حماد: اللقاء لتجسيد وتبادل أواصر المحبة والمودة
رئيس البعثة الأردنية: كرم أهلنا بغزة ليس غريباً
غزة – رائد أبو جراد- الرسالة نت
في أجواء رمضانية مفعمةً بالإيمان والطاعات في شهر الخيرات والإحسان والانتصارات .. جمعت مائدة إفطار رمضانية شعبين عربيين شقيقين متجاورين في القلب والدم والأخوة قبل التقارب الجغرافي على الحدود والخريطة، أجواء حفتها رعاية الرحمن وشملتها الإخوة الصادقة بين الشعبين.
طول المسافة بين غزة والعاصمة الهاشمية عمان لم تؤثر على عبق المحبة الوفيرة التي زينت لقاء الجمعة الماضي في ساحة المستشفى الميداني الأردني الذي أرسله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كمساعدة لجرحى الحرب الفلسطينيين.
وسط مساحة كبيرة من الأرض المزروعة بالزيتون والليمون أقيمت خيمة استقبال الطاقم الطبي الأردني رقم "9" الذي وصل غزة مؤخراً مكملاً لسلسلة حلقات من برنامج العلاج والمساعدة الطبية المقدمة للغزيين من علاج وعمليات جراحية نادرة وصرف دواء بأرخص الأسعار تعاوناً مع إخوانهم المكلومين والمتأثرين بمصابهم الجلل حصار فعدوان صهيوني متواصل.
أمسية رمضانية
أمام يافطة جلدية كتب عليها اسم راعي الأمسية الرمضانية الأولى من نوعها بين شقيقين في الدين واللغة برعاية كريمة من الشيخ النائب الأسبق في البرلمان الأردني عبد المنعم أبو زنط أقيم حفل إفطار جماعي ضم نخبة من قادة الشعب الفلسطيني وممثلين عن وزارة الداخلية تقدمهم ربان سفينتها فتحي حماد ومدير شرطتها جمال الجراح ود. أنور البرعاوي رئيس هيئة التوجيه السياسي والمعنوي ووفد ضم المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في غزة تقدمهم الشيخ حسن الجوجو.
وعلى نفس المقاعد والمائدة الرمضانية الأخوية جلس أشقائهم العاملون في المستشفى الميداني الأردني والذين قدموا ضمن القوة الطبية العسكرية رقم"9" بقيادة العقيد خلف الجعافرة والمقدم محمد الشوبكي مدير فرع المستشفى بغزة.
كلمات ضيوف لقاء الصائمين اشتملت على كلمات الشكر وعبارات الترحيب والامتنان والمودة المتبادلة بين الجانبين افتتحت تلك الأمسية قبيل أذان المغرب وقبل أن يحين موعد الإفطار بدقائق صدحت أفواه الضيوف عن الشعبين الشقيقين تعبر عن بالغ سعادتها بهذا اللقاء وأجواءه المفعمة بروح الصدق والمحبة العالية.
"الشعب الفلسطيني يمثل جزء أصيل من شقيقه الأردني ولا ينقص مطلقاً عنه" بهذه العبارات الموجزة أطلق وزير الداخلية رسائل الترحاب والشكر والمحبة والوفاء لإخوانه العاملين ضمن القوة الطبية التاسعة في المستشفى الأردني الذي وطأت أقدامه أرض غزة في الـ26من كانون الثاني 2009.
وقال حماد مخاطباً إخوانه الأطباء والعاملين بالمستشفى:آمال المستقبل ستتحقق على هذه الأرض الطيبة المقدسة عبر زيادة أواصر المحبة والأخوة والتواصل الحسن الطيب بين الشعبين الشقيقين في الإسلام دين موحد واللغة واللون".
وشكر الوزير الفلسطيني بالتحية والتقدير العاهل الأردني عبد الله الثاني على الخدمات والمساعدات المتواصلة والمستمرة التي يقدمها لإخوانه الفلسطينيين المحاصرين في أكبر سجن في العالم.
فيما عاد الشيخ د.حسن الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بغزة بذاكرته إلى الوراء قليلاً مستعيداً أجمل أيام حياته الدراسية والتي قضاها بين جنبات وزوايا الجامعات الأردنية يتلقى رسالة الماجستير في العلوم الشرعية.
ذكريات جميلة
وقال الجوجو موجهاً حديثه لأشقائه الأردنيين:"عندما أنظر الى وجوهكم النيرة أتذكر الأردن والأيام الجميلة التي قضيتها في مدنها وجامعاتها التي كان لنا تاريخ بها وكانت تاريخ لنا نعتز ونشرف به دائماً".
وأشار إلى أن الشعب الأردني احتضن إخوانه الفلسطينيون في جامعاته وكأنهم أبناء بلده، مقدماً شكر الجزيل للأردن شعباً وملكاً وحكومةً لوفائهم وتقديرهم لأشقائهم الفلسطينيين.
كلمة الأشقاء الهاشميون كانت هي المتبقية وكان الإعلاميون والحاضرون على موعد مع كلمة رئيس البعثة والقوة الطبية للمستشفى الميداني بحي تل الإسلام غرب غزة العقيد خلف الجعافرة والذي قال :"هذا الكرم الأصيل ليس بغريب عن أهلنا في غزة ، وهو دليل قوي على قوة العلاقة والرابطة بيننا وبينهم نشعر بآلامهم وأحزانهم ونشاطرهم الفرح والشجن ونقف الى جانبهم".
وأكد الجعافرة أن الطاقم الطبي رقم 9 جاء مكملاً للدور السابق الذي قدمت لأجله كافة الطواقم الثمانية السابقة، مشيراً إلى امتلاك البعثة الطبية الملكية خبرات وكفاءات جيدة وتعاونهم الكامل مع المؤسسات الصحية الحكومية والأهلية والعالمية العاملة في قطاع غزة الذي يعاني حصاراً مطبقاً أفقده أدنى مقومات العمل الصحي السليم والجيد.
قطعة أرض
وقد تبرعت وزارة الداخلية بقطعة أرض تقدر مساحتها بأكثر من دونمين لصالح المستشفى الميداني الأردني خصصت في المنطقة الشرقية المحاذية للمستشفى نظمت الأمسية الرمضانية الترفيهية على أرضها.
وتخللت الأمسية الاستماع لأناشيد وطنية، ومشاهدة الدبكة الشعبية، حيث كان التميز واضحاً على العرض الفني المقدم.