قال كاتب إسرائيلي إن "خيبة أمل واسعة وحالة إحباط تسود السلطة من نتائج الانتخابات الإسرائيلية، حيث يخشى رئيسها من نوايا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إعلان ضم أجزاء من الضفة الغربية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، فيما ذكر مسؤولون فلسطينيون أنه ليس لديهم وسائل عملية لمنع هذا التوجه الإسرائيلي".
وأضاف يوني بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، بمقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، أن "الآمال الفلسطينية الرسمية المحيطة بعباس كانت معقودة باتجاه أن يطيح الجنرال بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض بنتنياهو، لكن هذه الآمال وصلت لطريق مسدود، وعبّر عن هذا الإحباط بمنتهى الصراحة صائب عريقات في تعقيبه على نتائج الانتخابات".
وأشار إلى أن "السلطة الفلسطينية أبدت حذرا شديدا في الفترة الماضية بعدم التدخل، وإعلان تصريحات رسمية قد تفسر على أنها تدخل في العملية الانتخابية الإسرائيلية، بحيث قد تساعد نتنياهو في تحشيد أصوات اليمين ضد غانتس، لكن الجميع كان يدرك أن السلطة الفلسطينية تتمنى خسارة نتنياهو".
وأكد أن "ما يقلق السلطة الفلسطينية اليوم بعد إعلان النتائج الانتخابية الإسرائيلية أن تقوّي معسكر اليمين في الساحة السياسية، يتزامن مع قرب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة القرن، عقب ما أعلنه نتنياهو عن توجهه بضم أجزاء من الضفة الغربية بصورة تدريجية، وبالتنسيق مع الإدارة الأمريكية".
وأوضح بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن "أوساطا في حركة فتح أكدت افتقارها للأدوات والوسائل التي قد تحبط هذه التوجهات الإسرائيلية بضم المستوطنات ومناطق أخرى مجاورة، وليس لديهم بدائل سياسية لمنعها".
وأكد أن "ما يزيد من حالة الإحباط الفلسطينية حالة التساهل الذي تبديه الدول العربية تجاه قرارات الإدارة الأمريكية بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وقد أثبت الزعماء العرب أنهم أقوياء في التصريحات، وضعيفون في الأفعال".
وأضاف أنه "من المتوقع أن تجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لبحث تطورات الانتخابات الإسرائيلية، والمخاوف من فرض نتنياهو القانون الإسرائيلي على أجزاء من الضفة الغربية من أجل صياغة موقف فلسطيني واضح إزاء الخيارات العملية للتعامل مع أي قرارات مستقبلية للحكومة الإسرائيلية القادمة لضم مناطق من الضفة الغربية".
وأشار إلى أن "السلطة الفلسطينية تدرك أن إسرائيل رغم قرارات الضم المتوقعة للمستوطنات والمناطق المجاورة لها، ليست معنية بالتنصل النهائي من اتفاق أوسلو؛ لأنها لا تريد تحمّل مسؤولية ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية".
وختم بالقول إن "محمود عباس يرفض استخدام القوة المسلحة لمواجهة القرارات الإسرائيلية، ويكتفي بالمقاومة الشعبية، لكن سياسته هذه لم تنجح في منع إسرائيل من تنفيذ سياساتها، كما أنه لم يجرؤ على إلقاء المفاتيح في وجهها، والانسحاب من المشهد السياسي الفلسطيني".