قائمة الموقع

عائلة البرغوثي.. قوة لا يكسرها هدم أو اعتقال

2019-04-18T08:26:00+03:00
عائلة البرغوثي ... قوة لا يكسرها هدم أو اعتقال
الرسالة نت - رشا فرحات

بحثت عن معنى اسم كوبر في معجم اللغة، فوجدته مأخوذا من الفعل كوبر، وهو كل ما أخذ بالقسوة والقهر.

ألهذه الدرجة تشبه الأسماء أصحابها، فهذه قرية كوبر يخبرنا اسمها عن حالها، الذي مثله آل البرغوثي للعالم ، كأيقونة للنضال والقهر وجبل للمحامل والأوجاع، ورمز حقيقي للصبر يتجلى بأسمى معانية!

فبينما نحن نيام ليلة الأربعاء، كان أبو عاصم البرغوثي يعد حجارة منزل ولده الشهيد، التي تساقطت مع بزوغ الفجر على يد جرافات الاحتلال، يحصي حجرا تلو الحجر، ولكل حجر حكاية بناها، وفي كل تراب يهرول من بين الحجارة ذكرى رسمها مع صالح هنا يوما، وهو يعاونه على بناء منزل عمره ليعمره بالبنين والبنات، قبل أن تنته حكاية صالح باستشهاده، تاركا وراؤه البيت والولد اللذان يشكلان ذكرى يواسي فيها الوالد عمر البرغوثي هذا الفقد الكبير.

ولكن، مع ساعات الصباح الأولى  اقتحمت جرافات الاحتلال بلدة كوبر ، وباشرت بهدم منزل الشهيد صالح البرغوثي، وهي ذاتها التي أفرجت عن والده الأسير عمر البرغوثي المعتقل منذ استشهاد نجله، في كانون الأول ديسمبر الماضي، لتخبئ له كما اعتادت طعنة أخرى في الظهر، بهدم منزل ابنه أمامه، طعنة لم تغير أو تبدل شيئا من عزيمة المناضل واصراره.

ولم يكن منزل صالح هو البداية، فهذه عائلة البرغوثي، نصف التضحيات قد دونت باسمها أسيرا يتلوه شهيد يتلوه منزل وحجر يتلوه حجر، ولم يكن منزل صالح هو البداية، فلقد هدمت سلطات الاحتلال أيضا منزل شقيقه الأسير عاصم البرغوثي، في السابع من هذا الشهر، وقبلها أعطت تحذيرا لوالدته أيضا وتهديدا بالهدم، وجميعهم يقطنون قرية كوبر التي تحمل نصيبها من الوجع في حروف اسمها، ثم تقاسمه مع آل البرغوثي!

أم عاصم التي اعتقلت وزوجها، ثم أفرج عنها قبله، قالت بكل ملامح الراحة: حينما يصور لك المحتل صور الهدم ثم ينقلها لأبني في المعتقل، هو يسعى بذلك إلى كسر عزيمة ابني في سجنه، هم سيهدون البيت ولن يهدوا عزيمتنا، فجميع بيوت كوبر بيوتنا، ومنزل زوجي وأبنائي المهدم سيبقى حاضنا للمقاومة.

وفخري البرغوثي الناطق باسم عائلة البرغوثي قال معلقا على سلسلة الهدم التي طالت بيوت عائلة الأسير عمر البرغوثي: لا يمكن أن يكون هدم الحجارة رادعا ولا بأي شكل، ولن يحرك في دواخلنا ساكنا، حتى لو هدموا كل بيوت العائلة، تلك حجارة ويمكننا أن نبنيها من جديد.

بينما قالت إقبال البرغوثي ابنة عمر البرغوثي: ما يمارسه الاحتلال عقاب جماعي لأنه يعرف أن ما قام به صالح وعاصم وأبوهما من قبل هدفه فلسطين وتحريرها وكذلك الأقصى.

وتوجه عمر البرغوثي المفرج عنه قبل أيام إلى منزل ابنه صالح، متوكئ على عكازه، وقد طال منه الحزن والاعتقال المتكرر ما طال، ولكنه بعزيمة قوية باقية للأبد وقف فوق حجارة الهدم وقال:" الراس عالي، ولا نبالي"

وقد اغتالت قوات الاحتلال الشهيد صالح البرغوثي في كانون الأول الماضي في بلدة سردا، بزعم مشاركته بعملية إطلاق نار قرب مستوطنة "عوفرا"، وتلا ذلك ملاحقة قوات الاحتلال لشقيقه عاصم، الذي تم اعتقاله بعد أكثر من شهر على اغتيال صالح.

ولم تبدأ قصة عائلة البرغوثي وملاحقتهم من قبل الاحتلال مع استشهاد صالح او اعتقال عاصم بعد تنفيذهما عملية فدائية ضد مستوطنين بالضفة بداية يناير/كانون الثاني الماضي، بل هي ملاحقة واستهداف ممتد منذ ثلاثة عقود مضت حينما اعتقل الشيخ عمر البرغوثي لأكثر من ثمانية وعشرين عاما.

اخبار ذات صلة