نشرت صحيفة "غازيتا رو" الروسية تقريرا تناولت فيه تحذيرات جهاز الاستخبارات الروسي من أن الولايات المتحدة بصدد التحضير لتدخل عسكري في فنزويلا، على الرغم من أنه من غير المعروف إلى حد الآن ما إذا كان هذا المخطط سيطبق فعلا أم لا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى وجود هذه الفرضية، بالإضافة إلى أن واشنطن صرحت بأنها لا تستبعد اللجوء لخيار التدخل العسكري في هذه الجمهورية البوليفارية، بل على العكس من ذلك حذرت دائما من أنها مستعدة للتحرك.
ونقلت الصحيفة عن مدير وحدة الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، تصريحا أدلى به على هامش الدورة الثامنة من مؤتمر موسكو للأمن الدولي، قال فيه إن "الغرب يريد تمزيق فنزويلا مثلما فعل في كل من ليبيا وسوريا". وأضاف سيرغي ناريشكين أن "البيت الأبيض يقول إنه يخشى من حدوث هجرة ضخمة خارجة عن السيطرة، لذلك يخطط لصرف مليارات الدولارات لتعزيز أمن حدوده مع موسكو، ولكنه في نفس الوقت يفتعل كارثة إنسانية جديدة، ويحاول خلق حرب أهلية جديدة، في مكان قريب منه".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح اليوم ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشرع فعلا في تطبيق هذا السيناريو على أرض الواقع. وحيال هذا الشأن، قال ناريشكين إن "هناك أدلة واضحة، ولكن الوقت سيظهر ما إذا كانت هذه المخططات ستنفذ فعلا".
ونقلت الصحيفة عن سفير فنزويلا في روسيا، رافاييل فاريا تورتوسا، أن "وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز كان من المفترض أن يحضر هذا المؤتمر، إلا أنه لم يتمكن من القدوم إلى موسكو". ولا تزال أسباب تغيير الوزير غير معروفة إلى حد الآن، وقد أرسلت فنزويلا عوضا عنه وفدا تقدمه الملحق العسكري في سفارتها في موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسئلة لا تزال مطروحة حول إمكانية تدخل عسكري أمريكي في شؤون فينزويلا، خاصة أن واشنطن نفسها لا تستبعد هذا السيناريو. وهو ما يؤكده تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو الذي أدلى به يوم 24 شباط/ فبراير الماضي، الذي أفاد فيه بأن "كل الخيارات يتم النظر فيها حاليا، وسنفعل كل ما هو ضروري لضمان أن يتمكن الشعب الفنزويلي من التعبير عن رأيه. ولتسود الديمقراطية، سنفعل كل ما يلزم من أجل مستقبل أفضل للفنزويليين".
كما كشف بومبيو في حديث له مع شبكة "فوكس نيوز" أن "واشنطن بصدد اتخاذ خطوات لمساعدة فنزويلا، وهي تنوي مواصلة هذا الأمر". كما وصف بومبيو الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو بأنه "أسوأ طاغية على الإطلاق".
وذكرت الصحيفة أن زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايديو، أكد من جانبه أنه من أجل حل الأزمة التي تعيشها بلاده من المهم الإبقاء على جميع الخيارات مطروحة، والسماح للمجتمع الدولي بفعل ما هو مناسب لتحقيق الحرية في فنزويلا.
وفي بداية شهر شباط/ فبراير الماضي، عبر غوايدو عن عدم رفضه لفكرة التدخل العسكري الأمريكي في بلاده، على الرغم من أنه وصفها بأنها غير مرغوبة. وردا على سؤال قناة "سي.إن.إن" عما إذا كان قد طلب المساعدة العسكرية من واشنطن، أجاب غوايدو بأن "الفنزويليين يرحبون بأي ضغوط ممكنة على الرئيس نيكولاس مادورو".
وأكدت الصحيفة أن المسؤولين في موسكو لا يستبعدون هذا السيناريو. وفي نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي، كشف أمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف عن وجود تحضيرات من الجانب الأمريكي لغزو فنزويلا، بهدف الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو. وأضاف باتروشيف أن واشنطن أرسلت وحدات إلى كولومبيا، وقوات خاصة إلى بورتوريكو. وهو ما اعتبرته موسكو إشارة واضحة على أن البنتاغون يسعى لتكثيف حضوره العسكري في هذه المنطقة، استعدادا للإطاحة بمادورو.
ونوهت الصحيفة بأن فكرة التدخل العسكري الأمريكي في الشؤون الداخلية لجمهورية فنزويلا لا تحظى بموافقة كل أطراف السلطة في واشنطن. فهذا السيناريو ليس مرحبا به في الكونغرس. وحسب رئيس لجنة الشؤون الخارجية إليوت إنجل، فإن مجلس النواب الأمريكي لا ينوي دعم أي تدخل عسكري أمريكي في فنزويلا. وقال إنجل: "أنا قلق فعلا من تلميحات الرئيس بشأن إمكانية تدخل عسكري. أريد أن أوضح للجميع ولكل الحاضرين ولكل من يتابعونني: لن يكون هناك تدخل عسكري أمريكي في فنزويلا".