يواصل الأسرى الفلسطينيون إضرابهم عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، وسط ترجيحات بأن تكون الساعات القادمة حاسمة بشأن استجابة الاحتلال لمطالبهم، بعد تدخل وسطاء دوليين.
وانطلق إضراب "معركة الكرامة2" الإثنين الماضي، بمشاركة فاعلة وواسعة من الهيئات القيادية للأسرى، بعد تنكر سلطات السجون الإسرائيلية لمطالب الأسرى ووقف الإجراءات الضاغطة عليهم، فيما قالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن الوسيط المصري أبلغ الفصائل باستجابة الاحتلال لمطالبهم تدريجيا، مقابل فك الإضراب.
وحظي الإضراب منذ انطلاقه بحملة تضامن واسعة على الأرض في الضفة الغربية المحتلة وغزة، وبتغطية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانضم للإضراب، الثلاثاء، نحو 400 أسير في عدة سجون تركزت في "النقب، وريمون، ونفحة، وإيشل، وعوفر، وجلبوع، ومجدو"، فيما يتوقع أن ينضم مزيد من الأسرى الآخرين خلال الساعات القليلة القادمة، حال استمر الاحتلال في رفض مطالب الأسرى.
ويطالب الأسرى بما يلي:
تمكينهم من التواصل مع أهلهم وذويهم كباقي الأسرى في سجون العالم، وتحديدًا الأسرى الإسرائيليين ومن بينهم على سبيل المثال أكبر قاتل في "إسرائيل"، وهو قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين المدعو (يغال عامير)، وذلك من خلال تركيب الهاتف العمومي المنتشر في السجون الإسرائيلية
رفع أجهزة التشويش على الهواتف النقالة (المهربة) بسبب رفض الإدارة السماح للأسرى بتركيب هاتف عمومي، فأجهزة التشويش تمنع الاتصالات، وهي تضر بالصحة وتلغي عمل أجهزة الراديو والتلفزيون داخل غرف الأسرى.
إعادة زيارات الأهالي إلى طبيعتها؛ أي السماح لأهالي أسرى حماس من غزة بزيارة ذويهم كباقي الأسرى، والسماح بزيارة أهالي الضفة الغربية جميعاً مرتين بالشهر.
إلغاء الإجراءات والعقوبات السابقة كافة، وهي نوعان: عقوبات قديمة وعقوبات جديدة، أما العقوبات القديمة نسبيًّا فقد اتخذها المستوى السياسي ضد أسرى حماس.
علاج زملائهم الذين تعرضوا للاعتداءات والضرب المبرح وإصابات خطيرة في قسم" 4-النقب"، وقسم سجن "رامون" 180 أسيرا فلسطينيًّا جريحًا.
وتجرى مفاوضات غير مباشرة داخل السجون، عدا عن جهود مصرية ودولية ما زالت مستمرة للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل تحقيق مطالب الأسرى الحياتية.
مدير مكتب إعلام الأسرى ناهد فاخوري قال، إن الساعات القادمة قد تحمل تطورات إيجابية على صعيد استجابة سلطات الاحتلال لمطالب الأسرى.
وكشف فاخوري أن لقاء جرى الأربعاء بين قيادة الأسرى في سجون الاحتلال، ومدير استخبارات السجون الإسرائيلية ونائبه، للحديث في جملة من مطالب الأسرى، مؤكدا أن الإضراب لم يتوقف أو يتم تعليقه، بل يتصاعد تدريجيا، وستنضم دفعة جديدة من الأسرى يوم غد الخميس للإضراب في كافة سجون الاحتلال.
وتابع: "ملف الأسرى يخص كل الفلسطينيين ولا يمكن فصله عن أي من الملفات الأخرى، وقضيتهم في صلب المباحثات والتفاهمات التي تجري في غزة برعاية وسطاء دوليين في مقدمتهم الوسيط المصري، فلا يمكن إبرام تهدئة في غزة، فيما الأسرى يعانون التضييق والتنكيل داخل السجون".
واستطرد: "كي يكون هناك تفاهمات وجهد حقيقي للتهدئة، لا بد من حل إشكاليات السجون، لأنه لا يعقل أن تبرم تهدئة في غزة، فيما السجون على وشك انفجار من شأنه أن ينسف كل الجهود".
ولفت إلى أن هناك تدخلا من أطراف عديدة على رأسها المخابرات المصرية، في انتظار أن تنتج هذه المفاوضات عن شيء إيجابي خلال الساعات القادمة
لكن فاخوري أبدى تخوفه من مماطلة الاحتلال في تنفيذ المطالب قائلا: "هناك شكوك في جدية الاحتلال في الاستجابة لمطالب الأسرى، ولذلك إذا كان الاحتلال جادا في تلبية المطالب، فعليه أن يستجيب للحد الأدنى منها، والتي لا يمكن تأخيرها، كعلاج الأسرى الجرحى، فيما يتم بعد ذلك الاستجابة لباقي المطالب تدريجيا برعاية وضمان من الوسطاء".
وأكد على أن أي قرار إسرائيلي بالاستجابة للمطالب، يجب أن ينعكس فورا على السجون، ولابد أن يشعر به الأسرى، مشددا على أن الجهود تحتاج إلى مزيد من الوقت.
من جهتها، حملّت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن تداعيات المساس بالأسرى في سجون والمعتقلات، محذرة من اختبار صبر المقاومة.
وأكدت الفصائل أن المقاومة "ستقطع اليد التي ستمتد على الأسرى بالتطاول والعدوان"، مطالبة الوسطاء بالضغط على الاحتلال لوقف جرائمه.
ودعت الشعب الفلسطيني وفصائله الحية في كل أماكن تواجده لمواصلة فعاليات التضامن مع الأسرى دعما وإسنادا لهم في معركتهم مع السجان، كما دعت لتصعيد كل أشكال المواجهة والاشتباك مع الاحتلال وخاصة في ساحات الضفة والقدس.