في صفعة جديدة تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه قضايا فساد ويصارع لتحسين صورته قبيل الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل الحالي، وجهت كتائب القسام رسالة للشارع (الإسرائيلي) للتذكير بملف الأسرى المهمل من قبل الاحتلال.
كتائب القسام نشرت فيديو جديد حول الجنود (الإسرائيليين) الأسرى لديها عنوانه #حكومتكم_تكذب في إثارة لقضية حساسة وفي وقت حرج، للتأثير على الشارع (الإسرائيلي)، وإثارة الجدل في الأوساط الإسرائيلية مع حلول الانتخابات الأسبوع المقبل.
وترفض "حماس"، بشكل متواصل، تقديم أية معلومات حول الجنود الأسرى لدى ذراعها المسلح كتائب القسام إلا أن مراقبون اعتبروا أن الرسالة جاءت في الوقت المناسب، وستساهم بالضغط على الاحتلال وقيادته وستؤثر على صورة نتنياهو في الانتخابات لذلك أوقف نشرها في وسائل الإعلام العبرية.
ويعيد نشر الرسالة قضية الجنود الأسرى لدى حماس للواجهة، فيما يحمل التوقيت دلالات أهمها
رفع لمعنويات الاسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون هذه الايام معركة الكرامة،
كما تأتي ردا على تهديدات وزير أمن الاحتلال أردان بحق الاسرى وقمعهم، ما يعني أن التهديد يقابل بالتهديد، كما تزامنت مع جولات حوارات التهدئة التي قد تصل لصفقة تبادل جديدة.
الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات رأى أن رسالة القسام مهمة من حيث التوقيت كونها تتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية وأي إشارة حول الأسرى تؤثر على الشارع (الإسرائيلي).
وذكر أن فيديو القسام رغم عدم تناقله من قبل وسائل الإعلام الرسمية لدى الاحتلال إلا أن غالبية مجموعات الإعلام الجديد تناقلته والتي تعد الأكثر تأثيرا داخل الاحتلال.
وتوقع بشارات أن تؤثر الرسالة على أهالي الأسرى لدى القسام وخاصة عائلة هدار غولدين، موضحا أن أي حديث حول الأسرى لدى القسام مؤثر وحساس في الفترة الحالية.
القناة 20 العبرية قالت إن "الصحفيين الإسرائيليين وقعوا في فخ حماس" فحماس تلعب لعبة مزدوجة وتشن حرب نفسية ضد "إسرائيل" وتنشر مقاطع على صعيد التهدئة والأسرى، وهو ما يمكن أن تنكره في وقت لاحق.
وتضيف: حماس تلعب علينا لعبة وتحاول جرنا إلى التصعيد، وتستغل فترة الانتخابات في إثارة القضايا الحساسة التي تريد حلول لها.
وجاءت رسالة القسام عبر أغنية مترجمة إلى اللغة العبرية بعنوان "رسالة من الاسر"، لإثارة الرأي العام الاسرائيلي ضد حكومته.
وكانت كتائب القسام الجناح المسلّح لحركة حماس، عرضت في سبتمبر 2015 صور أربعة جنود إسرائيليين هم "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" و"أباراهام منغستو" و"هشام بدوي السيد"، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.
وتشترط حركة حماس الإفراج عن محرري "صفقة شاليط" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014 قبل الدخول في أي مفاوضات لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة.
وكانت لئيا غولدين والدة الجندي الأسير لدى حركة حماس هدار غولدين، قد قالت إن رئيس الحكومة الإسرائيلية وعدني بألا تكون هناك هدنة مع حماس دون عودة الجنود.
وأضافت غولدين في لقاء إذاعي عبر راديو 103العبري تعقيباً على أنباء صفقة تبادل أسرى مع حماس: "كفاحنا لإعادة هدار وأورون من الأسر لم ينته بعد، لدينا وعد من نتنياهو بأنه لن تكون هناك تهدئة مع حماس ولن يكون إعادة إعمار لغزة دون عودة الجنود، الآن نسمع أن نتنياهو سيرسل الأموال والمساعدات لغزة دون شرط عودة الجنود".
وتساءلت: "هل تقدمون مساعدات إنسانية إلى غزة؟ هدار وأورون قضيتهم إنسانية أيضا مقابل تلك الإنسانية، هناك حملة إسكات جنونية هنا".
وتابعت: "أخبرني المراسلون العسكريون أن إعادة الجنود غير مرتبط بالتهدئة مع حماس، كيف ليس له علاقة لها؟ تم إرسال الجنود لغزة دفاعا عن إسرائيل، كيف لا يوجد صلة لهم؟".