قائمة الموقع

هل ستشعل الأحداث فتيل انتفاضة السجون؟

2019-03-27T19:35:00+02:00
من اقتحام السجون
الرسالة– مها شهوان

بعدما ألغت إدارة السجون الإسرائيلية الزيارات عن الأسرى، أجرت أمس الأربعاء محاكمات في ساحة سجن النقب لأسرى قسم 22 وفرضت عليهم غرامات مالية باهظة ومنع من زيارة الأهالي، كما أبلغت مصلحة السجون المحامين بمنعهم من زيارة أسري حماس في كافة المعتقلات حتى اشعار اخر.

تلك الإجراءات جاءت ردا على ما وقع قبل أيام في سجن النقب حين أقدم اثنين من الأسرى بطعن ضابط وسجان في مصلحة السجون، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، خلال اقتحام قوات القمع الإسرائيلية بالسجون للقسم.

ما دفع الأسرى للقيام بذلك هو نصب أجهزة تشويش لمنع أي اتصالات بين الأسرى وذويهم عبر هواتف مهربه في سجون النقب وعوفر وريمون، مما دفع المعتقلين للرد بتصعيد احتجاجاتهم مع مخاوفهم بأن تتسبب هذه الأجهزة بالأمراض السرطانية.

وخلال الاستنفار الذي وقع قبل أيام في سجون الاحتلال خاصة النقب، أطلقت المقاومة في قطاع غزة صاروخ وصل عمق إلى تل أبيب، الأمر الذي أدى إلى اعلان حالة الطوارئ داخل "إسرائيل".

وكانت الحركة الأسيرة عممت قبل اندلاع الأحداث في السجون برسالة على الانترنت جاء فيها "مصلحة السجون والمستويات السياسية شنت حربًا ضدنا، نحث الشعب الفلسطيني على دعم النضال، هذا هو وقت الاختبار، والوقت المناسب لفتح القلوب وإثبات الالتزام تجاه الأسرى، لا تتركونا في ساحة المعركة وحدنا، نحن نواجه هجومًا غير مسبوق، يجب علينا أن نكافح، لقد تحولنا إلى أوراق مساومة في انتخابات رخيصة، هل أنتم مستعدون لذلك؟".

ومؤخرا أعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عن حل الهيئات التنظيمية داخل السجون بالكامل، وإلغاء التمثيل الاعتقالي فيها، بدءًا من الثلاثاء الماضي، كخطوة أولى في "معركة الكرامة الثانية" التي ستخوضها احتجاجًا على الإجراءات التنكيلية وسياسات التضييق التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال، ورفضًا لتركيب أجهزة التشويش على الاتصالات.

 

وأكدت الحركة الأسيرة في بيانها أن هذه الخطوة ستحمل إدارة السجون أعباء حالة الاعتقال بالكامل، مطالبة الصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان ذات العلاقة بإجراء زيارات عاجلة للأسرى في سجن النقب للوقوف على حجم الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحقهم والكشف عن حقيقة ما يدور.

وفي ظل تفاقم الأحداث داخل السجون، يتوقع البعض اندلاع انتفاضة داخلها، وهناك يقول عدنان أبو عامر المختص في الشأن الإسرائيلي "للرسالة":" حالة من التسخين والاستنفار ستستمر داخل المعتقلات الإسرائيلية طالما لم يستجاب لمطالب الأسرى"، لافتا إلى أن الأسرى في جميع السجون لن يتركوا رفقائهم في سجن النقب تحت رحمة مصلحة السجون بل سيتحركون جميعا لنصرتهم.

وفق رؤيته، يرى أنه لابد من جميع الفصائل الفلسطينية الوقوف بجانب الأسرى لنصرتهم لإجبار مصلحة السجون التراجع عن عقوباتها، كي لا تتفاقم الأحداث ويسقط الشهداء والجرحى داخل السجون.

في حين يؤكد علاء الريماوي، المختص في شؤون الأسرى أن هناك تحذيرًا مما سيجري في السجون، إذ سينعكس على الأوضاع بشكل عام، مبينا أن نتنياهو يحاول من خلال حزبه (الليكود)، استخدام أوراقه الداخلية في السجون ليقول، إنه قادر على فعل شيء، وذلك كونه مقبلا على انتخابات الكنيست الشهر المقبل.

وعن الوضع النفسي للأسرى بسبب حرمانهم الزيارة يقول رجائي الكركي الأسير المحرر "للرسالة" إن منع ذوي الأسرى من زيارة أبنائهم، له انعكاسات نفسية على الطرفين، خاصة الأسير الذي ينتظر الزيارة كل شهرين تقريبا، مبينا أن زيارة الأهالي تعد هي طريقة تواصل الأسير مع العالم الخارجي؛ ليعرف ماذا يحصل من حوله، عدا عن نقل الأخبار لذويهم عن تفاصيل الحياة داخل المعتقل.

وذكر الكركي، أن إرجاع ذوي الأسرى له مردود سلبي على مصلحة السجون، حيث أن ذلك سينعكس على الأسرى وسيعزز لديهم ثورة البركان المشتعلة منذ أسابيع.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى القابعين في سجن النقب حوالي 1300 أسير.

اخبار ذات صلة