قال رئيس السلطة محمود عباس اليوم الأحد إنه لم يعد باستطاعة السلطة الفلسطينية تحمل الوضع القائم أو التعايش معه حفاظا على مصالح وأحلام شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، محذرا من أننا "سنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية".
ونبه عباس في كلمته أمام القمة العربية العادية بدورتها الـ30 في العاصمة التونسية اليوم الأحد إلى أننا مقبلون على أيام غاية في الصعوبة بعد أن دمرت "إسرائيل" كل الاتفاقيات وتنصلت من جميع الالتزامات منذ اتفاق أوسلو إلى اليوم.
وشدد على أن "استمرار اسرائيل في سياساتها واجراءاتها لتدمير حل الدولتين، جعلنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها".
ولفت عباس إلى أن مواصلة الكيان الإسرائيلي لسياسته العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له أن يكون لولا دعم الادارة الأميركية، خاصة اعترافها بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، ونقل سفارتها اليها، وازاحة ملفات الاستيطان، واللاجئين والأونروا من على الطاولة.
وبين أن ما قامت به الادارة الاميركية الحالية بقراراتها يمثل نسفا لمبادرة السلام العربية وتغييرًا جذريا في مواقف الإدارات الأميركية المتعاقبة تجاه الصراع "الفلسطيني- الإسرائيلي" وبذلك أنهت ما تبقى لها من دور في طرح خطة سلام أو القيام بدور وسيط في عملية السلام.
وجدد عباس تأكيده على أنه لا يمكن ان نقبل خطة سلام لا تحترم اسس ومرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية وصولا إلى انهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الحرية والاستقلال.
وحذر من محاولات الكيان الإسرائيلي دفع بعض دول العالم لنقل سفارتها للقدس ما يستدعي من الجميع إعلام تلك الدول بأنها تخالف القانون الدولي والشرعية الدولية وأنها تعرض مصالحها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية للضرر والخطر ان قامت بذلك.
وأعرب عباس عن ثقته بأن محاولات الكيان الإسرائيلي لتطبيع علاقاته مع الدول العربية والإسلامية لن تنجح ما لم تطبق مبادرة السلام العربية للعام 2002، من البداية إلى النهاية وليس العكس، فلا تطبيع إلا بعد انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية العربية.
ولفت إلى أنه في ظل غياب حل سياسي يستند للشرعية الدولية، فقد دعونا لعقد مؤتمر دولي للسلام وانشاء آلية دولية متعددة الاطراف لرعاية المفاوضات.
وحث الدول الاوروبية التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للقيام بذلك، مؤكدا ان هذا الامر ليس بديلا عن المفاوضات بل سيحافظ على حل الدولتين ويعزز فرص السلام في المنطقة.
وحول اقتطاع الاحتلال الإسرائيلي من أموال المقاصة، قال عباس: "لن نتخلى عن أبناء شعبنا خاصة من ضحّى منهم، وسنواصل دعمهم، حتى وإن كان ذلك آخر ما نملك من موارد مالية".
وذكر أن هدف الكيان الإسرائيلي من احتجاز أموالنا وقبلها قيام الولايات المتحدة بوقف جميع مساعداتها، هو إجبارنا على الاستسلام والتخلي عن حقنا المشروع في القدس.
وأردف عباس "لكن نقول لهم إن القدس ليست للبيع ولا معنى لان تكون فلسطين دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها".
ودعا إلى تفعيل قرارات القمم العربية السابقة الخاصة بتوفير شبكة الأمان المالي والوفاء بالالتزامات المالية لدعم موازنة دولة فلسطين، ما يمكن شعبنا من الصمود والثبات.
وفي الشأن الداخلي، قال عباس إننا ماضون قدما لتحقيق وحدة ارضنا وشعبنا، مضيفا "حريصون على توفير نصف ميزانية دولة فلسطين تقريبا لأهلنا في غزة".
وبحسب عباس "بذلنا كل جهد ممكن لإنجاح الجهود العربية والدولية رغم موقف حماس التي تعطل المصالحة، مثمنا جهود مصر في هذا المجال".