قائمة الموقع

صواريخ البحر تقلق (إسرائيل) على مصير "يوروفيجن"

2019-05-02T07:46:00+03:00
صورة أرشيفية
غزة- محمود فودة

برغم أن الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة اتجاه البحر الاثنين الماضي، كانت في إطار التجارب الصاروخية، إلا أن الاحتلال استنفر قواته ونشر القبة الحديدية في كافة الأراضي المحتلة، لتثبيت مشهد الأمن قبيل مهرجان الأغنية الأوروبية "يوروفيجن".

ويتخوف الاحتلال الإسرائيلي من أي تدهور أمني على حدود غزة في هذا التوقيت، الذي يتزامن مع عقد المهرجان في دورته الـ 64 التي ينظمها اتحاد الإذاعات الأوروبية وتقام هذا العام في تل أبيب يوم 18 مايو الجاري.

وفي تفاصيل المشهد، كشفت وسائل اعلام عبرية في اليوم التالي لسقوط الصواريخ في البحر قبالة مدينة اسدود المحتلة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر منظومات القبة الحديدية بعدة مناطق البلاد، تخوفا من اندلاع تصعيد أمني مع المقاومة الفلسطينية على حدود القطاع.

وفي التعقيب على ذلك، زعم المعلق الإسرائيلي رون بن يشاي إن حركة الجهاد الإسلامي أطلقت الصاروخ من غير علم حركة حماس ليفسد مسابقة الأغنية الأوروبية التي ستقام في إسرائيل قريبا من خلال إرهاب الزوار والمتسابقين الذين سيتوافدون إلى إسرائيل للحضور والمشاركة في المسابقة. ويضيف يشاي: لكن الجهاد الإسلامي بفعلته تلك يعرض نفسه للاغتيالات حيث نشر الجيش الإسرائيلي صورًا لقيادة الجهاد وحذرهم من أن دمهم مباح، فيما يقول كاتب إسرائيلي آخر أن حماس بعثت برسالة سرًا إلى إسرائيل عبر الوسيط المصري مفادها أنه يجب على إسرائيل تنفيذ وعودها فيما يتعلق بالتسوية السياسية التي من شأنها التخفيف كثيرًا عن سكان قطاع غزة.

وتأتي هذه الصواريخ في الوقت الذي يشهد فيه الملف السياسي بقطاع غزة ركودا نسبيا نتيجة مماطلة الاحتلال في تنفيذ بقية التفاهمات التي جرى التوصل إليها مطلع ابريل الماضي، خصوصا المتعلقة بالمنحة القطرية.

وما زاد الطين بلة تراجع الاحتلال عن جزء من التفاهمات التي تتعلق بمساحة الصيد، إذ رد على إطلاق الصواريخ بتقليص مساحة الصيد من 15 ميلا إلى 6 أميال فقط.

وفي التعقيب على ذلك، قال المختص في الشأن الإسرائيلي احمد رفيق عوض إن الاحتلال الإسرائيلي يشعر بالقلق بصورة غير مسبوقة، تخوفا من أن تفسد غزة فرحة إسرائيل بمهرجان الأغنية الأوروبية الذي سيعقد بعد منتصف الشهر الجاري.

وأضاف عوض في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الاحتلال الإسرائيلي في بادئ الأمر حاول تجاهل الصواريخ وعدم الاهتمام بها على الصعيد السياسي والأمني، إلا أن تخوفه من تدحرج الأوضاع وإطلاق المزيد من الصواريخ اتجاه قلب الكيان دفعه للرد على الصواريخ بتقليص مساحة الصيد ونشر القبة الحديدة.

وأوضح أن لدى إسرائيل علم مسبق بقدرة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إفساد المهرجان، وإلغائه، ومن شأن ذلك الإتيان بنتائج عكسية، فبدلا من أن تصدر إسرائيل صورتها أمام العالم بشكل حضاري، ستظهر بمشهد فقدان الأمن وعدم قدرتها على تنظيم مهرجان بلا فوضى أمنية.

يشار إلى أن تكلّفة استضافة يوروفيجن نحو 190 مليون شيكل إسرائيلي (53 مليون دولار)، وفقاً لما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن تقارير إعلامية، مؤكدةً أن الاستضافة ستجلب ملايين الدولارات" بفضل السياحة و"التغطية الإعلامية التي لا تُقدر بثمن"، بحسب وصف الصحيفة الإسرائيلية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تل أبيب تتوقع زيارة عشرات الآلاف خلال فترة المُسابقة، مؤكدة أن إسرائيل تنظر إلى الحدث على أنه "فرصة نادرة" لتسويق "جانبها الودود" إلى العالم.

وفي نهاية المطاف، تبقى الأيام المقبلة كفيلة بإظهار توجهات المقاومة في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بالتفاهمات التي جرى التوصل إليها مؤخرا، فيما يتبقى مصير نجاح هذه الفعالية الهامة بيد المقاومة.

 

 

اخبار ذات صلة