يتصدى المعتكفون في المسجد الأقصى لقرارات الاحتلال الرامية لإلغاء صلوات القيام في المسجد والاعتكاف فيه عدا العشر الأواخر من رمضان، باستمرارهم بالاعتكاف كل ليلة برغم إخلائهم بالقوة.
وفي تفاصيل الموقف، قالت مصادر مقدسية تواجدت خلال إخلاء المعتكفين لـ"الرسالة" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تضغط على المعتكفين من خلال إخلائهم كل يوم بالقوة، على أمل ألا يعودوا للاعتكاف مجددا.
وأضافت أن قوة الاحتلال وضغطه تقابل بنتائج عكسية من خلال إصرار المصلين على الاعتكاف في المسجد كل ليلة، مع تزايد ملحوظ لأعداد الحاضرين للاعتكاف، في تحدٍ واضح للاحتلال وعدوانه على الأقصى.
وأشارت إلى أن المعتكفين أخذوا قرارا بشطب سياسة الاحتلال المتعلقة بوقف الاعتكاف في المسجد الأقصى عدا فترة العشر الأواخر من شهر رمضان، فيما يكتفي بالصلاة والانصراف في أعقابها خلال بقية أيام الشهر.
وكانت الأوقاف الإسلامية، قد قررت فتح مسجد المئذنة الحمراء بحارة السعدية المتصلة بالمسجد الأقصى المبارك للمعتكفين الذين طردهم الاحتلال من المسجد، في حين يؤدي آلاف المصلين صلاة العشاء والتراويح في رحاب الأقصى.
من جهتها، حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، الأربعاء، من التهديدات التي تصدر عن جمعيات استيطانية متطرفة وتدعو لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة من رمضان وبالذات في الثاني من حزيران، الذي يوافق بحسب توقيتاتهم "يوم القدس".
واستنكرت الأوقاف في تصريح وصل "الرسالة" نسخة عنه، ما يتعرض له المعتكفون من مضايقات واعتقالات وملاحقة داخل المسجد الأقصى في محاولة لإبعادهم عن التواجد والمرابطة في المسجد خلال شهر رمضان المبارك.
ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان للعمل على وقف الانتهاكات، التي يتعرض لها الأقصى ومعتكفوه خلال هذا الشهر وبغيره من الشهور، فيما طالبت جموع المسلمين بشد الرحال إلى المسجد الأقصى والمرابطة فيه لمواجهة خطط المستوطنين لاقتحام وتدنيس ساحاته.
وفي التعقيب على ذلك، قال الخبير في شؤون مدينة القدس الأكاديمي جمال عمرو إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بين الفينة والأخرى تنفيذ سياساته العدوانية بحق المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بأكملها، إلا أن المرابطين في الأقصى يتصدون لكل هذه المحاولات.
وأضاف عمرو في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمد في هذه الفترة لإلغاء فعاليات الاعتكاف في المسجد الأقصى، إلا أن إصرار المعتكفين على الاستمرار في نشاطهم اليومي، يحول دون تنفيذ القرار الإسرائيلي.
وأشار عمرو إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يحاول تمهيد الطريق أمام اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال نهار رمضان، وإفشال محاولات المعتكفين للتشويش على اقتحام الأقصى، في ظل الدعوات لرفع مستوى الاقتحامات وصولا إلى الثاني من حزيران المقبل.
وتأتي هذه الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى في ظل صمت عربي وإسلامي، ما يشجع الاحتلال على الاستمرار فيها، في حين تخرج بعض الأصوات الخجولة للتنديد بذلك من قبيل سلطة حركة فتح والأردن بصفتها صاحبة الوصاية على المسجد الأقصى.