تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفها السلطة الفلسطينية إلى استمرار تغييب رموز المقاومة في الضفة المحتلة لمحاولة إخماد أي صوت يدعو إلى تصعيد المقاومة والرد على جرائم الاحتلال.
ويبدو أن تغييب رموز المقاومة بالضفة بات هدفا مشتركا لدى الاحتلال والسلطة معا، لا سيما وأن كل من يصدح بصوت الحق ويطالب باستمرار المقاومة ومحاربة التنسيق الأمني يجد نفسه إما في سجون السلطة أو الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء، القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف (64 عاما) من منزله ببلدة بيتونيا قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال أويس نجل القيادي يوسف إن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل واعتقلت والده إلى جهة غير معلومة. وكانت قوات الاحتلال أفرجت عن الشيخ يوسف في الحادي عشر من أكتوبر الماضي، بعد اعتقال استمر عشرة شهور.
وأمضى النائب يوسف قرابة عشرين عاما في سجون الاحتلال، ويعد من أبرز قيادات حماس في الضفة الغربية. ويعاني الشيخ حسن يوسف من عدة أمراض مزمنة منها ارتفاع الضغط والسكري.
خيار الانتفاضة
وقبل اعتقاله بيوم واحد، قال الشيخ حسن يوسف في تصريح خاص لـ"الرسالة" إن كل العوامل بالضفة والقدس بدءاً من استمرار سياسة التهويد والاستيطان ومرورا بعمليات الاغتيال شبه اليومية هناك، تجعل من الانتفاضة خيارا حقيقيا للشعب الفلسطيني.
وأكد الشيخ يوسف أن مسيرات العودة هي فرصة يجب التقاطها لتفعيل خيارات الشعب الفلسطيني في المواجهة الشعبية مع الاحتلال بكل الأراضي المحتلة وفي القلب منها الضفة والقدس المحتلة.
وفي غضون ذلك، وصف موقف السلطة الفلسطينية من مسيرات العودة ومجمل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية بـ"الضعيف والسلبي".
وقال إن السلطة لم تتطرق من قريب أو بعيد لأي من هموم الشعب، بدءا من مسيرات العودة ومرورا بعمليات الاغتيال بالضفة وليس انتهاءً بأزمتي باب الرحمة والأسرى، "كانت مواقفها خجولة وضعيفة ولم تتطرق لها من قريب أو بعيد".
وأشار إلى أن هم السلطة واعلامها بات يتمثل في "تشويه صورة المقاومة في غزة، وتحريض المجتمع عليها"، مضيفا: "أصبح بعضهم يروج لفكرة أن الدم أغلى من الوطن، فكيف سنسترد الحقوق؟".
قمع المقاومة
ويؤكد النائب عن حركة حماس في مدينة طولكرم، فتحي قرعاوي، أن اعتقال الشيخ حسن يوسف يأتي وسط حالة من الهوس الأمني الذي تعيشه المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) من خلال حملات الاعتقالات الشاملة التي تجري يوميا في الضفة المحتلة.
ويوضح قرعاوي في حديثه لـ"الرسالة" أن الاحتلال لا يريد لمثل هذه الشخصيات والرموز الوطنية أن تظهر في هذا الوقت أو يكون لها نشاط سياسي، وهو جزء من عمليات قمع وإخماد أي صوت حر في الساحة الفلسطينية يخالف الجو العام الذي يعيشه الاحتلال في ظل التخوف من تصاعد المقاومة.
وشدد على أن النشاط السياسي حق لكل مواطن في كل العالم، مطالبا في الوقت ذاته بالإفراج عن الشيخ وكافة الأسرى الذين يتم اعتقالهم دون وجه حق.
وأشار إلى أن اعتقال الشيخ ورموز المقاومة لن يغير من الواقع السياسي ولن ينجح في إسكات صوت الحق المنادي بمقاومة الاحتلال في كل أرجاء الوطن بشتى الطرق المتاحة.