صاروخ تل أبيب نقل المشهد إلى مربع آخر تماماً .
نعم لم يعد قرار الحرب في هذه الفترة قراراً صهيونياً لاعتبارات إقليمية ودولية وفلسطينية و(اسرائيلية) فالإقليم والولايات المتحدة ترسمان المشهد في الشرق الأوسط وفق رؤية ترمب، وفي هذا المسلسل المتلاحق لا تدخل الحرب في أحد حلقاته القريبة، كما أن الانتخابات الإسرائيلية تؤثر على قرار نتنياهو ، وهو يعلم أن الحرب ليست بالأمر السهل لأن الفلسطينيين لم يعودوا كما كانوا من قبل كيس رمل يتلقى اللكمات .
وعليه الصاروخ له تأثيرات آنية وأخرى استراتيجية ؛
?آنياً لا يمكن لنتنياهو إلا أن يقرر رداً قوياً يحاول من خلاله إرضاء الجمهور الصهيوني وسد الطريق على استفادة المعارضة انتخابياً، فلا تنازل عن الرد القوي المحكوم بما يطلبه المستمعون .
?نتنياهو حاول أن يُغيب غزة ويمنع حضورها ووضعها على طاولة الانتخابات وفي قلب دعايتها الانتخابية من خلال عدم الإسراع للتصعيد وعدم تنفيذ البنود التي تعهد بها أمام المصريين لكنها تشكل ذخيرة للمعارضين ولا تلقى تفهماً شعبياً .
هذا إلى جانب التجاوزات والانتهاكات المستمرة في الضفة وغزة والسجون أدى إلى ما نحن فيه .
وعلى البعد الاستراتيجي غزة فرضت نفسها بقوة ولم يكن بمقدور حكومة صهيونية تجاهل هذا الحضور وعدم اتخاذ القرار الاستراتيجي لمعالجة هذا التحدي على مسارين :
?المسار الأول : تبني رؤية الجيش والتخفيف على غزة بشكل يؤثر على حياة غزة واستقرارها والذي أعاقه في الماضي عباس والسلطة .
?والمسار الثاني : عسكري يؤدي إلى نتيجتين
✔إما إضعاف غزة بالقصف والتدمير بهدف شراء فترة من الهدوء
✔أو قصف وتدمير على أمل إسقاط حكم حماس أو التوصل إلى اتفاق ينهي جوانب عديدة من الحصار مقابل التزامات بتهدئة طويلة نسبياً .
نتنياهو أمام تحد واختبار،
تقصير زيارته والعودة لا تعني قرار حرب، ورد عنيف لا يعني عدم دحرجة الأمور حتى تصل إلى حرب.