دوي انفجارات قوية في أعقاب التظاهرات في عدة مواقع على طول الحدود مع قطاع غزة.
وذكرت مصادر عبرية أن أكثر من 300 عبوة متفجرة ألقيت نحو القوات على حدود قطاع غزة خلال 3 ساعات فقط وما زالت التفجيرات مستمرة.
وبحسب بيان وحدة الارباك الليلي ستمتد الفعاليات على مدار الأسبوع في كافة مناطق قطاع غزة من المساء وحتى ساعات الفجر.
الكاتب والمحلل العسكري رامي أبو زبيدة قال إن تفعيل "الإرباك الليلي" والبالونات المتفجرة والحارقة يهدف لإرباك منظومة الاحتلال الأمنية والضغط على مستوطني غلاف غزة وجعلها تقف عاجزة أمام الانفجارات والطائرات والبالونات.
ومن الناحية العسكرية اعتبر أبو زبيدة أن الارباك ضمن أساليب الخداع في الحرب، وهذا الأسلوب يعتمد على خلق خيارات عمل ميدانية مفتوحة بغية التضليل والتشويش على قوات العدو.
ويشير إلى أن العدو في تلك الحالة لا يستطيع التفريق بين الحركة الاعتيادية والاستثنائية وبين العمل الواجب فعله والعمل الممكن فعله، فهذه الحالة من عدم اليقين المستمر تحدث عامل التراخي لدى العدو مع زيادة نجاح عنصر المباغتة والمفاجأة التي يستخدمها الشباب الثائر في اختيار النقاط والدشم العسكرية المراد التشويش عليها وإرباك العدو بداخلها.
وذكر أن استراتيجية فتح الخيارات على الاحتلال عامل مهم، في تواصل الضغط الميداني لتحقيق المطالب العادلة للشعب، منوها إلى أن أهم سبل فتح مجال الخيارات وتعددها على العدو هي خلق مجال من الحركة الروتينية المتنوعة على نطاق مساحة واسعة من الحدود الشرقية للقطاع، للتغطية على الحركة الحقيقية وجعل التحضير للعمل الحقيقي يسير على منوال الروتين المعتاد.
وتتركز فكرة الإرباك الليلي في إشغال جنود الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات الليل، وعدم السماح لهم بالسكون، مع بث الرعب والخوف في قلوب المستوطنين القاطنين بالقرب من السياج الفاصل مع القطاع.
ويرى مراقبون أن الإرباك الليلي سيؤثر بالسلب على نتنياهو في الانتخابات القادمة كون كتلة كبيرة من المصوتين لصالحه هم سكان منطقة غلاف غزة، وهم من استعان بهم في الانتخابات الماضية، وما يجري يصيبهم بالهستيريا وسيؤثر على خياراتهم.
مراسل القناة للشؤون الجنوبية "ألموغ بوكير" تساءل: "أين صُناع القرار بعد ساعات من الويل الذي يعيشه الغلاف؟".
ما يجري على الأرض يؤكد أن ضغطا حقيقيا يعيشه نتنياهو في أيامه الأخيرة ما قبل الانتخابات وهو ما قد يؤثر على كل خياراته القادمة في التعامل مع غزة.
بدوره يرى الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي أن العدو يدفع من خلال الإرباك ثمن تجاوزاته وتماديه وتعميقه لحصاره وتباطئه في الوفاء بالتزاماته للوسطاء.
وبين أن الإرباك المستمر أهدافه حقيقية وسيتصاعد حتى استجابة نتنياهو، فلا يمكن للعدو أن يحاصر القطاع وينام، كما لا يمكن للعدو أن يقتل الشعب ويعيش.
يذكر أن الإرباك الليلي كان أحد ابتكارات الشباب الثائر ضمن مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في 30 مارس العام الماضي، للمطالبة بفك الحصار والتأكيد على حق العودة.