قائمة الموقع

كاتبة يهودية: إعادة انتخاب نتنياهو يعتبر إهانة لكثير من اليهود التقدمين

2019-05-02T18:43:00+03:00
كاتبة يهودية: إعادة انتخاب نتنياهو يعتبر إهانة لكثير من اليهود التقدمين
غزة - الرسالة نت

قالت الكاتبة الأمريكية أليس روتشايلد، إنّ نسبة من المجتمع اليهودي تشعر بالإهانة من تصرفات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو جراء علاقاته الوطيدة بترامب.

واستهلت روتشايلد في ندوة نظمها "مجلس العلاقات الدولية" بغزة، حول تحول " كيف يرى اليهود الأمريكان "إسرائيل" بعد الانتخابات في ظل تغلغل اليمين؟"، بالتأكيد على أنّ الحديث عن اليهود في الولايات المتحدة يعني الإشارة لمكونات متعددة ومتنوعة ومختلفة وغير متراصين معاً.

وأوضحت أنّه "على مستوى اليهود في أمريكا يوجد صراعات داخلية بشأن موقفهم من دولة إسرائيل".

وبحسب روتشايلد فإنّ اليهود يشكلون حوالي 2% من التعداد السكاني للولايات الأمريكية المتحدة، منبهة إلى أنّ جزءاً كبيراً من اليهود في الولايات المتحدة تقدميين ينادون بحقوق العمال ويطالبون بالعدالة، مستدركة: "هناك فئة تنتمي لليمين سياسياً وايدلوجياً تشمل المسيحيين الانجلين واليهود اليمينين المتطرفين والجماعات اليهودية المناصرة والضاغطة مثل (ايباك) التي تؤيد وجود دولة اسرائيل وتدعمها وتدعم سياسات نتنياهو أيضا".

وأوضحت أن من أهم القضايا التي تواجه اليهود التقدمين في أمريكا معاداة السامية وتكميم الأفواه وتقليص حرية التعبير عن الرأي لمن يحاول أن ينتقص من دولة إسرائيل أو ينتقدها.

وأكدّت روتشايلد أنّ وزارة الخارجية الأمريكية تحارب كل محاولات نزع الشرعية عن إسرائيل وتتهم القائمين على ذلك بمعاداة السامية، مبينةّ أن 27 ولاية أمريكية باتت في قوانينها تجرم حركات مقاطعة إسرائيل.

وأشارت إلى أنّ واشنطن تتعامل مع إسرائيل بمعاير مزدوجة وتعطيها الأفضلية في كل شيء، متابعة: "مع بداية عهد إدارة ترامب حدث تحول خطير في زيادة الهجمات على المسلمين وارتفاع وتيرة الاتهامات بمعادة السامية".

وأوضحت روتشايلد أن المجموعة التي تسمى بـ "المسيحين البيض " يطالبون بدولة مسيحية نقية من الأعراق المختلفة وعلى رأسهم اليهود، فهم يكرهون اليهود لكنهم يحبون إسرائيل لأنها تساعدهم على تحقيق هدفهم في التخلص من اليهود، وفق تعبيرها.

وفي غضون ذلك، رأت أن الانتخابات الإسرائيلية جرت في هذه السياقات، أهمها "اعلان القدس عاصمة لإسرائيل، واغلاق مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة، إضافة للموافقة على ضم الجولان لإسرائيل، وتجفيف كل الدعم الموجه لوكالة الغوث، وتمرير قانون القومية اليهودية".

وأكدّت أنّ كل هذه السياسات الأمريكية تصب في مصلحة إسرائيل، في حين أنها تعرقل عملية السلام.

وبينت أنّ استطلاعات الرأي في واشنطن تتحدث عن أن كثيرين من الأمريكين لا يتعاطفون مع إسرائيل ويؤيدون فرض عقوبات عليها بسبب الاستيطان التي تقوم به في الضفة الغربية.

ورأت روتشايلد أن إعادة انتخاب نتنياهو يعتبر إهانة لكثير من اليهود التقدمين، "فهم غير راضون عن سياسته ولا عن سياسات ترامب، وكل ذلك يعني استمرار سياسات الفصل العنصري والاستيطان والمزيد من الإهدار لحقوق الشعب الفلسطيني".

وقالت إن اليهود في إسرائيل صوتوا للحزب الذي يثقون فيه ويؤيدون سياسته، لكن بالنسبة لليهود خارج إسرائيل فالأمر بالنسبة لهم مختلف، متسائلة: "لأي مدى يمكن للدولة الإسرائيلية الاستمرار في هذه السياسات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني؟ ومتى سيتوقف ذلك ؟!"

 

وأوضحت روتشايلد أن الناخب الإسرائيلي ركزّ على الرفاهية والأمان والصفقات التجارية وعلاقات نتنياهو مع ترامب والسعودية ولم يكترث لحقوق الشعب الفلسطيني، معتقدة أن الانتخابات الإسرائيلية لم تقدم خيارات متعددة للناخب، فكلهم يدورون في نفس الإطار بالضغط على الفلسطيني، وفق رأيها.

ولفتت إلى أنّ الكثير من اليهود في الولايات المتحدة متطلعون على التهم والفساد والقضايا الموجهة ضد نتنياهو، كذلك تحالفه من أحزاب عنصرية ومتطرفين.

وفي سياق ذي صلة، رأت روتشايلد أن الموقف الأمريكي الداعم لقانون القومية، يعني إعطاء الأولوية "لسياسات الفصل العنصري والمزيد من الاستيطان وانتهاك حقوق الفلسطينيين، وهذا كله غير مقبول بالنسبة لليهود في الولايات المتحدة".

وبينت روتشايلد وجود العديد من المنظمات الليبرالية ناقمة وغاضبة من سياسات نتنياهو ويهتمون بالتركيز على جرائمه وسياساته ضد الفلسطينيين، مثل منظمة " صوت اليهودي من أجل السلام"، ويرون أن الصهيونية لا مستقبل لها.

ولفتت إلى أنه من الأخبار الجديدة صعود عدد من الشبان في الحزب الديموقراطي كـ "الهان عمر" يؤيدون عدم دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، متابعة: "كلنا نعلم أن هجوم اللوبي الصهيوني على "الهان عمر" كان قاسي وصعب كونها شابة مسلمة ومعارضة لإسرائيل".

وشددّت روتشايلد على وجود تحول واضح في الكونغرس الأمريكي بحيث أصبح أعضائه لا يخافون اتهامهم بمعاداة السامية كـ " الهان عمر" و" رشيدة اطليب " والعديد من الأفارقة، فاليوم المشهد أصبح مختلفاً مما كان عليه سابقاً.

وعدّت روتشايلد أنّ كثيرًا من الشبان "في المجتمع اليهودي أصبحوا أكثر دراية لما يحصل من خلال متابعتهم لوسائل الاعلام البديلة وهم غير راضون عما تقوم به إسرائيل وسياساتها".

وأشارت إلى وجود " دعاية ضخمة وأموال طائلة تنفقها إسرائيل لتحسين صورتها"، مستطردة "تعمل إسرائيل على بث دعاية مضادة بخصوص مسيرات العودة بأن هناك أشخاص يريدون اقتحام الحدود والهجوم على دولة إسرائيل وما يقومون به هو الدفاع عن النفس". وقد نجحت إسرائيل في هذه الدعاية إلى حد ما وسط مساعدة من وسائل الإعلام.

اخبار ذات صلة