حالة من التذمر أصابت المواطنين في الضفة المحتلة بعد ارتفاع مفاجئ في أسعار الدواجن وصلت إلى 16 شيكلا للكيلو الواحد.
ورغم أزمة الرواتب وتلقي موظفي السلطة نصف راتب لشهرين، وفي ظل التوقع باستمرار الخصم خلال الأشهر المقبلة بسبب احتجاز (إسرائيل) لأموال المقاصة، توقع المواطنون انخفاضا على الأسعار، ليشكل ارتفاع أسعار الدواجن والخضراوات صدمة كبيرة لهم.
وكان سعر كيلو الدواجن 12 شيكلا، وتوقع المواطنون انخفاضا على الأسعار في ظل ضعف القدرة الشرائية، إلا أن الأسعار ارتفعت على عكس المتوقع.
** ارتفاع جنوني
من جهته، أعرب المواطن خالد سكني من الارتفاع الجنوني لأسعار الدواجن، موضحا أن أسرته تعجز عن شرائه بسبب ارتفاع سعره.
وقال سكني من الخليل: "الارتفاع على الدواجن جاء مفاجئا وفي وقت نعاني فيه من قلة الرواتب وغلاء فاحش في الخضراوات والفواكه، وهو ما لا يقوى عليه المواطن".
ودعا وزارة الزراعة في رام الله للإسراع في تأمين الكميات التي يطلبها السوق من الدواجن الطازجة والمجمدة حتى يعاود سعره للانخفاض مجددا.
ويستهلك السوق الفلسطيني شهريا نحو مليون و200 ألف دجاجة، إلى جانب قرابة 40 مليون بيضة تحاول (إسرائيل) أن تكون هي مصدر إنتاجها لبقاء الاقتصاد الفلسطيني يترنح ويتكئ على نظيره (الإسرائيلي).
بدوره، قال صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك في الضفة، إن ارتفاع الأسعار يأتي مع اقتراب شهر رمضان المبارك ومحاولة من التجار تعويض خسائرهم، بعد ما حلّ بهم خلال الفترة الماضية من بيع للدواجن بأقل من التكلفة.
وأوضح هنية أن أسعار الدواجن وصلت قبل شهرين 7 شيكل وهو ما كبد المزارعين خسائر كبيرة وأطاح بالكثير منهم بعد عجزهم عن سداد ديونهم.
وبيّن أن مزارعي الدواجن يعانون كثيرا من انخفاض الأسعار والتهريب المستمر للدواجن من (إسرائيل) والذي يمثل حاجزا دون صمود المزارعين.
وأكد أنه من الصعب وضع سعر استرشادي للدواجن، لأن المزارع لن يستطيع الالتزام به في ظل قلة المعروض وارتفاع التكلفة.
ودعا وزارتي الزراعة والاقتصاد لزيادة الضبط على الحدود ومنع أي محاولات لتهريب الدواجن من (إسرائيل)، لافتا إلى أنها من أكثر الأسباب التي تعصف في صمود مربي الدواجن.
وتتولى الضابطة الجمركية، وهي جهاز أمني تنفيذي يتبع للسلطة، مهمة مكافحة التهرب الجمركي والتهرب الضريبي، ومراقبة حركة البضائع التي تخرج وتدخل في مناطق السلطة الفلسطينية، وضمان سلامة جودة السلع المتداولة محليا.
وأكدت مصادر مطلعة أن عدد من المستوطنات جنوبي الخليل تنتج قرابة مليون و200 ألف دجاجة كل دورة؛ أي بواقع مليون دجاجة شهريا، "يتم إدخالها لأسواقنا من خلال المهربين".
وأظهر أحدث مسوح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ارتفاعا في مؤشر غلاء المعيشة خلال شهر شباط الماضي، مدفوعا خصوصا بانفلات أسعار الدواجن.
وسجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين ارتفاعا نسبته 0.62% خلال شهر شباط 2019، بواقع 0.78% في الضفة الغربية، و 0.40% في قطاع غزة، وبنسبة 0.35% في القدس المحتلة.
وعزا "الاحصاء" هذا الارتفاع لصعود أسعار الدواجن الطازجة بنسبة 13.08%، وأسعار الفواكه الطازجة بنسبة 6.03%، وأسعار الغاز بنسبة 5.18%، رغم انخفاض أسعار الأسماك الطازجة بنسبة 10.59%، وأسعار الخضروات المجففة بنسبة 3.49%، وأسعار البيض بنسبة 3.47%، وأسعار الخضراوات الطازجة بنسبة 2.13%، وأسعار الدرنيات بنسبة 1.35%.