قائمة الموقع

"الاندماج الأمني".. "سلطة فتح" تمارسه في أبشع صوره

2010-09-05T15:52:00+03:00

                                       أبو عين: السلطة لن تدع الأمور الأمنية تفلت من يدها

                                        رضوان: "فتح" بمنزلق خطير في تعاملها مع الاحتلال

                                        البطش: الإنجازات الحقيقية هي للمقاومة في غزة والضفة

                                       ملوح: المرحلة القادمة تتطلب وحدة جميع الفصائل

 خريشة: "سلطة فتح" تعهدت باعتقال المقاومين لمنع تكرار العمليات

فايز أيوب الشيخ

ذهبت حركة "فتح" إلى أكثر من التنديد بعملية الخليل وما تبعها من عمليات قسامية جريئة، فباركت حملة الاعتقالات الشرسة التي تشنها "أجهزة السلطة" بحق فصائل المقاومة بالضفة الغربية وعلى رأسها حركة "حماس".

وشهدت الساعات الأولى لتنفيذ عملية الخليل التي أدت إلى مقتل أربعة مغتصبين، إطلالة حركة "فتح" بموقفها الانهزامي المعروف من عمليات المقاومة الفلسطينية، وتساوقت بذلك مع موقف رئيس السلطة المنتهية ولايته ورئيس وزرائه سلام فياض، باعتبار "عملية حماس في الخليل تتعارض والمصالح الوطنية الفلسطينية وأهداف الشعب الفلسطيني ونضاله في الحرية والاستقلال"، حسب تعبيرهم.

وانبرى المدعو أحمد عساف المتحدث باسم حركة "فتح" في الضفة الغربية ليكيل الاتهام لحركة "حماس" والزعم  بأن هدف عملية الخليل هو "استدراج الاحتلال لردات فعل انتقامية وضرب انجازات السلطة في الضفة"، واصفاً توقيت العملية "بالمشبوه"، متسائلاً عن مبررات "حماس" لعملية الخليل التي جاءت قبل ساعات من دخول ما اسماها " معركة المفاوضات ".

تبرير الحملة الشرسة

وفي حديثه لـ"الرسالة نت" لم يتوان عضو مجلس ثوري من حركة "فتح" بدوره عن تبرير الحملة الشرسة التي تشنها "أجهزة السلطة"، "بأن السلطة لن تدع الأمور الأمنية تفلت من يدها في الضفة الغربية".

وأشار زياد أبو عين إلى أن حركته على إطلاع تام بما يجري في الضفة الغربية من تحركات سياسية وأمنية، وقال:"لسنا بمعزل عن متابعة الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة"، مستطرداً:"ربما حدثت هناك تجاوزات أو مبالغة في التعاطي مع حملة الاعتقالات".

وكرر أبو عين اسطوانة حركته المشروخة بالقول:"إن حركة فتح أول من مارس النضال على مدار عشرات السنين"، مضيفاً:"لا نريد أحدا أن يسوق علينا نضاله الذي يهدف من ورائه إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب تدمير مقدرات وانجازات السلطة"، في إشارة إلى فصائل المقاومة الفاعلة على الساحة الفلسطينية.

وتشترك حركة "فتح" مع ما طرحته مؤسسة الرئاسة على لسان نمر حماد مستشار عباس، والذي أكد "أن السلطة ستمنع أي عملية ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية لأن أي عملية من هذا النوع ستؤدي إلى رد إسرائيلي قاتل وسيكون الثمن أكبر"، على حد تعبيره.

وكان الناطق باسم "أجهزة السلطة" عدنان الضميري، قد ادعى أن قوات الاحتلال تمنعهم من ضرب عناصر "حماس" في المناطق المعروفة باسم (سي) وتقع تحت السيطرة الأمنية الصهيونية.

" فتح" في منزلق خطير

حركة "حماس" من جانبها، اعتبرت على لسان القيادي بالحركة إسماعيل رضوان، أن حركة "فتح" بموقفها الأخير من عملية الخليل وما سبقها من مواقف انهزامية "انزلقت إلى منزلق خطير من التعامل مع الاحتلال بشكل واضح، ورضيت لنفسها أن تكون أداة طيعة في يد الاحتلال لتنفيذ مخططاته وضرب الشعب الفلسطيني ومقاومته".

واستهجن رضوان في حديثه لـ"الرسالة نت"، ما جاء على لسان قادة "فتح" وناطقيها الإعلاميين عن انجازات حققتها السلطة في الضفة الغربية، معتبراً أنهم ينعقون بهذه الانجازات الوهمية من باب الافتراءات والشبهات مع الاحتلال.

 وقال رضوان: "يبدو أن الانجازات في نظرهم تكون بمدى تمكين الصهاينة من الشعب الفلسطيني وإيذائه ومضاعفة الاستيطان و الحواجز وتهويد القدس وضرب المقاومة"،  مبيناً أن المعايير أصبحت لدى حركة "فتح" معكوسة ومقلوبة الموازين. وأضاف:" هؤلاء ينظرون إلى الانجازات من خلال النظر لمصالحهم الحزبية والشخصية بامتياز هنا أو هناك، ولا ينظرون إلى البعد الوطني والبعد المقاوم والدفاع عن شعبنا ومقدساته" .

ووجه رضوان رسالته إلى من يمثلون يعتبرون أنفسهم تياراً شريفاً في حركة "فتح" بالقول:" أوقفوا مهزلة العمالة والتعاون والاندماج الأمني مع الاحتلال وعليكم أن تصدحوا بصوت عالٍ أن هؤلاء لا يمثلونكم"، داعياً إياهم العودة إلى الصف الوطني والانخراط في مربع المقاومة ولفظ المهرولين والمطبعين والمتساوقين مع الاحتلال".

توصيفات أبواق "فتح"

وفي الوقت الذي جددت فيه حركة الجهاد الإسلامي مباركتها لعمليات كتائب القسام في الضفة الغربية، أكدت على لسان القيادي بالحركة خالد البطش "أن المقاومة هي الخيار الأوحد القادر على استرجاع الحقوق و إنهاء الاحتلال وتثبيت الحقوق والثوابت الفلسطينية".

وطالب البطش في حديثه لـ"الرسالة نت"، كافة فصائل المقاومة بما فيها "شهداء الأقصى" إلى أن تخوض خيار المقاومة الأصيل وعدم الإذعان إلى محاولات "أجهزة السلطة" المستمرة لاعتقال المجاهدين والمناضلين، معتبراً أن هذه الممارسات لا تخدم سوى الاحتلال وعلى "أجهزة السلطة" أن تحمي المواطنين من غطرسة الاحتلال ومستوطنيه بدلاً من ملاحقة أبناء القسام والسرايا ، على حد تعبيره.

ورفض البطش وصف قادة "فتح" وناطقوها الإعلاميين توقيت العمليات بـ"المشبوه" وقال: "ليست مشبوهة وإنما مباركة وتوقيتها يرد على غطرسة الاحتلال ولا يهدف إلى تخريب جهود أحد ".

وشدد على أن كل التوصيفات التي قد تطلق على فصائل المقاومة والعمليات البطولية التي تنفذها هي "توصيفات لا تنم عن وعي ولا مسئولية"، داعياً جميع القوى والمسئولين للوقوف خلف المقاومة وليس التنديد بها وإطلاق النعوت التي لا تليق بالمقاومة والمقاومين.

وكانت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بقطاع غزة أعلنت عن دخولها مرحلة العمل الموحد في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وانزلاق" سلطة فتح"في المفاوضات العبثية وبيع الأرض.

وحول الإدعاء بأن العمليات تتعارض مع الإنجازات الوهمية في الضفة، تساءل البطش:" أين هذه الانجازات في الضفة؟، مؤكداً أنه لا توجد انجازات محددة في ظل وجود 680حاجزا منتشرة في الضفة الغربية وفي ظل اجتياحات متكررة ومتلاحقة يقوم بها الاحتلال في قلب المدن الرئيسية.

وأشار البطش إلى أنه لا يمكن اعتبار توفير المعاشات والرواتب والمياه والكهرباء انجازات لأنها واجبات على السلطة، حيث أن الإدارات المختلفة بمخاتيرها ووجهاءها كانت تقوم بهذه المهام. وقال البطش: "الانجازات الحقيقية حققتها سواعد المجاهدين والاستشهاديين من خلال دحر المحتل عن أراضي القطاع وإجبار الاحتلال على إخلاء أربعة مغتصبات في الضفة الغربية وبالتالي، ما دون ذلك لا يعد انجازات" .

الاعتقال السياسي

أما نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، فقد اكتفى بالتنديد بما تقوم به "أجهزة السلطة" من حملة اعتقالات طالت عددا كبيرا من المواطنين ليس بالضرورة لهم أية ارتباطات سياسية أو تنظيمية، ولكنه شدد على أن الاعتقال السياسي بكل أشكاله غير مبرر ومحرم سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، على حد قوله.

وأكد في تصريح مقتضب لـ"الرسالة نت"، أن المرحلة القادمة تتطلب وحدة جميع فصائل المقاومة، مؤكداً على حق الرد على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، مضيفاً:" الاحتلال لا يريد مبررات للعدوان على شعبنا".

وكانت مؤسسة حقوقية فلسطينية كشفت النقاب عن قيام ضباط صهاينة من جهاز الاستخبارات "الشاباك" بالتحقيق مع معتقلي حركة "حماس" في سجون "سلطة رام الله". واعتبرت مؤسسة "أحرار" للدفاع عن الأسرى "مشاركة ضباط صهاينة من جهاز الشاباك والشين بيت بالتحقيق مع المختطفين الفلسطينيين في سجن "الجنيد" في نابلس، أمرًا خطيرًا، حيث يعري "أجهزة أمن السلطة" ويثبت أن دورها يتجسد في حماية أمن الإحتلال ومستوطنيه.

ردود مبالغ فيها

من جانبه اعتبر النائب المستقل في المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشة، أن ردود"سلطة رام الله" على العمليات الفدائية في الضفة الغربية "هي ردود مبالغ فيها جداً من حيث أعداد المعتقلين والمساحة الجغرافية التي جرت فيها عمليات الاعتقال"، لافتاً إلى أنه على صعيد محافظته طولكرم فقد بلغ عدد المعتقلين 65 معتقلا حتى اللحظة .

وشدد خريشة لـ"الرسالة نت" على أن الهدف من الاعتقالات ليس فقط لصالح الإثبات للاحتلال بأن السلطة قوية وقادرة على بسط الأمن بل إنها رسالة إلى أبعد من ذلك "فهناك تعهدات باعتقال المقاومين لمنع تكرار هكذا عمليات ".

يذكر أن كتائب القسام  أعلنت عقب العملية البطولية التي نفذتها في رام الله و أصيب فيها اثنان من المغتصبين بحالة خطيرة :"أن عملية رام الله رسالة لمن تعهد للصهاينة بأن عملية الخليل لن تتكرر".

واستنكر خريشة كل مبررات حركة "فتح" في مهاجمة العمليات الأخيرة وتأييدها لحملة الاعتقالات بحق فصائل المقاومة الأخرى، وقال:" قد تجد السلطة من يبرر لها تصرفاتها باعتبارها مرتبطة بظروف وتفاهمات أمنية مع الاحتلال، ولكن ما الذي يبرر لحركة مثل فتح تأييد استهداف المقاومين وهي التي تعتبر نفسها منضوية في إطار النضال الفلسطيني ".

واعتبر خريشة أن الناطقين باسم "فتح" أصبحوا كُثر وليس بالضرورة يعبرون عن وجهة النظر الشريفة والأصيلة للحركة، معتبراً إياهم جزءا طارئا على هذه الحركة ويقولون ما يُلقن لهم من شخصيات لها علاقات وارتباطات خاصة ويؤثرون السلطة ومغانمها على مغانم النضال".

لكنه استدرك بالقول:"أن السلطة تأخذ الغطاء من حركة فتح، وبالتالي هي سلطة فتحاوية يهتز موقفها على المستوى التنظيمي والجماهيري"، داعياً حركة "فتح" العودة  إلى جادة الصواب وأن يساندوا أي شخص وفصيل يقاوم الاحتلال.

وتجدر الإشارة إلى أن"أجهزة السلطة" اعتقلت أكثر من 650 من كوادر وأنصار حركة "حماس" ، إضافة إلى العشرات من فصائل المقاومة في الضفة الغربية، وذلك بعد عمليتي الخليل ورام الله البطوليتين.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00