اقتحم خبر توسعة مساحة الصيد إلى 15 ميلاً بحرياً في قطاع غزة، قلوب الصيادين بموجة عالية من الفرح، سيما أنها تعتبر التجربة الأولى لهم للخروج من صندوق الـ 6 أميال الضيق منذ ما يزيد عن 12 عاماً، إذ تقف زوارق بحرية الاحتلال "القاتلة" بالمرصاد لكل من يحاول تجاوزها.
ويفتح توسيع المساحة طاقة نورٍ لأكثر من 4 آلاف صياد فلسطيني، تكدست مراكبهم في الحقبة الماضية داخل مسافة الـ 6 أميال، ما جعل الرزق بداخلها شحيحا، بعد ممارسة الصيد على مدار الساعة.
ويأتي قرار توسعة مساحة الصيد، في ضوء تفاهمات التهدئة التي يرعاها الوسيط المصري، بين المقاومة الفلسطينية بغزة والاحتلال الإسرائيلي، وعلى ضوئها قسمت مساحة الصيد إلى أربعة أقسام، إلا أن فرحة الصيادين تبقى منقوصة نتيجة تهالك مراكبهم ومعداتهم بسبب الحظر الذي تمارسه (إسرائيل) حتى اللحظة على إدخالها.
يحكي الصياد علي الهسي أن مسافة الـ 15 ميلاً، فتحت أمام الصيادين أملاً في بحرٍ مفتوح تبتعد فيه قوارب الصيد عن بعضها البعض وتنهي حالة التكدس السابقة، ما يحسن كمية الصيد، كما تمكنهم من الوصول إلى مناطق جديدة قد تكون ممراً للأسماك المهاجرة، أو موطنا لأسماك مقيمة.
ويتوقع الهسي أن تتمكن قوارب صيد (الجر) من صيد كميات جيدة من الأسماك مثل السلطان إبراهيم والجمبري والسكمبلة والسردين، بأحجام كبيرة ذات جودة عالية.
فرحة منقوصة
ورغم إيجابيات قرار توسعة مساحة الصيد، إلا أنه زاد من حزن العديد من الصيادين الذين لا يستطيعون الإبحار إلى العمق، نتيجة تهالك مراكبهم ومعداتهم، وحاجتهم الماسة لمادة الفيبر جلاس التي تستخدم في إصلاح ثقوب وأعطال مراكب الصيد، وغيرها من آلات دفع السفن التي لم تدخل قطاع عزة منذ بدء الحصار عام 2007.
ويبين الصياد العبد فريد أن "ماتور" قاربه بحاجة إلى تجديد حتى يتمكن من الوصول إلى مساحة الـ 6 أميال وما بعدها، بعد تهالك الذي يستخدمه إثر اصابته بـ 7 رصاصات من بحرية الاحتلال، ما أجبره على صيانته بشكل مؤقت واستعماله لمسافات قريبة من الشاطئ.
ويطالب الصياد صاحب البشرة السمراء، في حديثه مع "الرسالة"، بالضغط على الاحتلال والسماح بإدخال جميع المعدات التي تنقص الصيادين الذين دمرت الزوارق الإسرائيلية معداتهم وأجبرتهم على التوقف عن المهنة، ما أثقل كاهلهم ووضعهم الاقتصادي.
بدوره، قال نزار عياش نقيب الصيادين في قطاع غزة، إن "قرار توسعة مساحة الصيد، يفتح مجالاً وأفقاً جديدين، أمام الصيادين الغزيين، إذ يتوقع تحسن كميات الصيد بشكلٍ ملحوظ خلال الفترة المقبلة، سيما الأيام الجارية موسم صيد جديد يبداً من منتصف شهر نيسان تكثر فيه أسماك السردين والسلطان إبراهيم واللوكس".
ويضيف عياش في حديثه مع "الرسالة"، إن "توسعة مساحة الصيد لا تعتبر حلاً للصيادين في قطاع غزة، إذ يواصل الاحتلال حظر إدخال جميع المعدات الضرورية واللازمة، والتي من أبرزها مادة الفيبر جلاس وكوابل الجر ومولدات الكهرباء وأنواع من شباك الصيد، ما يؤزم عملية الصيد أمام آلاف الصيادين".
وبين عياش أن المركبات الكبية (اللوكس والجر) هي التي تصل تلك المسافة، بينما القوارب الصغيرة يواصل الاحتلال منعها من الدخول، وفي حال تمكنت من الإبحار، فسيتمكن مئات الصيادين الذين يستخدمون طريقة السنار من اصطياد أسماك اللوكس والجرع كبيرة الحجم وبكميات وافرة.
وعن تقسيم مساحة الصيد، بين عياش أن الاحتلال سمح للصيادين للوصول إلى مسافة 6 أميال بحرية من منطقة الواحة شمالاً وحتى ميناء الصيادين بمدينة غزة، ومسافة الـ 12 ميلاً بحرياً تمتد أمام الصيادين من الميناء وحتى منطقة الوسطى، ومنها حتى ما قبل رفح 15 ميلاً، ومن رفح حتى الحدود المصرية 12 ميلا.