مع قدوم شهر رمضان المبارك، بدأت المؤسسات الخيرية العمل كخلية نحل من أجل انتشال الفقراء من الوضع المأساوي الذي يعيشونه في محاولة منها لسد رمقهم في ظل الحصار الخانق الذي يعيشه قطاع غزة.
وتعمل المؤسسات الخيرية بما يتوفر لديها من إمكانيات، وفي ظل حصار مالي طال الكثير من أفرع الحركة، لتستطيع الوصول إلى أغلبية الفقراء ما بين طرود غذائية وتكية إفطار ومساعدات نقدية وكسوة عيد.
ويعيش قطاع غزة حصارا محكما منذ قرابة 13 عاما، حيث تُفرض قيود مشددة على الحوالات المالية، وجرى تعطيل العديد من الحسابات التابعة لمؤسسات خيرية تعمل في القطاع، أغلبها يتبع لحركة حماس
انفراج على الفقراء
المواطن فادي سلطان الذي يستفيد من تكية جمعية الوئام الخيرية، أكد أن التكية تأتي في وقت يفتقر فيه المحتاج للمال اللازم لشراء فطور عائلته خلال الشهر الفضيل. وقال فادي الذي قابله مراسل "الرسالة" وهو يتلقى طعام التكية عصر رمضان: "بعد قطع راتبي من السلطة قبل قرابة العامين، لم يتبق معيل لأسرتي المكونة من 9 أفراد، لأجد في شهر رمضان فرصة اطعام ورزق لعائلتي التي باتت محرومة من الطعام".
وشكر الجمعيات الخيرية التي تعمل على راحة الفقراء وتسد جوعهم، ودعاهم للاستمرار في العمل وتفقد الفقراء حتى بعد رمضان، في ظل ما يعانيه القطاع من كثرة الفقراء.
وينتظر المواطن أبو رائد أحمد كسوة العيد كل رمضان من المسجد المجاور لمنزله في مخيم جباليا، والتي يصفها بالمنقذ لأطفاله في ظل الحرمان الذي يعيشونه. وقال أبو رائد: "كل عام وقبل قدوم عيدي الفطر والأضحى بأيام، أستفيد من الزكاة التي يجمعها المسجد في الحي الذي أسكنه، لشراء كسوة العيد لأطفالي الأربعة".
ولفت إلى أنه من الصعب شراء الملابس لأطفاله في ظل تعطله عن العمل بعد أن قصفت قوات الاحتلال المصنع الذي كان يعمل به خلال عدوان عام 2014. ودعا أبو رائد القادة الفلسطينيين إلى تجنيب المواطنين الخلافات السياسية، وانهاء حالة التجويع وقطع الرواتب التي تنتهجها السلطة تجاه قطاع غزة منذ سنوات.
بدوره قال المهندس محمد مرعي مدير جمعية الوئام الخيرية، إن جمعيته تسعى دوما للوصول إلى المواطنين الأشد فقرا في قطاع غزة وتقديم المساعدات لهم على مدار العام. وذكر مرعي في حديث لـ "الرسالة" إن جمعيته تواصل العمل ليلا ونهارا في رمضان من أجل تنفيذ عشرات المشاريع التي تخطط لها منذ أشهر.
وأشار إلى أن الخدمات الخيرية التي تقدمها الجمعية تُفيد مئات الفقراء والأيتام الذين يعيلون آلاف الأفراد. وعن طبيعة عمل جمعيته، أضاف مرعي: "الجمعية تقدم كفالات للأيتام ومساعدات للأسر الفقيرة، حيث باشرنا العمل منذ اليوم الأول من رمضان لإطعام الفقراء ومساعدتهم". وأوضح أنه مع بداية رمضان نظمت الجمعية "تكية رمضان" لأكثر من 500 عائلة فقيرة على مدار عدة أيام، ومن ثم وزعت 3000 طرد غذائي بقيمة (30$) لكل طرد.
وأطلقت جمعية الوئام مشروع "سلة الخضروات" والتي تستفيد منها مئات الأسر خلال الأيام المتبقية من رمضان، وفق مرعي.
ولفت إلى أنهم بصدد التحضير لمشروع كسوة العيد، وتوزيع زكاة المال على الأسر، مشيرا إلى أن القطاع يكتظ بالأسر الفقيرة والمستورة وبحاجة لزيادة الدعم المادي للوصول إلى الجميع. ودعا رجال الأعمال والمانحين، لمواصلة دعم الجمعيات الخيرية التي تفتقد الفقراء وتعزز من صمودهم في ظل سياسة التجويع المخططة ضد غزة.
ويعاني قطاع غزة من ارتفاع نسبة البطالة لتصل إلى أكثر من 45%، في حين تعدت نسبة الفقر حاجز الـ 80%، وفق الجهاز المركزي للإحصاء.