كشفت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية النائب خالدة جرار، التي أفرج عنها حديثا من سجون الاحتلال، عن تفاصيل جديدة متعلقة باستهداف الاحتلال للأسرى الفلسطينيين، مؤكدة وجود حملة قمعية مبرمجة ضدهم يقودها ما يسمى بـ"وزير الامن الداخلي" الإسرائيلي جلعاد اردان.
وقالت جرار لـ"الرسالة" إن الحملة بدأت تشتد ووصلت ذروتها في العام الأخير، على ضوء تصريحات اردان التي يهدد فيها بالتنغيص على الأسرى والتنكيل بهم، مشيرة إلى أنّ جيش الاحتلال يشارك هذه المرة مصلحة السجون عملية قمعها للأسرى في النقب.
ويشهد سجن النقب احداثا دامية على ضوء محاولة مصلحة السجون إجبار الاسرى الدخول في سجون بها أجهزة تنصت مسببة للسرطان، وشرع الجيش بقمع الأسرى وإطلاق النار على بعضهم.
وأشارت جرار إلى أن الهجمة الإسرائيلية تتصاعد بالنقب "وهي في المرحلة الأخطر"، "لا سيما في ضوء شح المعلومات التي تصل عن الاسرى هناك ما يجعل عوائلهم والمهتمون بقضاياهم يعيشون في حالة قلق على أوضاعهم".
وذكرت أن الهجمة تأتي في سياق "تصعيد سياسات الاحتلال الرامية في التنكيل بالأسرى، عبر استخدام أساليب قمعية غير عادية"، لافتة إلى سلوك الاحتلال بحق الاسيرات ونقلهن الى سجن الدامون في ظل ظروف إنسانية قاسية، انتقامًا منهن لرفضهن تركيب الكاميرات في غرفهن.
وحذرت من خطورة تمادي الاحتلال في قمع الاسرى بعد انتخابات الاحتلال، لا سيما وأنّ الشارع الصهيوني يدعم اليمن المتطرف.
ولفتت جرار الى سلوك الاحتلال الإجرامي بحق الأسيرات من تنكيل وتعذيب، على خليفة إضرابهن واعتصامهن، نتيجة رفضهن لتركيب الكاميرات، مؤكدة أن الاسيرات يتعرض لعملية تنكيل يومية ممنهجة، تهدف لإذلالهن وإضعاف معنوياتهن.
وطالبت بضرورة بذل الجهد لمواجهة التضييق على الأسرى ومحاولة سحب منجزات الحركة الاسيرة، وذلك من خلال فعل شعبي مساند للأسرى ورافض للإجراءات التي تمس أوضاعهم.
وفي غضون ذلك، أكدّت جرار ضرورة المشاركة الشعبية الفاعلة في مسيرات العودة، التي يتزامن ذكرى انطلاقتها الثانية في الثلاثين من مارس الجاري، تزامنا مع يوم الأرض، مشيرة إلى أنّ هذا النوع النضالي أتاح للمواطنين "أن يعلوا صوتهم، ولفت النظر إلى أن هناك أكثر من مليوني فلسطيني محاصرون".
وقالت جرار إن هذه المسيرة من الأشكال الشعبية المهمة التي تمكن الناس جميعا من المشاركة، "ويجب المحافظة عليها"، مضيفة: " هذه المسيرات تعكس الخيار الشعبي الذي يجب أن يتواصل، ويتبناه شعبنا في مناطق تواجده كافة".
وعن ضعف مشاركة الضفة المحتلة، أوضحت أن الضفة عمليا تختلف عن القطاع من الناحية الجغرافيا، فهي تعيش في "كانتونات منفصلة ومنعزلة"، حيث تحول دون التحام شعبي مشترك في الضفة.
وتابعت جرار "يجب تفعيل الدور الشعبي في المواجهة مع الاحتلال، والحذر من أي مسار سياسي متعلق بالعودة للمفاوضات مع الاحتلال".
وأكدّت ضرورة تعزيز صمود الشعب الفلسطيني بغزة وتحقيق الوحدة لمواجهة التصعيد "الإسرائيلي".
ويوافق الثلاثين من مارس الذكرى الأولى لانطلاقة مسيرات العودة التي تترافق مع ذكرى يوم الأرض، حيث استشهد العام الماضي في ذكرى ذلك اليوم 17 شابًا في مواجهات دامية مع الاحتلال.