اقتحم عدد من جنود الاحتلال ليلة الأحد باحات المسجد الأقصى المبارك وبدأوا بإخراج المصلين المعتكفين من باحاته ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشباب المرابطين هناك وبين الجنود.
وقالت مصادر مقدسية: إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى بعد صلاة العشاء والتراويح مع نهاية الأسبوع الأول من رمضان وفي وقت وصل فيه عدد المصلين الى ثمانين ألف مصلٍ.
ووفق مصادر محلية؛ فإن المصلين انتشروا في مُصليات المسجد المبارك وباحاته، في الوقت الذي شهدت فيه أسواق القدس والمحال التجارية القريبة من أبواب الأقصى الرئيسة حركة تجارية نشطة. كما ذكر شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا القنابل الصوتية نحو المعتكفين بالمسجد الأقصى بهدف تفريقهم واخراجهم منه، ولم يبلغ عن وجود إصابات.
ويرى الدكتور ناجح بكيرات مدير أكاديمية الأقصى للوقف والتراث في القدس أن الاقتحامات كانت منتظرة وبدأها الاحتلال يوم الأحد في سعي منه لتفريغ المصلى القبلي من المصلين وإعطاء الفرصة وتأمين حرية الحركة للمقتحمين، فدخلت قوة مكونة من عشرات الجنود وأخرجت المعتكفين ما تسبب ببعض المواجهات.
وحسب بكيرات فإن المواجهات لم تزدد ولم تؤد إلى وقوع اصابات لأن عدد المعتكفين لم يكن كبيرا ولكن (إسرائيل) قد تعدت الخطوط الحمراء في شهر رمضان كثيرا وذلك بثلاث مواضع مهمة حسب قوله.
ويقول بكيرات أن (إسرائيل) تعرف أن رمضان شهر صلوات واعتكاف ولم يكن لها أن تسمح للمقتحمين بدخول الأقصى، وكان يجب عليها أن تحترم شهر رمضان والشعائر الدينية كما تدعي ذلك.
وهناك تجاوز آخر حسب بكيرات بأن (إسرائيل) تدعي أنها قدمت تسهيلات للمصلين وتتغنى بوصول عدد المصلين الى 80 ألفا، لكنها في المقابل تضيق على القادمين على حاجز قلنديا والحواجز الأخرى قائلا: لقد سمعت من عدد من المصلين أنهم لا ينوون العودة للصلاة في الأقصى مرة أخرى في ظل التضييق عليهم، وهذا ما تسعى (إسرائيل) إلى تحقيقه.
وأضاف مدير أكاديمية الأقصى "قوات الاحتلال يضيق على القائمين بأعمال الأوقاف فتمنع بناء حمامات جديدة ومرافق عاملة لخدمة المصلين وتقديم خدمات ومياه للمصلين وتسهيل نطاق عملهم، بل تعمل على إبعادهم وتقليص عملهم داخل الأقصى بحيث لا تكفي الخدمات المقدمة لنصف عدد المصلين".
وأشار بكيرات الى أن كل ذلك لتشويه صورة الأوقاف وإقناع الناس بأنها السبب في كل هذا التقصير، بينما ما تقوم به من إجراءات منع وتضييق هو السبب الأول للتقصير، كما تدرك أنها هي من يطرد حراس الأقصى والعاملين فيه ويعتقلهم بين الفترة والأخرى.
ويرى بكيرات أن (إسرائيل) تقدم في كثير من الأحيان المسجد الأقصى على أنه مكان مقسم أمام العالم ولها حق فيه فتعطي لنفسها ذريعة اقتحامه في أي وقت وحتى لو كان في رمضان، وما زالت منذ عام 2010 تروج لهذه الرواية وتعطي نفسها ولوزرائها حق الاقتحام كما فعل وزير الزراعة ووزير الاقتصاد مؤخرا وكل ذلك حتى توصل هذه الرسالة إلى العالم.