جائزة أفضل لاعب وسام على صدري افتخر به
الرسالة نت – أمينة زيارة
يقف ناجي عجور أسطورة الملاعب الفلسطينية أمام الدروع والميداليات والكؤوس التي تزينت بها غرفة مكتبه في نادي غزة الرياضي يزيل عنها غبار أربعون عاماً من العطاء، تراوده ابتسامة تشق جانب فمه متنهداً وهو يتذكر تفاصيل حياته الكروية العريقة والتي توجها بجائزة أفضل لاعب كرة قدم على مدار 50 عام.
"الرسالة الرياضي" نفضت غبار عقدين من الزمن عشاها الخبير الرياضي الملقب بماردونا فلسطين "ناجي عجور" وفتحت معه دفتر الذكريات لتنقل لعشاقه خبرته الرياضية التي تجاوزت الأربعون عاماً.
****أفضل لاعب
استهل المبدع ناجي (60عا) حديثه "للرسالة" بالإشارة إلى بداياته الكروية: بدأت لعب كرة القدم في بداية السبعينات ضمن فرق الساحات الشعبية في الملاعب الترابية ، فقد مارست اللعبة ضمن فريق المدرسة في جميع المراحل الدراسية، وكنت من أوائل من لعب كرة القدم ولكنني توقفت عن اللعب بسبب الاحتلال عام1987، ثم انتقلت للعب في نادي سلوان وأحرزت معه العديد من الأهداف التي حفظت في ذاكرة التاريخ.
ويضيف: بعد فترة عدت إلى غزة وشكلت فريق شباب غزة من خلال العمل في بلدية غزة والتي كان يرأسها آنذاك المرحوم رشاد الشوا، ولكني أيضا لم استمر طويلا معه، فانتقلت إلى نادي أهلي غزة ولعبت معهم فترة من الزمن ومن ثم انتهي بي الحال في نادي غزة الرياضي، متابعاً: بعد فترة من الزمان اخترت كأفضل لاعب في فلسطين على مدار 50 عاماً، مؤكداً أن الجائزة كانت بمثابة وسام فخر زينت صدره.
وعن انضمامه لنادي غزة الرياضي يتحدث بفخر وشموخ: أنا ابن هذا الفريق الذي له فضل كبير في بزوغ نجوميتي أكثر، فقد قدم لي الرعاية والاهتمام وترأست فيه عدة مناصب إدارية وفنية، ويستطرد: مع قدوم السلطة انتهت علاقتي بالنادي، وقمت بافتتاح نادي جديد مع المدرب إسماعيل المصري وغسان البلعاوي حمل اسم نادي فلسطين وكان برئاسة اللواء احمد العفيفي ، ولكني بعد الانقسام تركت الفريق وعدت إلى بيتي الأول نادي غزة الرياضي وقد رشحت لإدارة الكورة هناك ونجحت، ويذكر: حصلت مع نادي غزة الرياضي على كأسين أحداهما عام 1994 والثاني في منتصف هذا العام.
****محطات تاريخية
وعند سؤاله عن عدد الأهداف التي أحرزها خلال سنوات احترافه، رد بابتسامة: ذاكراتي: لا تسعفني لعددها ، ولكن ما أتذكره أنه بعد انتقالي للعب في صفوف أهلي غزة، أحرزت له 58 هدفاً، في حين سجلت لغزة الرياضي 15هدفاً.
وفيما يتعلق باحترافه الخارجي، فيقول: أتيحت لي عدة فرص للعب مع فرق عربية مثل نادي الشباب السعودي وهو أحد أعرق الأندية السعودية، فقد تدربت في صفوفهم، كما أنني وقعت علي ورقة بيضاء للانضمام للفريق وعلى كشوفات الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويستدرك: لظروف عائلية وشخصية لم أبق هناك رغم أن اسمي قد دخل كشوفات الاتحاد السعودي.
ويضيف: بعدها بفترة قدم نادي الفيصلي الأردني عرضا للعب في صفوفه لكن لظروف عائلية وحبي وانتمائي لغزة ولاعبيها وأنديتها رفضت الانضمام للفريق وعدت إلى غزة حاملاً في جعبتي خبرات رياضية تعلمتها من زملاء ومدربين عرب كنت أتمنى أن العب تحت جناحهم.
وتابع: بعد عودتي لغزة لعبت في عدة أندية وأحرزت الكثير من الأهداف وحصلت على الدروع والميداليات فظهر اسمي في سماء الرياضة لذا تم استدعائي من قبل نادي الوحدات الأردني للمشاركة في حفل اعتزال كابتن فريق الوحدات ماجد البسيوني عام 1985م لتمثيل فلسطين وكان الاحتفال يضم آنذاك ألمع نجوم الكرة العربية.
****وحدتهم الكرة
ويقارن الحاصل على أفضل لاعب على مر خمسين عاماً بين كرة الساحات الشعبية والأندية الرسمية، فيقول : كرة القدم في السبعينيات كانت أفضل حالاً من الآن رغم أن الملاعب وقتها كانت ترابية وعدم وجود اتحاد للعبة، إلا أن اللاعبين كانوا يلعبون لأجل الرياضة وليس للحصول على مصالح شخصية، فكان بإمكاننا انتزاع الفوز من أي منتخب عربي ، ويذكر تلك الحقبة فيقول: كنت ولاعبي العصر الذهبي نذهب إلى الضفة ونلعب مباراة أسبوعياً ونحقق نتائج مبهرة، ويضيف: كان كل لاعب في فريقه نجماً بمعني الكلمة وكان التفاهم القاسم المشترك بيننا ، فهذا الجيل الذهبي سجل اسمه في تاريخ الكرة الفلسطينية بحروف من نور حُرم من أن يدون اسمه في سجل اللعب الدولي، أما الكرة الآن فقد عُكست البوصلة وأخذت منحى المصالح الشخصية والمكاسب الذاتية.
****في قلوب المشجعين
ويتحدث معشوق الجماهير عجور عن محبيه ومشجعيه: لجمهوري نصيب من صناعة اسمي فأنا وبحمد الله موجود في قلوب المشجعين بحروف ذهبية ومزينة بعشرات الكؤوس والميداليات.
ويشير إلى طموحه المستقبلي فيقول: أمل أن تصل الرياضة إلى المستوى العالمي الذي حلم به وزملائه من العصر الذهبي وتحصل فلسطين على ميداليات وبطولات عالمية، بالإضافة إلى تأسيس مدرسة كروية تجمع الجيل القديم والجديد ليستفيد كل منهما بخبرة الآخر للنهوض بكرة القدم الفلسطينية، مطالباً كافة المسئولين بإعادة اللحمة لرئتي الوطن الواحد وتنظيم البطولات على مستوى الوطن لان الكرة أمانة في أعناقنا جميعاً.