شعر : عمر أبو غريبة

من أجلِ أحمدَ هكــذا انشقّ القمــــــــرْ

شطراً بناحيةٍ وفي الأخـــــــرى شَطَــرْ

لمّا رأى نورَ الرســــــــــــولِ وحسنَه

غارت نواظـــــرُه من القمــرِ الأغَـــــرْ

حتى إذا عــــــرف النبيَّ وقـــــــــدْرَه

فاض الحيـــــــــــاءُ به فخَــــرَّ ليعتذرْ

قمــــرٌ تسلسـل من ذؤابةِ هاشــــــــمٍ

خلَبَ النجـــــومَ وكلَّ ســـيّارٍ خطَــــرْ

تتشوَّف الأعنـــاقُ تنظـــــر وجهَـــه

فيطأطئُ البصـــــــرُ الحسيرُ إذا نظرْ

من هيبـــــــةٍ وجـــــــــلالةٍ فيه بدتْ

ووقـــارِ سَمتٍ في المُعايِنِ قد وقَـــرْ

لا يمــــلك النُّظّـــــــــــــارُ إلا حبَّــــه

والعينُ تعشق والفــــــؤادُ على الأثَرْ

إلا كفيفَ القلبِ تُحجـــــــب عينُـــــه

هيهات تبصر في الضــــلالِ المعتكِرْ

ولرُبَّ أعمى قد هـــــــــــــــداه قلبُه

إن البصـــــــيرةَ تجتلي فوق البصرْ

كفرتْ قريــــــــــشٌ والحجارةُ آمنتْ

إذْ ســـــبّحتْ في كفِّه قبل البشــــــرْ

قســت القلوبُ وفي الحجــــــارةِ رقةٌ

بجستْ عيونَ الماءِ من قلبِ الصخَرْ

قالوا فمن يُحيي العظـــــــــامَ رميمةً

ونسُوا الذي خلق العظامَ على قــدَرْ

قد أبصــــــــــروا شِقيهِ لكنْ أزمعوا

كفراً فقالوا ذاك سحــــــرٌ مستمـــرْ

لا يحزننْك كفـــــــرُهم إنْ كذّبــــــوا

فسيعلمون غداً مَن الباغي الأشِــرْ

وسيكفرون ولو أتـــــــاهم من عَلٍ

قمــــــرٌ على جُدْعِ العرانينِ استقرْ

بمحمدٍ يســـمو القصـــــيدُ وما دَنا

لكنّ مادحَـــه ترقّــــى واشتهــــــرْ

لو كان غير محمـــــــدٍ ما هــــــزّه

والشعـــــــــرُ ينتظم اللآلئَ والدررْ

بمديحِه تُرجـى الشـــــفاعةُ في غدٍ

وتُنال أوطارٌ إذا استعصى الوطَـــرْ

ومحمدٌ في المرسَــــلين إمــــامُهم

ومحمدٌ قمــــــــرٌ إذا أفل القمـــــرْ