عبّر العشرات من الحكام في قطاع غزة, عن غضبهم الشديد, جراء عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية في الموسم الكروي الأخير.
ورغم انتهاء البطولات الغزية قبل حوالي شهر, إلا أن الحكام لم ينالوا أي شيكل من مستحقاتهم المالية, في ظل الضغط الكبير الذي تعرضوا له خلال اللقاءات.
وعود دون تنفيذ
وأكد الحكم المساعد الدولي حسام الحرازين, أنهم تلقوا وعودا كثيرة من لجنة الحكام بصرف مستحقاتهم المالية خلال الفترة الماضية, إلا أن ذلك كان "كلاما في الهواء", بحسب وصفه.
وأوضح الحرازين أنهم واجهوا الكثير من الضغوطات والظروف الصعبة في المباريات, لكنهم أوصلوا الدوري والكأس إلى بر الأمان حتى اللقاء الأخير.
وبيّن أن جهودهم في الموسم الأخير لم تشفع لهم حتى الآن عند لجنة الحكام للضغط على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالضفة المحتلة, لأجل إرسال حقوقهم نظير قيادتهم للمواجهات.
تهميش واضح
أما الحكم أمين عويص, فأكد أنهم تعرضوا لتهميش كبير من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, عندما حاولوا الحصول على أموالهم المتراكمة.
وقال عويص: "دائما يقولون أن الحكم هو أساس اللعبة على الدوام, لكن في قطاع غزة الوضع مختلف للغاية كما تشاهدون للأسف".
وأضاف: "ماذا يريدون منا كحكام (...), نحن لا نتسول, نحن نطلب حقوقنا المالية, والمفترض أن نكون أول أفراد المنظومة الرياضية حصولا على أجورنا بدلا من هذا الإذلال والنسيان الذي نتعرض له".
دعم كبير
ولاقت مطالبات الحكام بحقوقهم المالية, مساندة كبيرة من المتابعين للرياضة الغزية, إذا عبّروا عن أسفهم لما يحدث لهم هذا الموسم على وجه الخصوص, في ظل المعاناة الكبيرة التي يمرّ بها سكان قطاع غزة بشكل عام.
محمود البحيصي الحكم المساعد الدولي سابقا, ذكر أن السبب الرئيسي في هذه المعاناة, هو لجنة الحكام, التي يتم تكوينها من الاتحاد, وبالتالي تعمل بأوامره, بحسب تعبيره.
وقال البحيصي: "لو أن لجنة الحكام منتخبة من الجمعية العمومية, لكان لها موقف قوي وهي صاحبة القرار بدلا مما نشاهده حاليا (...), أعتقد أنها لم تكن لتسمح بتراكم حقوق الحكام".
وأضاف: "اللجنة الحالية عمرها أكثر من 15 عاما, ويجدد لها تلقائيا بسبب المحسوبية, وليس لها أي رأي مستقل", مطالبا الحكام بعمل وقفة احتجاجية في الدوري المقبل, لضمان الحصول على حقوقهم, أسوة بما كان يفعله الحكام السابقون.
من جانبهم, وضع عدد من المتابعين للرياضة الغزية, اللوم على الحكام, بسبب إدارتهم للمباريات دون حصولهم على حقوقهم المالية.
وأوضحوا في أحاديث منفصلة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", أنه كان من المفترض على الحكام, عدم قيادة أي لقاء, إلا بعد ضمان مستحقاتهم المتأخرة.
يشار إلى أن العديد من الحكام بيّنوا أن لديهم مستحقات متراكمة منذ أكثر من موسم, ما يؤكد حجم المعاناة التي يمرون بها, على غرار الشتائم التي تطالهم كل مباراة.