أعلنت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال، مساء اليوم الإثنين، عن التوصل إلى اتفاق مع إدارة السجون الإسرائيلية يُحقَقُ من خلاله ما انتفضنا من أجله وهو إزالةُ أجهزةِ التشويش المسرطنة وتحييدها، والموافقة لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون على تركيب هاتف عمومي في كافة أقسام السجون أينما تواجد أسير فلسطيني يحملُ قضية وطنه.
وأوضحت الحركة في بيان لها، وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه، إعادةُ الأوضاع الحياتية في كافة أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 16/2/2019م، وهي بدايةُ الأحداث التي رافقت تركيبَ أجهزةِ التشويشِ المسرطنة وماتلاها من إجراءاتٍ عقابية واسعة. وتحقيقُ جملةٍ من المطالب الإنسانية التي تلامسُ حياة الأسرى وعلى رأسها ما يخص الأسرى المعزولين وخروجهم من العزل.
إليكم نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال
(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم
مازال شعبُنا يؤكدُ على إرادةِ الخلاص، ويراكمُ الانجازَ تلو الانجاز، ويكتبُ تاريخَه بأنفَاسِ المخلصين، ليأخذَ مكانتَه بين الحضارات، فهرميةُ الحقِ لاتنقصُ مادام أهلُهُ مطالبين به...
إننا في الحركة الوطنية الأسيرة تداعينا لصياغةِ خطةٍ نضاليةٍ تتصدى للهجمة غيرِ المسبوقةِ... التي أُريدَ من خلالها مصادرةُ كلِ حقوقنا وكافةُ مكتسباتنا التي دفعنا ثمنَها الدمَ على مدارِ سنوات.
وأكدنا من خلالِ بياننا الأول لعام ٢٠١٩ أننا أمامَ حربٍ حقيقيةٍ ومنظمةٍ تقودُها دولةُ الاحتلالِ بكافةِ أركانِها.
فبدأت مصادرةُ الحقوقِ والمكتسبات واقتحامُ الأقسامِ وقمعُ الأسرى وكانت النتيجةُ ١٥٠ إصابةً في سجنِ عوفر، ثم تركيبُ أجهزةِ تشويشٍ مسرطنة داخلَ قسم 4 في سجن النقب، مما دقَ ناقوسَ الخطر تُجاه حياتنا.... وحاولنا جاهدين وبطرقٍ مختلفةٍ استدارك الأمرِ مع السجان ولكن دونَ نتيجةٍ تُذكر أمامَ استعلائه.
وتمادى السجانُ بغطرسته وهمجيتِه بعدَ نقله لأسرى قسم 7 في سجن رامون إلى قسم 1 ، وقد ركبَ به أجهزةَ التشويش المسرطنة وقامَ بقمع إخواننا والإعتداء عليهم بوحشيةٍ مما أوقعَ مايزيدُ عن 50 إصابةً بينهم بعد أن قاموا بحرق كافة الغرف كخطوةٍ احتجاجيةٍ دفاعيةٍ تحمي أرواحَهم من الموت البطيء لهذه الأجهزة.
وهنا أبلغنا السجانَ أن هذا الفعل الإجرامي سيغيرُ طبيعةَ التعامل مع المرحلة وأن الدمَ الذي نزفَ من إخواننا سيتم الردُ عليه من نفس جنس العمل ... فكان الفدائيُ إسلام وشاحي هو السباقُ لردِ الضيم وصونِ الكرامة ورسمِ ملامح مرحلةٍ جديدةٍ في فرض صراع الإرادات.
وهنا أدرك عدونا أنه أخطأ تقديرَ الموقف تجاهنا وأيقنَ أن شعارنا الذي حملناه صار واقعا.. لا تفاوض على نسبة الكرامة فهي لا تتجزأ.
وفي موازات هذه الأحداث كنا قد أعددنا الخطة الشاملة لخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام .. معركة الكرامة 2 .. والذي بدأَ في يوم 8/4/2019 بدخول رؤساءِ وممثلي لجانِ الحوارِ للهيئات القيادية المعلومة لديكم ..
وقد بدأ الحوارُ مع السجان منذُ الأحد الماضي 7/4/2019 وأمامَ صلفه ومراوغته أعلنَا بدءَ معركة الكرامة 2 يوم الاثنين 8/4 ...
وبخطوة تكتيكية سرنا من خلالها في مسارين.
الاول ▪ الحوار.. لنيل حقوقنا.
الثاني▪ توسيع دائرة الإضراب كلما تعنت السجان إن اقتضت الحاجة.
واستأنف الحوارُ يوم الثلاثاء 9/4 على القاعدة آنفة الذكر وكانت الشورى الداخلية شعارُنا حيثُ شارك الكلُ الاعتقاليُ في القرارات وأجواءِ الحوار الداخلي.
وإننا في هذا السياق نؤكد على ما يلي:
⬅ نسجلُ كلمةَ وفاء وعرفان للدماءِ الزكيةِ التي طيبتْ صحراءَ وطننا السليب في سجنِ النقب لإخواننا في قسم 4، وقسم 1 في سجن رامون، فقد علمتنا هذه التضحيات العظيمة أن الحريةَ والكرامةَ هي أساسُ الفضيلة وحقٌ إنساني لايمكن التفريط به.
⬅ نثمنُ عالياً الموقف الأصيل لغزة، شعباً وقيادةً، على وحدة المصير التي ظهرت بأفعالهم وربطهم لكل تفاهمات المرحلة بقضيتنا العادلة، فلن ينسى التاريخُ مواقفَ الحياةِ في لحظات الموت، وقد عجزت الحروفُ عن وفاء هذا الدين لهم.
وشكرُنا موصولٌ لأهلنا في الضفة المحتلة والداخل المحتل ولأهلنا في الشتات ولأحرار العالم الذين أردفونا مساندةً ودعماً قل نظيرُها في زمن التراجع.
⬅ إننا في الحركة الأسيرة تحركنا ونحن نعلمُ أن لنا سندا ودرعا يحمينا بعد الله، وهو مقاومتُنا الباسلة وغرفتُها المشتركة، وإننا نوصي كلَ شعبنا وأمتنا أن احرصوا على هذه المقاومة التي ضربنا بسيفها عندما وقعَ علينا صلفُ عدونا وجبروته في ليلة المجزرة في سجن النقب، فقد جاء الردُ واضحا من غزة العزة في قلب الكيان، وإننا باسم كل الأسرى نحيي مقاومتنا الباسلة حامية مشروعنا الوطني الفلسطيني وحامية المظلومين والمقهورين والضعفاء.
⬅ نقدمُ عظيمَ شكرنا للأشقاءَ المصريين على دورهم الرائد في نصرة قضايا شعبنا الفلسطيني، والعمل على رفع الظلم عنا، فهي لمسة وفاء سَتُحفظُ في تاريخنا.
⬅ نعلنُ التوصلَ إلى اتفاق مع السجان يُحقَقُ من خلاله ما انتفضنا من أجله وهو إزالةُ أجهزةِ التشويش المسرطنة وتحييدها ... والموافقة لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون على تركيب هاتف عمومي في كافة أقسام السجون أينما تواجد أسير فلسطيني يحملُ قضية وطنه.
⬅ إعادةُ الأوضاع الحياتية في كافة أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 16/2/2019م، وهي بدايةُ الأحداث التي رافقت تركيبَ أجهزةِ التشويشِ المسرطنة وماتلاها من إجراءاتٍ عقابية واسعة.
⬅ تحقيقُ جملةٍ من المطالب الإنسانية التي تلامسُ حياة الأسرى وعلى رأسها ما يخص الأسرى المعزولين وخروجهم من العزل.
⬅سوف نراقبُ ونحن في وضع الاستعداد تنفيذَ ما تم الاتفاق عليه، فالسجانُ ليس محلَ ثقة ولا موضع حسن ظن، وإن تنكر السجانُ لما تم الاتفاق عليه، فردنا ما سيراه وما سيلمسه واقعا.
⬅ المعركةُ لم تنته بعد، فالمرحلة الأصعب هي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، فلا تنزلوا عن جبل النصرة وتتركوا ثغر المساندة لنا، وهذه ثقتُنا بكم.
⬅ إننا نتوجهُ بالتحيةِ لمؤسساتنا العاملة في خدمة قضايا الأسرى وجميع المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية على دورها الطليعي والمتقدم في حمل همنا وتخفيف آلامنا وفضح جرائم المحتل بحقنا.
أبناء شعبنا العظيم ... من حقنا أن نفخرَ بانتمائنا لكم، ومن واجبنا أن نؤدي تحيةَ الوطنِ لوفائِكم، فما قامت البلادُ إلا بأهلها.
إخوانكم.. الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال.