كشف العلماء في مشروع "إيفنت هورايزون تليسكوب" الدولي، اليوم الأربعاء، كما كان مرتقبا، عن أول صورة تُلتقط في التاريخ لأحد أكثر الأجسام غرابة في الفضاء، الثقب الأسود.
ويأتي الكشف عن صورة الثقب الأسود ضمن مشروع ضم أكثر من 200 عالم، التقطوا الصورة باستخدام ثمانية مناظير راديوية (تلسكوب) تمتد مواقعها من أنتاركتيكا إلى إسبانيا وتشيلي.
وقال مدير المشروع، شيبارد دولمان، والعالم بمركز هارفارد آند سميثسونيان للفيزياء الفلكية، إن "الثقوب السوداء هي أكثر الأجسام غرابة بالكون، لقد رأينا ما اعتقدنا أنه غير مرئي. لقد التقطنا صورة لثقب أسود".
وتمنح الصورة أول لمحة مباشرة عن حلقة تراكم الثقب الأسود، وهو عبارة عن حلقة من الغاز والغبار دائري الشكل، والتي يُفترض أنها تستمر بابتلاع أي شيء من النجوم والكواكب إلى الغازات والغبار وكل أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي بما في ذلك الضوء.
والتقطت التلسكوبات هذه، الإشعاعات المنبعثة من الجسيمات الموجودة داخل هذا الدائري، والتي تبلغ درجة حرارتها مليارات الدرجات المئوية أثناء دورانها حول الثقب الأسود بسرعة مقاربة لسرعة الضوء، قبل أن تختفي هذه الأجسام داخل الثقب.
وأتاحت نظرية النسبية للعالم الألماني الشهير، ألبرت آينشتاين، تنبؤ وجود الثقوب السوداء، رغم أنه شكك بوجودها. ومنذ ذلك الحين، جمع الفلكيون أدلة دامغة حول وجودها، والتي شملت أيضا الكشف الأخير عن موجات الجاذبية التي نتجت عن اصطدام ثقبين سوداويين ببعضهما البعض، والتي تتموج أصدائها عبر الكون الشاسع.
لكن الثقوب السوداء صغيرة للغاية ومظلمة وبعيدة جدا عن كوكب الأرض، لذا فإن رصدها مباشرة يتطلب تلسكوبًا بدقة تعادل القدرة على رؤية قطعة من الخبز على القمر، وكان يُعتقد في السابق أنه تحد لا يمكن التغلب عليه، لكن مشروع "إيفنت هورايزون تليسكوب" تمكنت من امتلاك القدرة اللازمة لتنفيذ هذه المهمة، عبر استخدام ثمانية من أهم المراصد الراديوية المنتشرة في أنحاء العالم.