قائد الطوفان قائد الطوفان

عالجت أكثر من 750 ألف مريض

الطبية العسكرية: الحصار لم يمنعنا خدمة شعبنا

غزة – الرسالة نت

لم يكن غريباً على شعب اعتاد السير في بحر المحن أن يحولها إلى منح .. ولم يكن غريباً على من تعود خوض غمار الصعاب أن يصنع النجاح من وسط تلك الصعاب .. فلا الحصار يمكن أن يوقف إرادة الفلسطيني الذي يبحث عن الحياة ولا قلة الإمكانات توقف بحر الإنجازات التي يصنعها الحصار.

هكذا هو الحال مع الخدمات الطبية العسكرية .. ذلك الجهاز الذي تعرض لعواصف شتى من المحن والابتلاءات .. فلم يكن استنكاف العاملين من أطباء وممرضين وغيرهم أول هذه العواصف، والحصار والعدوان آخرها، فحكاية الصعاب التي خاضتها الخدمات الطبية طويلة.

وعلى الرغم من ذلك فإن الخدمات الطبية العسكرية استطاعت بإيمان أبنائها وإرادة رجالها أن تصنع من تلك الصعاب إنجازات عظيمة تحكيها الإحصاءات.

الحالات المرضية

فأكثر من 754449 مواطن ترددوا على مستشفيات وعيادات الخدمات الطبية لتلقي العلاج اللازم منذ الفاتح من يناير لعام 2008م، على الرغم من نقص الإمكانات إلا أنه تلقى العلاج اللازم في مراكز الخدمات المنتشرة على طول القطاع المحاصر.

ولم يكن منع الاحتلال إدخال الأجهزة والمستلزمات الطبية دون افتتاح الخدمات الطبية لقسمي العمليات الجراحية في مستشفى بلسم والكرامة، حيث تمكنت الخدمات الطبية من إجراء أكثر من 1320 عملية جراحية ناجحة من بينها عمليات تجرى لأول مرة في القطاع مثل عملية تثبيت العمود الفقري وغيرها.

إضافةً لذلك، فقد افتتحت الخدمات الطبية قسم الولادة في مستشفياتها واستطاعت إجراء عدداً من عمليات الولادة الناجحة وصلت لأكثر من 500 ولادة من بينها عملية قيصرية لثلاث توائم.

عيادات وأقسام جديدة ...

وسعت الخدمات الطبية رغم قلة الإمكانات إلى التطور والرقي في عياداتها، وافتتاح أقسام جديدة فيها لتقدم خدمة مميزة للمواطنين، فقد أعادت افتتاح قسم مناظير الجهاز الهضمي في كل من مستشفى بلسم والكرامة، كذلك تم إعادة افتتاح قسم التركيبات السنية في عيادة الشاطئ وهو الوحيد على مستوى الحكومة الفلسطينية، إضافة لافتتاح قسم العلاج الطبيعي والطب البديل وعيادة السمعيات في مركز الشاطئ، كما تم افتتاح عيادة في مقر الجوازات وأخرى في كلية الشرطة لخدمة أفراد الشرطة، إضافة إلى إعادة افتتاح عيادة مراكز الإصلاح والتأهيل بعد تدميرها من قبل الاحتلال.

وتقول الخدمات الطبية العسكرية: "لأن صحة العسكريين تهمنا قامت وحدة الطب الوقائي في الخدمات الطبية بحملات التفتيش الصحي على المواقع والمقار الأمنية وثكنات الأمن الوطني حيث بلغت منذ 2008م أكثر من 2035 حملة تخللها عملية المكافحة والرش ضد الحشرات الطيارة والزاحفة والقوارض".

الإسعاف والطوارئ والأداء المتميز...

وأشارت إلى أن وحدة الإسعاف والطوارئ و"التي تعتبر من أكثر الوحدات حيوية في الخدمات الطبية" استطاعت أن تتميز وبشكل لافت مع كل عدوان يشنه الاحتلال على قطاع غزة، حيث شاركت في كافة الأحداث على طول القطاع، تضمد الجراح وتبلسم الآهات بل وتقدم الشهداء، وتقول الخدمات: "قدمت الوحدة تسعة من أبنائها المخلصين شهداء في سبيل الله ثم الوطن كما أصيب أكثر من ثلاثة عشر من المسعفين ودمر الاحتلال ستة سيارات إسعاف وعلى رغم من ذلك فقد استطاعت الوحدة مشاركة أبناء شعبنا والأجهزة الأمنية في أكثر من 1000 فعالية مختلفة ونقلت إلي المستشفيات الفلسطينية المختلفة 4242 حالة مرضية من بينها 320 من شهداء شعبنا الأطهار".

وفي إطار زيادة ثقافة أبنائها والمجتمع عقدت الوحدة 113 دورة في مجال الإسعاف والطوارئ لشرائح مختلفة من المواطنين في إطار زيادة الوعي والثقافة لديهم.

الضمان الصحي ...

وأوضحت الخدمات أن وحدة الضمان الصحي تكمن وظيفتها الأساسية في إصدار بطاقات التأمين الصحي للعسكريين وذويهم، "حيث إنها نجحت في أداء ما عليها من مهام على الرغم من الحالة الأمنية التي كانت تفرض على العاملين في هذه الدائرة إخلاء مكاتبهم أيام طويلة".

وبلغ عدد التأمينات الصحية التي أصدرتها الدائرة منذ 2008م أكثر من 30000 ألف تأمين صحي للعاملين في الحكومة الفلسطينية في غزة أو المستنكفين الذين يتقاضون رواتب من رام الله وذلك استجابة لوصية الشهيد الوزير سعيد صيام.

هذه بعض من الإنجازات التي وثقتها الأرقام.. لتبقى بذلك الخدمات الطبية حضناً دافئاً لكل من يطلب مساعدتها.

بدوره، أكد اللواء الدكتور عبد القادر العربيد مدير عام الخدمات الطبية أن جهازه يتعامل مع جميع العسكريين سواء من الذين يتقاضون رواتبهم من غزة أو من رام الله بشكل مساوي دون تفريق أو تمييز، مشيراً إلى أن ذلك كان أمرا واضحا من قبل الوزير الشهيد سعيد صيام رحمة الله عليه.

وقال الدكتور العربيد: "نحن أصحاب مهمة إنسانية لا نفرق بين إنسان وإنسان في تقديم الخدمة الطبية و نعتبر قرار الشهيد الوزير بمثابة الوصية التي لا يمكن أن نخالفها".

 

 

البث المباشر