غزة- لمندوبنا
تعرضت مدرسة شهداء الشجاعية الثانوية للبنين ليلة اول أمس لقصف مدفعي إسرائيلي أصاب غرفة دراسية وغرفة رياضية ومستودعًا للكتب بالدمار، وهي المرة الرابعة التي تستهدف فيها المدرسة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة حيث تقع على الحدود الشرقية لحي الشجاعية وهي قريبة من الآليات الإسرائيلية التي تقوم بعمليات تجريف متواصل في المنطقة .
يبلغ عدد طلاب المدرسة حاليا500 طالب ، وقد قدمت المدرسة 5 شهداء من طلابها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة ، كما استشهد طالب الثانوية العامة "مصعب جندية" أمام بوابة المدرسة خلال اجتياح سابق لحي الشجاعية أثناء خروجه من المدرسة.
ورغم القصف الأخير للمدرسة إلا أن الدراسة فيها انتظمت صبيحة هذا اليوم كالمعتاد ، و تقدم الطلاب للامتحانات الشهرية رغم حالة الدمار التي أصابت بعض المرافق فيها ، و شوهد الطلبة وهم يصطفون في طابور الصباح اليومي ويقومون بأداء التمرينات الرياضية ويهتفون خلف معلم الرياضة عاشت فلسطين .. تحيا فلسطين عربية حرة ..وبدا معلم الرياضة بمعنويات عالية وهو يحث الطلبة على عدم الالتفات للدمار الذي أصاب مرافق المدرسة ،وقد تحدث بنبرة عالية رغم التخريب الذي أصاب غرفته الرياضة وأتى على الأدوات الرياضية وطاولة التنس .
تعتبر مدرسة الشجاعية الثانوية للبنين من المدراس المتميزة في غزة رغم وجودها في منطقة حدودية، فقد فازت بشهادة المدرسة المتميزة العام الماضي وحصلت على أفضل نسبة نجاح بين مدارس الثانوية العامة كما نال مديرها الأستاذ حمدي الصالحي على شهادة المدير المتميز على صعيد مدراء القطاع .
وقد استنكرت وزارة التربية والتعليم العالي هذا الاعتداء على مدرسة شهداء الشجاعية وقالت بأنه عدوان يأتي في إطار الحرب المقصودة لتجهيل أبنائنا داعية إلى حماية المرافق التعليمية والحفاظ على أرواح الطلاب والطالبات .
وقد بين مدير تربية شرق غزة أ.علي أبو حسب الله أن ما حدث هو جريمة جديدة تستهدف المسيرة التعليمية بعد أن دمرت قذيفة إسرائيلية غرفتين دراسيتين ، مبينا أن الاحتلال لم يكتف بمنع إدخال الكتب والقرطاسية لإعاقة انتظام الدراسة بل تعمد قصف مخزن للكتب المدرسية وغرفة رياضية ، وأراد أن يبث الرعب والخوف بين الطلبة ولكنه لن ينجح في تحقيق أهدافه ، وقال إن الطلبة اليوم قد جاءوا إلى مدرستهم وأزالوا الركام عن كتبهم وتقدموا لامتحاناتهم الشهرية كالمعتاد في رسالة صمود وتحدي للعدو .
بدوره أكد الناطق الإعلامي باسم الوزارة خالد راضي أن القذيفة الحاقدة التي أصابت مدرسة شهداء الشجاعية أرادت تدمير مستقبل أبنائنا، مبينا أن إرادة التحدي التي رسمها الطلاب بصمودهم أقوى من حالة الإرهاب والقتل اليومي التي يحاول العدو تجسيدها، مؤكدا أن المسيرة التعليمية منظمة ومستمرة ولن توقفها اعتداءات جيش الاحتلال .
مدير المدرسة حمدي الصالحي أكد أن مدرسته قد تعودت على القصف من قبل الآليات والمدفعية الاسرائلية التي تبعد مئات الأمتار عن أسوار المدرسة ، وأكد أن هذا لن يؤثر على عزيمة الإدارة والمعلمين والطلبة ، موضحا أن كثرة الاستهداف والاعتداء علينا تزيدنا قوة وإصرارا على الاستمرار ، وأننا نتعلم من المسجد الأقصى الصبر والثبات أمام الحصار والحرب وهو الذي يتعرض يوميا لاعتداءات المستوطنين.
يذكر أن الحرب الأخيرة على غزة قد نالت بشكل كبير من المدارس والطلبة حيث دمر الاحتلال 13 مدرسة تدميرا كاملا و أصاب معظم المدارس بالدمار الجزئي واستشهد عشرات الطلبة وعدد من المعلمين .
كما أن قوات الاحتلال ومن خلال حربها الممنهجة على قطاع التعليم تمنع إدخال القرطاسية والمستلزمات الدراسية منذ بدء العام الدراسي الجديد 2009/2010 دون أن تلتفت لكل الدعوات المطالبة بالإفراج عنها ضاربة بعرض الحائط المواثيق الدولية التي تكفل الحماية للمؤسسات التعليمية ولطلبة المدارس .