في ظل تلكؤ الاحتلال في تطبيق تفاهمات وقف إطلاق النار، يبدو الملف على المحك وقابل للانفجار في أي لحظة، خاصة مع قرب ذكرى يوم النكبة.
وزعمت وسائل إعلام عبرية، إن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، نقلت رسالة (لإسرائيل) بشأن التفاهمات الأخيرة، زاعمة بأنها تخطط لحدث كبير.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الرسالة التي أرسلتها الهيئة، تشير إلى أن عدم تنفيذ التفاهمات يمكن أن يؤدي إلى زيادة النشاط بالقرب من الحدود.
وأشارت إلى أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في بداية ابريل بين إسرائيل وحماس، أدت إلى انخفاض الاحداث على الحدود، إضافة إلى تجميد استخدام البالونات الحارقة، وتراجع النشاط الليلي والنشاط البحري على الشاطئ الشمالي لقطاع غزة.
وزعمت الصحيفة العبرية، بأن هيئة مسيرات العودة تخطط لحدث كبير بالقرب من الحدود في يوم النكبة، الذي يصادف يوم 15 ايار.
في المقابل ما زال الفلسطينيون في قطاع غزة بانتظار تحقيق نتائج على الأرض للتفاهمات التي أبرمتها الفصائل مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية مصرية وبضمانة قطرية وأممية، في ظل ما يبدو أنها مماطلة (إسرائيلية) في التنفيذ.
ونجحت مسيرات العودة خلال الأشهر الماضية في إرسال رسائل قوية للاحتلال، خاصة من خلال تنويع أساليب المقاومة السلمية والتي جعلت الحدود مكانا مؤلما للاحتلال ومستوطنيه في منطقة الغلاف.
ورغم وقف الأدوات الخشنة مؤخرا إلا أن المسيرات حافظت على ديمومتها، ومراكمة إنجازاتها لتكون ورقة ضغط حاضرة كلما دعت الحاجة لذلك.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وليد القططي قد أكد في تصريحات له، أنّ التفاهمات حتى اللحظة لم يشعر بها المواطن الفلسطيني في القطاع كما كان مأمولاً، في الوقت الذي ينتظر أن يجري تنفيذ بعض الخطوات خلال الأسابيع المقبلة.
واوضح أن المماطلة في عملية تنفيذ الاتفاق من قبل الاحتلال لن يُسمح لها بالاستمرار كثيراً، خصوصاً أن الضامن للاتفاق هو الوسيط المصري إلى جانب سلاح المقاومة الفلسطينية بغزة والجماهير المشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.
وتوقّعت مصادر فلسطينية تحدثت لصحيفة "العربي الجديد" أن تبدأ المرحلة الثانية من ملف التسهيلات، والتي تشمل تطوير وإنشاء المزيد من المدن الصناعية وتسهيل مرور المواد الخام "الممنوعة"، وهو الملف الأهم في التفاهمات، خلال الأشهر القليلة المقبلة.
أما المرحلة الأولى، والتي تضمنت توسيع مساحة الصيد وإدخال السولار الخاص بمحطة التوليد وتوسيع خزاناتها، وتحسين حركة الاستيراد والتصدير، فلا زالت قائمة، مقابل إيقاف الفصائل لاستخدام الوسائل الخشنة في مظاهراتها.
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة أكد إن وسائل المقاومة السلمية في مسيرات العودة قد يجري تفعيلها في أي لحظة في ظل تباطؤ الاحتلال في تنفيذ التفاهمات.
ولفت في تصريح خاص "بالرسالة" إلى أن هناك مخاوف من مماطلة الاحتلال في التنفيذ في ظل المعطيات الراهنة والمتمثلة في تأخير إدخال الأموال، والتضيق على الصيادين، بالإضافة إلى إطلاق النار على المتظاهرين خلال الجمعة الأخيرة.
وبين أن الاحتلال عاد للمماطلة في تنفيذ التفاهمات وفق الجدول الزمني الذي تم تحديده، مشيرا إلى أنه كان من المفترض تنفيذ عدة نقاط تم التفاهم عليها إلا أنها لا زالت معطلة.
وحذر أبو ظريفة من استمرار الاحتلال في المماطلة واستهداف المتظاهرين، مؤكدا أن هناك إمكانية للعودة لأدوات المقاومة السلمية ويمكن استخدامها في أي لحظة للضغط لإلزام الاحتلال بموجات وقف إطلاق النار.
من الجدير بالذكر أن ذكرى النكبة من العام الماضي الذي صادف الرابع عشر من مايو شهد مظاهرات كبيرة على الحدود الشرقية لقطاع غزة أدى لاستشهاد 61 شهيدا، واصابة المئات.