قائمة الموقع

غزة.. استنفار وتفاوض تحت النار

2019-03-28T15:48:00+02:00
غزة.. استنفار وتفاوض تحت النار
غزة- شيماء مرزوق

يسيطر على الأجواء في قطاع غزة هدوء حذر في أعقاب تصاعد الأوضاع الميدانية، حيث تقف غزة أمام مشهد غاية في التعقيد، وأمام خيارات قاسية، خاصة أنها قررت أن تستغل الحالة الإسرائيلية التي تسبق الانتخابات بأيام لتمارس أقصى درجات الضغط.

ويقول موقع والا العبري أن كل الخيارات متوقعة من جهة قطاع غزة والأيام الأخيرة المتبقية للانتخابات ستحمل الكثير، قد نشهد إطلاقا للصواريخ حتى في يوم الانتخابات.

ويضيف: حماس التي تقرأ الخريطة الإسرائيلية جيدًا، قررت الضغط على الليمون حتى آخر قطرة، لذلك قررت التوجه نحو تصعيد الضغط فأطلقت الصاروخ نحو هشارون وبعد جهود التهدئة وقرار الجيش بعودة الروتين لغلاف غزة أطلقت المزيد من الصواريخ ورد الجيش بصورة عادية ثم أطلقت صواريخ نحو عسقلان.

إن أدق توصيف للمشهد الحالي هو أن غزة تفاوض تحت النار والضغط وتحاول استغلال الخاصرة الرخوة لنتانياهو قبيل الانتخابات لإجباره على فك الحصار او تخفيفه بشكل كبير.

ما سبق وهو صرح به الجنرال الإسرائيلي أودي ديكل، في دراسة أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة (تل أبيب) حينما قال إن "استراتيجية الردع الإسرائيلية تجاه حماس تم استنفادها، خاصة بعد إطلاق الصاروخين الأخيرين من غزة باتجاه (تل أبيب) أواخر الأسبوع الماضي، ما شكل مفاجأة للمستوى السياسي الإسرائيلي والأوساط الأمنية؛ لأنهما أطلقا في ذروة المباحثات التي تجريها (إسرائيل) مع حماس بوساطة مصرية".

وأضاف: "ذلك يعني أن حماس تواصل سياسة التحدي لـ(إسرائيل)؛ من خلال تحكمها بمعايير التصعيد وتوقيته وأدواته، وأنها تمسك بزمام المبادرة تجاه (إسرائيل)، ويعني كذلك أن استراتيجية الردع التي تبنتها (إسرائيل) أمام حماس باتت في طريقها إلى النفاد".

وأوضح ديكل، الذي شغل وظائف عديدة في الجيش والاستخبارات والتعاون العسكري الدولي والتخطيط الاستراتيجي، أنه "من أجل مواجهة هذا الواقع الغزاوي، أمام (إسرائيل) خياران لا ثالث لهما: الأول الاعتراف رسميا بسلطة حماس في غزة، والانفصال كليا عن الضفة الغربية و(إسرائيل)، ما يعني إزالة الحصار عن غزة، وفتحها أمام العالم الخارجي، دون المرور بـ(إسرائيل)، والخيار الثاني هو الاطاحة بحكم حماس في غزة.

ومن الواضح ان استمرار الحصار وخنق القطاع لم يعد مقبولا من الحركة التي تعاني من أزمات خانقة وباتت مضغوطة بشدة نتيجة الأوضاع الكارثية في القطاع.

في المقابل فإن المستويات السياسية والأمنية في (إسرائيل) سمحت لكافة وسائل الإعلام بتغطية الحشود العسكرية على غلاف غزة، في تظاهرة عسكرية ورسالة إعلامية واضحة.

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب يقول "نحن أمام عملية استعراضية وموجهة في الأصل إلى الداخل الإسرائيلي.

ويضيف في مقال له: "النقاش الذي كان سائداً في (إسرائيل)، بعد وصول الصاروخ إلى (تل أبيب)، تمحور حول: مَن الجهة التي أطلقته؟، إلاّ أن هذا النقاش لم يتمحور حول الأسئلة الأساسية: كيف وصل هذا الصاروخ إلى عمق الدولة العبرية، وأين هي القبة الحديدية، وما هي الرسالة التي حملها، وما هي طبيعة الرد الذي من شأنه عدم تكرار وصول صواريخ مشابهة إلى العمق الإسرائيلي".

ويتابع: "وبعد التصعيد، تمحور النقاش حول ماهيته وآثاره وهل هو مقدمة لحرب أم أن رسالته قد وصلت بدون حاجة إلى مثل هذه الحرب؟ والسؤال الأهم: هل يكون هذا التصعيد بمثابة "مفاوضات خشنة" من شأنها أن تشكل مقدمة للعودة إلى "تهدئة مقابل تهدئة" برعاية وجهود مصرية، تم نشر وتسريب تفاصيلها في الآونة الأخيرة؟

ويؤكد حبيب أنه فعليا؛ هناك وقف لإطلاق النار، مع ذلك فإن الجانب الإسرائيلي يقول علناً انه ليس هناك وقف لإطلاق النار، ويستمر في حشد قواته على تخوم القطاع، مع محاولة لتأكيد أن (إسرائيل) هي من تملك القرار وأن يدها هي العليا في هذا المجال!

لكن الحقيقة أن غزة استطاعت أن تضم (تل أبيب) الى غلاف غزة ونجحت في كسر الاعتقاد السائد بان قصف (تل أبيب) يعني حرب دامية، لكن الاحتلال لا يرغب في الدخول في اتون معركة قد تنتهي من حيث بدأت ودون أن تحقق النتائج السياسية المرجوة منها.

من ناحية أخرى يبقى يوم السبت 30 أذار الذي يحشد فيه الفلسطينيون نحو مليونية الأرض والعودة هو الفيصل والذي قد يرسم ملامح المشهد في غزة، وقبل الوصول إلى ذلك اليوم يبقى المشهد في غزة حذراً.

اخبار ذات صلة