قائمة الموقع

ما الذي تحمله الساعات القادمة لغزة؟

2019-03-26T11:42:00+02:00
ما الذي تحمله الساعات القادمة لغزة؟
الرسالة نت- محمد عطا الله

انقشع غبار القصف الإسرائيلي مع بزوغ صباح اليوم الثلاثاء، بعد ليلة حالكة شنت فيها طائرات الاحتلال ما يزيد عن 50 غارة استهدفت مباني سكنية ومؤسسات مدنية ومقرات حكومية وأراضي ومواقع للمقاومة.

وجاء التصعيد بذريعة سقوط صاروخ أطلق من غزة فجر الاثنين على منزل بمنطقة "الشارون" شمالي "تل أبيب"، أسفر عن إصابة سبعة مستوطنين وتضرر عدد من منازل المستوطنين.

وعلى ضوء ذلك قطع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجر اليوم زيارته إلى واشنطن ليعود إلى الكيان الإسرائيلي؛ لمتابعة آخر تطورات العدوان على قطاع غزة، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" أن نتنياهو سيتوجه فور وصوله "إسرائيل" إلى مقر وزارة الجيش في "تل أبيب"؛ لتقييم الأوضاع الأمنية.

ورغم بقاء رائحة البارود الذي خلفه التصعيد الإسرائيلي، وحالة الضبابية والهدوء النسبي، تشير التقديرات إلى أن الأوضاع في القطاع تتجه نحو التهدئة القائمة على الهدوء مقابل الهدوء، لاسيما وأن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أكدت استجابتها للوساطة المصرية لوقف إطلاق النار، معلنة "التزامها بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال".

 استيعاب التصعيد

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر، أن "إسرائيل" تريد استيعاب ما حصل من قصف "تل أبيب" بصاروخ، عبر ضرباتها المتتالية خلال الجولة الأخيرة من التصعيد في القطاع.

ويؤكد أبو عامر في حديثه لـ"الرسالة نت" التصعيد يهدف إلى محاولة إقناع الرأي العام الإسرائيلي بقوة الردع وأن "حماس" قد تضررت من القصف الأخير، لافتا إلى أن قيادة الاحتلال لا ترغب في توسيع الضربات والأهداف خشية من توسيع رقعة التصعيد وتكرار مشهد ما حدث في "تل أبيب".

ويوضح أن نتنياهو لا يفضّل أن يذهب الناخب الإسرائيلي إلى صناديق الاقتراع ولا زالت رائحة البارود في أنفه، كون ذلك يعتبر خسارة فادحة بالنسبة له، لا سيما وأنه ينعكس بصورة كبيرة على نتائج الانتخابات.

ويلفت أبو عامر إلى أن نتنياهو قد يكون اكتفى في الضربات واستطاع إدارة الأزمة بنجاح دون انزلاق الأمور إلى حرب مع المحافظة على قوة الردع ضد حركة حماس.

 انجاز مهم

ويتفق الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة مع سابقه، مبينا أن الأمور في قطاع غزة تسير نحو التهدئة لعدة اعتبارات تتعلق بمصالح نتنياهو الشخصية.

وبين أبو زايدة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الاعتبار المهم هو الذهاب للانتخابات في وضع مريح لرئيس وزراء حكومة الاحتلال، خاصة بعد الإنجاز الذي حققه فيما يتعلق بالاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل.

ويتابع " نتنياهو يريد أن يحتفل ويتباهى بما حصل عليه بالسيادة على الجولان ويعتبر وضعه مريح ويريد أن يسوق ما انجزه خلال الأيام الماضية في دعايته الانتخابية، بعيدا عن تدهور الأوضاع الأمنية".

وعن قطع نتنياهو لزياته في واشنطن وعودته لإسرائيل، يرى أبو زايدة أن نتنياهو يقود عملية دعاية انتخابية بالدرجة الأولى ويريد أن يظهر للرأي العام الإسرائيلي أنه يعطي الأوامر ويحرك كل شيء ويسيطر ويعطي الأولوية لأمن وسلامة الناخب الإسرائيلي، مستبعدا أن يكون قطع الزيارة مؤشرا على النية نحو الذهاب لتصعيد عسكري مع القطاع.

وفي نهاية المطاف تبقى الساعات القليلة المقبلة كفيلة بكشف ما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة وعلى جانب الاحتلال الإسرائيلي.

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00