تتمثل أمراض المناعة الذاتية في تلك التي يهاجم فيها الجهاز المناعي -عن طريق الخطأ- أنسجة وخلايا الجسم. ويوجد أكثر من 50 نوعا من هذه الأمراض.
وتطرقت الكاتبة ماريا فيخاندي في تقريرها الذي نشرته مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية، إلى أكثر هذه الأمراض شيوعا.
وقالت الكاتبة إن أمراض المناعة الذاتية تتطور عندما يهاجم نظام المناعة لدينا خلايا وأنسجة أجسامنا. في هذه الحال، لا يرى جسمنا هذه الخلايا على أنها جزء منه، فيقوم بتدميرها كما لو كانت غريبة عنه.
وبينت الكاتبة أن الجهاز المناعي يتكون من أعضاء وخلايا تتمثل مهمتها في الدفاع عن أجسامنا ضد الالتهابات والأمراض وكل ما هو غريب عنها. في المقابل، يظل السبب الذي يجعل الجهاز المناعي يهاجم خلايا جسمنا غير معروف بالتحديد.
وفي بعض الحالات، يُعتقد أن ذلك يحدث بسبب التعرض لبعض الكائنات الحية الدقيقة، من قبيل الفيروسات أو البكتيريا، أو العوامل البيئية لدى الأشخاص الذين يكون لديهم استعداد وراثي.
وفي حال أمراض المناعة الذاتية، يكون من الصعب التحدث عن الوقاية نظرا لأنه لم يتم توضيح أصل هذا النوع من الاضطرابات بعد. مع ذلك، يعد من المعروف أن العديد من هذه الأمراض تظهر عندما يجتمع الاستعداد الوراثي مع العوامل البيئية.
التهاب المفاصل الروماتويدي
في هذه الحال يهاجم الجهاز المناعي أنسجة معينة من المفاصل، على الرغم من أنه يمكن أن يتحول إلى أنسجة أخرى أكثر خطورة. ويعد هذا المرض المناعي الذاتي مرضا مزمنا وتنكسيا يتميز بتسبّبه في التهاب الغشاء الزلالي للمفاصل والأنسجة المحيطة. وفي معظم الحالات، يؤثر هذا المرض في النساء أكثر من الرجال.
تجدر الإشارة إلى أن الغشاء الزلالي هو الغشاء الذي يغذي ويحمي ويغطي الغضروف. وفي بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التهاب المفاصل الروماتويدي في تلف الأعضاء والأجهزة على غرار القلب والكلى والرئة. لذلك فهو يعتبر أيضا مرضا شاملا.
الذئبة الحمامية الجهازية
بالإضافة إلى كونه أحد أمراض المناعة الذاتية، ومثلما يوحي بذلك اسمه، يعتبر هذا المرض شاملا أيضا، حيث إنه يمكن أن يؤثر في العديد من الأعضاء على غرار الجلد والمفاصل والكلى والقلب وغيرها.
ويصيب هذا المرض المزمن النساء في الغالب ويبدأ عادة في مرحلة الشباب. مع ذلك، يُصاب نصف المرضى تقريبا، الذين يعانون من مرض الذئبة الحمامية، على مستوى الجلد والمفاصل. وبالتالي، يظهر هذا المرض في كثير من الأحيان على مستوى الأنف والخدين احمرارا في شكل أجنحة فراشة.
مرض السكري من النوع الأول
في داء السكري من النوع الأول يحدث تدمير انتقائي لخلايا بيتا في البنكرياس، وهي المسؤولة عن إفراز الأنسولين، بالتالي عندما يتم تدميرها، ينتج عن ذلك نقص في هذا الهرمون.
ويمكن أن يتطور هذا المرض في أي سنّ، على الرغم من أنه يقع تشخيصه بشكل متكرر وبنسبة أكبر لدى الأطفال والمراهقين والشباب. وبسبب تدمير خلايا بيتا، يعتمد مرضى السكري من النوع الأول على حقن الأنسولين.
التصلب المتعدد
في الجهاز العصبي المركزي، يقع التمييز بين جزئين رئيسين وهما المخ والحبل الشوكي. كما توجد مادة تسهم في حماية الألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي، وتسمى المايلين، التي تسهل توصيل النبضات الكهربائية بين الألياف العصبية.
ويتسبب التصلب المتعدد في فقدان المايلين في العديد من المناطق. لذلك، تصبح الأعصاب غير قادرة على توصيل نبضات كهربائية. ويمكن للجهاز المناعي مهاجمة الخلايا العصبية من أجزاء مختلفة، وتطوير أعراض مختلفة حسب الجزء المعني.