دقّت قلوب جماهير نادي الزمالك المصري رعبا, مع رؤية لاعب وسط فريقها التونسي فرجاني ساسي يتعرض للإصابة خلال مواجهة حسنية أغادير المغربي.
ساسي يعدّ القلب النابض للزمالك، وهو العنصر الأقدر على نقله من مناطقه الدفاعية إلى الثلث الأمامي بأقل عدد ممكن من اللمسات الساحرة وبأبسط طريقة ممكنة، لكن هذا السحر حان وقت خفوته.
أمير مرتضى منصور المشرف على فريق الكرة بنادي الزمالك، أعلن أن ساسي سيغيب عن الفريق فترة تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع، بعد تعرضه لشرخ في شظية القدم على إثر الإصابة التي تعرض لها في مباراة الفريق المغربي.
ورغم أهميته, إلا أن غياب ساسي لن يكون المشكلة الوحيدة أمام "الفارس الأبيض"، في ظل وجود مجموعة من الأمور الأخرى التي ستكون بحاجة لحل سريع.
1- تراجع أوباما:
يعدّ يوسف أوباما الحلقة الأساسية التي اعتمد عليها السويسري كريستيان غروس المدير الفني لفريق الزمالك، إلى جانب ساسي للخروج بالكرة من المناطق الخلفية إلى نظيرتها المؤثرة في الملعب.
ولكن مستوى اللاعب يمر بحالة اهتزاز كبيرة في الفترة الأخيرة، سواء على المستوى التهديفي أو على مستوى صناعة اللعب, كونه فشل في تسجيل أو صناعة أي أهداف خلال المباريات الـ4 الأخيرة في الدوري المصري، بعدما أحرز 8 أهداف وصنع 6 في المباريات السابقة.
ومع إصابة ساسي سيكون الفريق الأبيض في مأزق كبير من حيث الخروج بالكرة من المناطق الخلفية، خاصة في ظل حالة الإرهاق التي يعاني منها الزمالك بسبب ظل ضغط المباريات.
2- ابتعاد "الفانتازيستا":
اللاعب الآخر القادر على صناعة الفارق في وسط ملعب الزمالك ونقل الكرة من المناطق الخلفية إلى الأمامية هو المصري الآخر محمد إبراهيم، الذي تلقبه جماهير الزمالك بـ"الفانتازيستا".
إبراهيم شارك في مباراة حسنية أغادير بديلا لساسي بعد إصابته، وقدّم بعض الحلول الهجومية، لكن ظهر تأثره بالابتعاد عن الملاعب طوال الفترة الماضية.
اللاعب ابتعد عن المشاركة بشكل أساسي منذ يناير الماضي، وتحديدا في المباريات السبع الأخيرة ببطولة الدوري المصري، كما أنه لم يشارك أساسيا سوى في 5 مباريات بالمسابقة قبل ذلك.
3- لا كرامات لـ"زيزو":
غياب لاعب الوسط التونسي عن الفريق الأبيض لن يكون الأول في الموسم الحالي, إذ تغيّب ساسي عن الزمالك في مباراتيه الأخيرتين ضد حسنية أغادير بذهاب ربع نهائي الكونفدرالية والمصري بالدوري.
وفي هاتين المباراتين, اعتمد غروس على محمود عبد العزيز لسد ثغرة غياب ساسي، لكن ظهر جليا عدم قدرته على تأدية الدور نفسه المنوط باللاعب التونسي، وعجز الفريق كليا عن نقل الكرة إلى المناطق الأمامية بشكل منظم.
"زيزو" يعتمد على الاحتفاظ بالكرة واقتحام خطوط دفاع الخصم بها، مع التفكير في التسديد أولا، بالإضافة إلى أنه لا يملك دقة تمريرات عالية، وهو ما يجعل مهمته في القيام بدور ساسي أشبه بالمستحيل.
وقد يكون اللاعب قادرا على تأدية دور طارق حامد في افتكاك الكرة، خاصة في ظل قوته البدنية ومجهوده الوفير، مع تميزه بالتسديد وإن عجز عن القيام بهذا الدور في المباريات الأخيرة، إلا أنه ليس اللاعب المناسب لخلق الفرص والخروج بالكرة للمناطق الأمامية سواء عن طريق التمريرات القصيرة أو الطولية.
4- قناعات غروس:
قد يكون الحل الأمثل لـ"الفارس الأبيض" لتعويض غياب ساسي هو تغيير طريقة اللعب من 4-2-3-1 إلى 4-3-3، مع الاعتماد على لاعبي وسط ملعب قادرين على نقل الكرة من الخلف للأمام.
ويعدّ الثلاثي أوباما وإبراهيم وأيمن حفني هم الأقرب لشغل هذا المركز، خاصة أن الأول والثاني يتمتعان بقدرات دفاعية قوية، باستثناء حفني الذي لا يميل كثيرا إلى تأدية الأدوار الدفاعية.
إلا أن ما يعوق تنفيذ تلك الخطة, القناعات الراسخة للمدرب غروس، الذي يرفض فكرة التغيير كثيرا، سواء على المستوى الخططي أو على مستوى الأفراد.
وباستثناء مباراة الفريق الأولى في الموسم الحالي أمام بتروجيت التي لعب فيها الزمالك بطريقة 4-1-4-1، اعتمد غروس في جميع المباريات على طريقة 4-2-3-1، دون تفريق بين المنافسين.
كما أن المدرب السويسري لا يميل إلى الاستعانة بحفني في صناعة اللعب، لا سيما في ظل قدراته البدنية الضعيفة وعدم القيام بواجباته الدفاعية، وهو ما يجعل أوباما وإبراهيم وحدهما في هذا المركز دون بديل.
5- الإرهاق البدني:
يدخل الزمالك المراحل الأخيرة من موسمه، وهو ينافس على بطولات الدوري المصري والكونفدرالية الإفريقية بالإضافة إلى بطولة كأس مصر، بعكس منافسه الأهلي الذي ودّع دوري أبطال إفريقيا من الدور ربع النهائي.
ضغط المباريات في الفترة المقبلة سيزيد من حالة الإرهاق البدني التي ظهرت على الفريق في المباراتين الأخيرتين، والتي تسببت في هزيمته أمام المصري (1-2)، والتراجع التام للدفاع بعد التقدم على حسنية أغادير.
ومع إصابة ساسي سيكون من الصعب على غروس العمل على إراحة أي من اللاعبين الأساسيين في الوقت الحالي، خاصة في منطقة وسط الملعب، والتي تبذل المجهود الأكبر في الملعب، دون أن يحصل لاعبوها على القدر الكافي من الراحة.
الراحة كانت ستكون معقولة لأي من حامد أو أوباما مع جاهزية ساسي عقب الغياب عن المباراتين الأخيرتين، لكن تلك الإصابة ستجعل من الصعب للغاية على المدرب السويسري التفكير في هذا الأمر.