يتبين من تقارير نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الخميس، أن كتلة اتحاد أحزاب اليمين المتطرف تسعى إلى فرض سياستها على حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة، رغم حصول هذه الكتلة على 5 أعضاء كنيست فقط في الانتخابات الأخيرة، وستكون ضمن ائتلاف مؤلف من 65 عضو كنيست.
ولا يعني ذلك أن مركبات الحكومة الجديدة أقل يمينية، في المجالات السياسية والقضائية، لكن يبدو أن نتنياهو سيحاول استغلال مواقف اتحاد أحزاب اليمين من أجل البقاء في الحكم ومحاولة ضمان عدم تقديمه للمحاكمة بشبهة ارتكابه مخالفات فساد خطيرة.
ويرفض اتحاد أحزاب اليمين المتطرف أي تسوية مع الفلسطينيين، ويصرح قادته برفضهم المطلق لإقامة دولة فلسطينية. وفي أعقاب إعلان جاريد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، أنه يتوقع نشر تفاصيل خطة ترامب بخصوص الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، "صفقة القرن"، بعد شهر رمضان وفي حزيران/يونيو المقبل، قال رئيس حزب "البيت اليهودي" وأحد مركبات كتلة اتحاد أحزاب اليمين، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، إن كتلته ستطالب بأن تتضمن الخطوط العريضة للحكومة الجديدة أنه لن تكون هناك "أي انسحابات". وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة "معاريف" اليوم، أن كتلته لن توافق على تبادل أراض: "هذه لنا وهذه لنا. لن ننسحب من مليمتر".
وحول إجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، قال سموتريتش إنه "لا يمكنني منع رئيس الحكومة من السفر من أجل لقاء أحد أو التحدث مع أحد. وأنا لا أقول لأشخاص ما الذي يجب أن يفكروا فيه وماذا ينبغي أن يقولوا".
لكن سموتريتش شدد في المقابل على أنه "ليست لدي مشكلة للجلوس (في الحكومة) طالما هذا الأمر (أي المفاوضات) لا يحدث بشكل حقيقي. وإذا كانت هذه مجرد ثرثرة، فهذه مسألة تخص رئيس الحكومة، وليس بإمكاني وقفها.
لكن إذا رأينا أن شيئا ما بدأ يتقدم، فإننا لن نبقى (في الحكومة) لحظة واحدة. وإذا رأينا أن خطة الانسحابات تتقدم، فسنسقط الحكومة في أول خطوة. ولن نسمح للحكومة بأن تعدّ الخطة التي تمكننا من الانسحاب من الحكومة في اللحظة الأخيرة ويدخل بيني غانتس (رئيس قائمة "كاحول لافان")، مثلما حدث لحزب المفدال إبان خطة الانفصال. لا، سنخرج في اللحظة الأولى".
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم، أنه يتوقع أن يمنح نتنياهو حقيبة التربية والتعليم لكتلة اتحاد اليمين المتطرف، علما أنه تعهد خلال الحملة الانتخابية بأن تبقى هذه الحقيبة بأيدي حزب الليكود.
وتولى حقيبة التربية والتعليم في الحكومة المنتهية ولايتها، رئيس "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، الذي انشق عن هذه الكتلة وأسس حزب "اليمين الجديد" سوية مع وزيرة القضاء، أييليت شاكيد. ولم يعبر هذا الحزب الجديد نسبة الحسم، ولذلك فإنه ليس ممثلا في الكنيست.
ونفذ بينيت سلسلة تغييرات في وزارة التربية والتعليم، أبرزها إدخال مناهج تدريس اليهودية والصهيونية، إضافة إلى إصدار كتب تدريس عنصرية ضد العرب وتتجاهل وجود الفلسطينيين. وفي حال تعيين وزير للتربية والتعليم من اتحاد أحزاب اليمين فإن هذا الاتجاه سيصبح أعمق.