القدس – الرسالة نت
اجمع عدد من القيادات والشخصيات الوطنية الفلسطينية في الولايات المتحدة على رفض المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية التي بدأت في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأربعاء الماضي في الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري بمشاركة مصر والأردن وتحت رعاية أمريكية مباشرة. كذلك صدرت العديد من بيانات التنديد والإدانة لقرار السلطة الفلسطينية بالعودة إلى طاولة التفاوض
د. يوسف منيّر / رئيس المركز الفلسطيني، واشنطن
يقول الدكتور يوسف منيّر، رئيس المركز الفلسطيني في العاصمة واشنطن، انه لا يثق بالمفاوضات الجارية، ولا يعتق أنها ستحقق شيئا للفلسطينيين. وإن السلطة الفلسطينية تعتمد في معظم ميزانيتها على الولايات المتحدة الأمريكية وتراهن على المواقف الأمريكية وإدارة أوباما، ولكن السلطة وللأسف الشديد، لا تستطيع أن تقول لا لواشنطن.
ويتساءل د. منير، إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ترفض كل الحقوق الفلسطينية، وتضع شروطها، كالاعتراف مقدما بإسرائيل كدولة يهودية وعدم وقف الاستيطان، إذن حول أي شيء تحديدا ووفق أية أسس، تتم عملية التفاوض هذه؟
ويؤكد د. يوسف منير على الدور المركزي الذي يلعبه اللوبي الصهيوني والتنظيم الذي تتميز به الجالية اليهودية في واشنطن وقدرة اللوبي المساند لإسرائيل على صانع القرار الأمريكي في البيت الأبيض. مشيرا إلى ضرورة أن يتوحد الشعب الفلسطيني في إطار مشروع وطني واحد.
نورا عريقات/ شبكة الجالية الفلسطينية، واشنطن:
بدورها قالت المحامية الفلسطينية نورا عريقات في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم " إن المشكلة الرئيسية تكمن في الاحتلال الإسرائيلي، وإن تطبيق الشرعية الدولية هو الذي يكفل حقوق الفلسطينيين، معتبرة أن سياسة الاستيطان وبناء نظام الفصل العنصري لن يجلب حلا للصراع بل السلام يتحقق حين يجري التسليم بالحقوق الوطنية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
عصام اليماني/كاتب صحفي، تورنتو، كندا:
يقول الكاتب والقيادي الفلسطيني عصام اليماني "من جرّب المجرّب، عقله مخرّب" ويضيف "ومن عقله مخرب عليه التنحي، وإذا لم يتنح، فقد آن الأوان للعمل على تنحيته. هذا ينطبق على كل المشهد الفلسطيني، إذ من غير المقبول بعد الآن، الاستمرار بالتغطية - غير المباشرة - لما يجري من سياسات وبذريعة الحفاظ على الوحدة الوطنية!
وحول مواقف القوى الفلسطينية في م. ت. ف يضيف اليماني: آن الأوان للقوى الحية في حركة فتح تنحية من يدعي تمثيلهم وينحرف عن توجهات الحركة. كما آن الأوان للمنظمات الممثلة في اللجنة التنفيذية أن تستنهض وضعها للخروج من عباءة السلطة الفلسطينية ومن برنامجها المشبوه.
ندى خضر/ رئيسة مؤسسة "ويسباك" - نيويورك:
محمود عباس وفريقه لم يحظوا بتفويض سياسي كي يتفاوضوا باسم الشعب الفلسطيني. وهو ( عباس ) لا يملك السلطة ولا القدرة على شطب حقوقنا الوطنية، خاصة حق العودة للاجئين. ونحن كفلسطينيين لن نلتزم بما يتمخض عن هذه المفاوضات المدعاة،، والسبب أن رئيس السلطة الذي يفاوض هو غير شرعي. خيارنا أن نواصل مقاومة الاستعمار الإسرائيلي المستمر لفلسطين حتى نضمن ونمارس حقوقنا غير منقوصة.
موسى الهندي /المؤتمر الشعبي الفلسطيني – أوماها، نيبراسكا - يقول:
أوصلنا رسالتنا وصوتنا للسلطة وللإدارة الأمريكية، من خلال مئات الرسائل والعرائض التي وقع عليها عشرات المنظمات واللجان والجمعيات الفلسطينية ومئات النشطاء والمثقفين والكتاب الفلسطينيين في الولايات المتحدة تطالب عباس بـالتنحي عن موقعه وعدم التحدث باسمنا.
ليس من حق أحد التنازل عن حقوقنا ولا عن ذرة تراب واحدة من وطننا. وإذا أراد عباس وفريقه الذهاب في طريق التشارك والتعاون مع الاحتلال فأنهم اختاروا طريق الخيانة الوطنية، ويضعون أنفسهم خصما للشعب الفلسطيني وللأمة العربية. أنا لا اعرف أحدا اخذ هذا الدرب إلا وعاقبه الشعب الفلسطيني والحق به هزيمة نكراء وجعله يقف عاريا وبلا غطاء، أمام الأمة وأمام العالم وأمام نفسه.
المنظمات الشعبية الفلسطينية:
كما أصدرت العديد من المؤسسات الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية بيانات صحفية ترفض المفاوضات
وأبرزها الدور الذي قامت به شبكة الجالية الفلسطينية حيث عقدت مؤتمرا صحفيا أمام وزارة الخارجية دعت فيه الوفد الفلسطيني إلى عدم التحدث باسم الشعب الفلسطيني وادعاء تمثيله، وشارك في المؤتمر الصحفي كل من النقابي الفلسطيني مناضل حرزالله والناشط حاتم أبو دية والمحامية نورا عريقات.
كذلك أصدرت جمعية المسلمين الأمريكيين من اجل فلسطين بياناً صحفياً أكدت فيه على رفض المفاوضات واعتبرته مخالفا للقانون الدولي وكذلك ذهب تحالف حق العودة في بيان صدر عنه.
كتاب وصحفيون:
أبرز المقالات التي نشرت ضد المفاوضات كانت للكاتب الفلسطيني الأمريكي علي أبو نعمة، حيث كتب مقالان، الأول نشره في صحيفة نيويورك تايمز، ومقالة ثانية نشرت في لوس انجلوس تايمز في الأسبوع ذاته التي جرت فيه مراسيم انطلاقة المفاوضات بواشنطن. ووجه أبو نعمة جل نقده إلى السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية في آن واحد، واعتبر أن هذه المفاوضات فاشلة سلفاً.
كذلك نشرت الكاتبة الفلسطينية الكندية ديانا بوطو مقالة نقدية في موقع "الانتفاضة الالكترونية " فندت فيها " المنطق الأمريكي للسلام" وهاجمت قرار السلطة الفلسطينية بالعودة للمفاوضات وماذا تريد تحقيقه السياسة الإسرائيلية واعتبرت أن فريق عباس سيحصد الفشل والهواء.
وكتب الزميل الصحفي محمد سعيد مقالا في صحيفة " الأخبار" اللبنانية نقل فيه مشاعر عشرات المثقفين والأكاديميين الفلسطينيين والمزاج الشعبي في الولايات المتحدة الرافض للمفاوضات والداعي لإسقاط السلطة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ودعم مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.
أصوات خارج السرب الشعبي والوطني:
لكن الأمر لا يخلو من أصوات فلسطينية تقف على الضفة الأخرى من النهر. إذ بارك السيد زياد العسلي المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، باعتباره شخصية فلسطينية معروفة، ومقربة من دوائر الأمن والخارجية الأمريكية، ويترأس السيد العسلي مجموعة العمل الأمريكية من أجل فلسطين، حيث حيا الرجل المفاوضات والجهود المضنية التي تبذلها إدارة الرئيس أوباما واعتبر أن مشاركة السلطة في مراسيم واشنطن التفاوضية انه القرار الفلسطيني الصائب!
باستثناء العسلي وشخصية اسمها "حسين إبش" وبعض الفلسطينيين الذين يتحلقوا حول ممثلي السلطة في نيويورك وواشنطن، فإن الجالية الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة وكندا موحدة في موقفها ضد سياسات السلطة الفلسطينية وقد عبرت عنه بمختلف أطيافها وتياراتها السياسية والاجتماعية مؤكدة على رفضها القاطع لهذه المفاوضات العبثية تحت شعار: "فلسطين ليست للبيع.. حقوقنا ليست للبيع".
في يوم القدس في أمريكا الشمالية: مشاركة مميزة للجيل الشباب
تجدر الإشارة إلى أن لجنة إحياء يوم القدس العالمي في أمريكا الشمالية نظمت مسيرات ومؤتمرات يوم 3 / ايلول/سبتمبر في عدد من المدن والولايات الأمريكية والمقاطعات الكندية، أكدت من خلالها على حق الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية واعتبارها مدينة محتلة وعاصمة أبدية لفلسطين، وبرز فيها المشاركة المميزة لجيل الشباب.
وجابت تظاهرة حاشدة شوارع العاصمة الأمريكية واشنطن ومسيرة مماثلة بمدينة تورنتو الكندية ، كما شهدت جامعة اريزونا مؤتمراً حول التحديات الراهنة التي تواجه أهالي مدينة القدس وواقع المقدسات الإسلامية والمسيحية. وشارك في المؤتمر ( عبر نظام الفيديو ) مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري والبرفسور عبد الستار قاسم والأكاديمي احمد رافت.
وشاركت مؤسسات الجالية العربية والإسلامية ومنظمات حقوقية وشخصيات عربية ودولية في فعاليات يوم القدس العالمي، بما فيها قوى يهودية تقدمية معادية للصهيونية.
وشهدت مدن دالاس وهيوستن بولاية تكساس مسيرات وتظاهرات مشابهة ونظمت اللجنة أنشطة إعلامية وتضامنية مع الشعب الفلسطيني، خاصة حول ما يجري في القدس المحتلة من هدم للبيوت وطرد السكان العرب وقضم وتهويد المدينة والسيطرة على الأحياء العربية.
وفي مدن شيكاغو وسياتل وسانت لويس وديرتويت تميز حضور الشباب والجيل الجديد ، فيما أكدت الجالية على حماية المسجد الأقصى وكنيسة المهد وتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني الذي يواجه سياسة التهويد والتهجير على يد الاحتلال الصهيوني وقوانينه العنصرية الاجلائية.
وتزامنت نشاطات لجنة إحياء يوم القدس العالمي في أمريكا الشمالية والتحضيرات للمناسبة السنوية مع فضاء المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في واشنطن ، حيث أكدت الجماهير المشاركة على رفض خيار المفاوضات أو التنازل عن القدس والمساس بحقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في فلسطين المحتلة. ووجهت رسائل واضحة للمفاوض الفلسطيني على "عدم أهليته وشرعيته للتحدث باسم الفلسطينيين وتمثيل قضيتهم الوطنية".
وحيّا المشاركون والمشاركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية مؤكدين على أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد الذي تستعاد من خلاله الحقوق المسلوبة.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللبنانية وأعلام ورايات حزب الله ويافطات تدعو لتحرير القدس من الاحتلال ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
نقلا عن موقع عرب 48