مجددا؛ أجبرت أمعاء الأسرى الخاوية، الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونه على الاستجابة لمطالبهم المشروعة بعد ثمانية أيام من خوضهم اضراب عن الطعام كان سيمتد لكافة السجون، عقب شروع إدارة السجون باتخاذ خطوات مُهينة وتصعيدية بحق الأسرى أبرزها تركيب أجهزة التشويش في أقسامهم.
وكان الأسرى توصلوا لاتفاق مع سلطات الاحتلال على تنفيذ العديد من المطالب الحياتية العادلة التي قدموها عقب مفاوضات شاقة وطويلة استمرت أكثر من أسبوعين، مقابل تعليق خطواتهم الاحتجاجية ووقف إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وتمكن الأسرى من تحقيق العديد من النقاط المهمة تكمن أبرزها في إزالة أجهزة التشويش المسرطنة وتحييدها، والموافقة لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون على تركيب هاتف عمومي في كافة أقسام السجون أينما تواجد أسير فلسطيني.
إلى جانب ذلك إعادة الأوضاع الحياتية في كافة أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 16/2/2019م، وهي بداية الأحداث التي رافقت تركيب أجهزة التشويشِ المسرطنة وماتلاها من إجراءاتٍ عقابية واسعة. وتحقيقُ جملةٍ من المطالب الإنسانية التي تلامسُ حياة الأسرى وعلى رأسها ما يخص الأسرى المعزولين وخروجهم من العزل.
ويؤكد ناهد الفاخوري مدير مكتب إعلام الأسرى، أن الهدوء عاد لأقسام السجون وبدأت إدارة السجون في تنفيذ تدريجي للاتفاق والذي بدأ بوقف أجهزة التشويش وإعادة الأسرى والأقسام والتي تم نقلها إلى ما كانت عليه.
ويوضح الفاخوري في حديثه لـ "الرسالة نت" أن الإنجاز الأكبر والأهم هو وجود طرف ثالث هو الوسيط المصري الذي يتابع ويراقب مدى التزام الاحتلال بالخطوات التي تم الاتفاق عليها، مشيرا إلى أن التعامل والاتفاق لم يكن مع الأسرى لوحدهم كالإضرابات السابقة.
وقال إن إدارة السجون ستشرع لأول مرة في تركيب الهواتف العمومية في جميع أقسام السجون خلال شهر، لافتا إلى أن أي مماطلة من قبل الاحتلال فإن الأسرى جاهزون إلى العودة للإضراب وقلب الطاولة على الاحتلال.
وشدد على أن العامل الرئيسي والأهم في هذا الإضراب هو أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تفرض مطلبها من خلال مباحثات التهدئة التي كانت فيها قضية الأسرى حاضرة بقوة، وكان هناك جلسات مكثفة بين الوسيط المصري والاحتلال والمقاومة أفضت في نهاية المطاف إلى الوصول لاتفاق.
من ناحيته، قال مركز أسرى فلسطين للدراسات، إن الأوضاع عادت إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما يتعلق بأداء صلاة الجمعة في ساحات الأقسام، بعد أن منعتها إدارة السجون أكثر من شهر.
وأكد المتحدث باسم المركز رياض الأشقر أن الهدوء عاد إلى السجون وتحديدًا النقب الصحراوي عقب الاتفاق الذي جرى مع قيادة الحركة الأسيرة وممثل الشاباك، بعد الأحداث الدموية التي شهدها السجن وأدت لإصابة أكثر من 100 أسير بجراح بعضها خطيرة.
وأضاف الأشقر أن الاحتلال بدأ برفع العقوبات التي فرضها على الأسرى تزامنًا مع الأحداث التي شهدتها سجون الجنوب منذ بداية العام الجاري، إذ سمح للأسرى بالعودة مرة أخرى لأداء صلاة الجمعة في ساحات الأقسام كما كان سابقًا.
وأشار إلى أن الاحتلال سيبدأ بتركيب هواتف عمومية في أقسام الأسيرات خلال شهر كمرحلة أولى من تركيبها في كل السجون وستكون المرحلة الثانية في أقسام الأشبال.
وأوضح أن الأسرى مرتاحون للاتفاق، وأن ما تم تحقيقه يعتبر إنجازًا كبيرًا وتراكمًا للإنجازات التي حققها الأسرى سابقًا، لافتًا إلى أن عدم دخولهم في الإضراب الكامل "نصر كبير".
وذكر أن الأسرى يتابعون سلوك إدارة السجون ومدى التزامها بتطبيق التفاهمات المتفق عليه.