أجمعت فصائل في الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار على أن أبرز فعاليات إحياء ذكرى النكبة المليونية الجماهيرية والحشد الكبير في مختلف المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة.
وأكدت الفصائل في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة" أن الحشد الجماهيري يشكل رسالة على تمسك الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى أراضيهم المحتلة ورفضا لكل المحاولات التي تسعى لإسقاط حق العودة.
رسائل للعالم
بدوره أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد اللطيف القانوع أن الجماهير التي زحفت صوب أراضينا المحتلة في مليونية العودة بمناسبة ذكرى يوم النكبة تحمل رسائل للعالم مفادها أننا متمسكون بحق العودة إلى الأوطان التي هجر منها قرابة 9 ملايين لاجئ فلسطيني.
وأوضح القانوع في حديثه لـ"الرسالة" أن المليونية تحمل رسائل التأكيد على حق العودة التي أكدت عليها جميع القوانين والقرارات الدولية والعالمية، مشددا في الوقت ذاته على رفض كل المخططات التي تهدف لتصفية اللاجئين.
وأضاف " لا يمكن لهؤلاء اللاجئين القبول بما يسمى بالتوطين أو التنازل عن حقهم في العودة لأراضيهم المحتلة، كونه حق طبيعي كفلته لهم كافة الشرائع والقوانين الدولية".
وأشار إلى أن المشهد وحدويا ويعكس تمسك شعبنا بحقوقه ومقاومته ومواجهة الاحتلال بكافة الوسائل الشعبية والعسكرية.
يوما وطنيا
من ناحيته اعتبر عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة نبيل ذياب، أن مليونية العودة في المخيمات الخمسة على حدود غزة الشرقية تأتي تأكيدا على حق شعبنا الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ودياره التي هجر منها قسرا.
وأكد ذياب في حديثه لـ "الرسالة" أن هذا اليوم وطنيا بامتياز وشهد حشدا جماهيريا وشعبيا كبيرا من كافة أطياف الشعب الفلسطيني والقوى والفصائل؛ من أجل إثبات أحقيتنا في الأرض التي تحاول الإدارة الأمريكية شطبه وتشجع حكومة الاحتلال للتنكر لهذا الحق الثابت الذي لا يمكن لأحد أن يفرط به على الاطلاق.
وتابع "جموع المشاركين باتجاه المخيمات الخمسة وترتيب البرامج المتنوعة من هيئة التحشيد والعمل الجماهيري تتضمن مشاركة فاعلة لإبراز وجه التراث الوطني الفلسطيني ومشاركة فاعلة بأناشيد وكلمات وطنية وفعاليات تعكس تمسك شعبنا بأرضه".
وأشار ذياب إلى أن المسيرات ذات طابع سلمي جماهيري بكل ما تعنيه الكلمة "لكي نطل بأرواحنا على مقربة من قُرانا التي هجرنا منها والأهم استجابة وتفاعل كافة أبناء شعبنا حتى تصل رسالتنا للعالم أننا شعبنا تواق للخلاص من الاحتلال والعودة".
ولفت إلى أن الاحتلال يحاول بشتى الطرق افشال فعالية العودة، داعيا "أبناء شعبنا المشاركين في مسيرة العودة إلى أن يكونوا على قدر عال من الانضباط والالتزام حتى نقطع الطريق على جيش الاحتلال بإيقاع أكبر عدد من الشهداء".
زخما وقوة
من جانبه قال عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار محمد الحرازين، إن ما يُكسب هذه المليونية زخماً وقوة تزامنها مع الذكرى الحادية والسبعين لنكبة فلسطين، ونزوح عشرات الآلاف من شعبنا لمخيمات اللجوء والشتات.
وأضاف "أن فعل الجماهير وحشدهم سيوصل رسالة للجهات والأطراف التي تحاول تمرير "صفقة القرن"، بأن شعبنا سيئد كل المخططات اللعينة، التي لا تقف عند حدود قضيته فحسب، بل وتتعداها لتشمل المنطقة كلها وشعوبها".
وبين أن تضافر قوى شعوب الأمة مع قوة شعبنا الذي يتصدر المواجهة في القدس والضفة وغزة والأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، كفيل بإفشال الإدارة الأمريكية، ومخططاتها العدوانية الخبيثة بالمنطقة العربية والإسلامية.
وطالب الحرازين بمشاركة أهلنا في مخيمات اللجوء والشتات بالضفة المحتلة ودول الجوار، في فعاليات موازية مع تلك التي تقام على أراضي مخيمات العودة بقطاع غزة، لافتاً إلى أن "تلك الخطوة إن تحققت، سيكون لها أبعاد ونتائج بالغة الأهمية".
ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو ذكرى النكبة عقب تهجيرهم من أراضيهم على يد "عصابات صهيونية مسلحة"، عام 1948، ويحيونها في 15 مايو من كل عام.
من الجدير بالذكر أن ذكرى النكبة من العام الماضي شهدت مظاهرات كبيرة على الحدود الشرقية لقطاع غزة أدت لاستشهاد 61 مواطنا، وإصابة المئات.