قائمة الموقع

رغم التهديدات... مئة ألف معتكف في الأقصى

2019-05-29T21:31:00+03:00
ارشيفية
غزة- رشا فرحات

وها قد وصلت العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأواخرفي المسجد الأقصى تختلف، والصلاة فيه بخمسمائة صلاة في غيره، لذا فإن المسجد يكتظ هذه الأيام بالمصلين من كل بقعة في فلسطين وخارجها، حيث تزداد الاستعدادات والتحضيرات لاستقبالهم والاشراف عليهم، في ظل تهديدات واقتحامات الاحتلال المستمرة.

وجه الفلسطينيون من القدس دعوة لشد الرحال إلى القدس والاعتكاف فيه وحمايته من المستوطنين الذين يجددون كل عام ترنيمة منع الاعتكاف في الأقصى ويحاولون اقتحامه في أيام شهر رمضان، منذ عام 67 وهم يجددون دعواتهم لمنع الاعتكاف، فيخرج المعتكفون لحماية مسجدهم وفتح البوابات المغلفة.

وتراجع الاحتلال في عدد من المرات في الأعوام السابقة عن قمع المعتكفين، لما يراه من مواجهة وثبات في العشر الأواخر من رمضان، ولكنه ما زال يحاول أيضا كل عام، رغم وصولهالى مرحلة قد أيقن فيها استحالة منع المعتكفين في رمضان.

هنا في باحات الأقصى يأتي المرابطون من اليوم الأول من رمضان، ينامون ويأكلون ويعتكفون، ومنهم من يفعل ذلك منذ عشر سنوات وأكثر، يأتون من الداخل المحتل ومن الضفة الغربية، في محاولات لفرض الاعتكاف ومحاربة المستوطنين، حيث افترش المصلين باب السلسلة من الخارج، حينما أغلق المحتل البوابات، وصرخوا في وجه الشرطي الإسرائيلي:" نحن رجال سلميين، نلبس لباس الصلاة ولا نحمل سلاحا ولا نركب دبابة، لماذا نمنع من الصلاة والاعتكاف في مسجدنا الحبيب؟" 

وقد وصل بالفعل في العشر الأواخر من رمضان عدد المعتكفين لأكثر من مائة ألف مصلي قد وصلوا في العشر الأواخر لأداء صلاة التراويح والاعتكاف، ما جعل هذه اللوحة المبهجة لأعداد المصلين هي رسالة يصعب قهرها، وشعائر يصعب منعها، وعزيمة يصعب قتلها في قلب الفلسطينيين.

وقد ملأت باحات الأقصى بفريق من المتطوعين الذين يعملون على خدمة المصلين، من توفير الطعام والشراب وارشادهم إلى المرافق العامة وتوجيههم بإرشادات السلامة، بكل رحابة صدر وذلك نظرا لقلة عدد الحراس وأذنة المسجد وابعاد عدد كبير منهم ما دفع شباب من سكان أكناف الأقصى على خدمة المصلين.

وللأقصى محبين أيضا ممن أبعدهم الاحتلال عنه ومنعهم من الاعتكاف في هذا الشهر الفضيل وممارسة شعائرهم الدينية ومنهم إبراهيم خليل إحدى شباب الداخل الممنوعين من دخول الأقصى والذي أصر على القدوم ونصب خيمته على بوابات الأقصى والاعتكاف هناك في محاولة لإثبات وجوده والمشاركة في توجه رسالة مع المعتكفين في الداخل الى المحتل الذي يسعى لمنعهم بشتى الطرق.

ويحاول الاحتلال حشد أكثر من 1000 متطرف لاقتحام الأقصى يوم الأحد القادم الذي يصادف الثامن والعشرين من رمضان، وذلك في ذكرى ما يسمى "يوم القدس" الذي تعول عليه جماعات الهيكل لأنه سيحدد مصير اقتحاماتهم في هذه الذكرى لثلاث سنوات قادمة، إذ سيصادف فيها جميعاً "يوم القدس" بالتقويم العبري في العشر الأواخر من رمضان.

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00