أعلنت الخارجية الأميركية تعيين الدبلوماسي السابق دونالد بوث مبعوثا خاصا إلى السودان بهدف "التوصل إلى حل سلمي"، بينما علقت قوى التغيير العصيان المدني "لترتيب أوضاعها".
وأكدت الوزارة أن خطوة تعيين الموفد الجديد تعكس التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه الشعب السوداني.
ودونالد بوث دبلوماسي أميركي سابق ملم بالشؤون الأفريقية، إذ كان سفيرا في دول أفريقية عدة (زامبيا وليبيريا وإثيوبيا) تحت الإدارتين الديمقراطية والجمهورية.
وفي هذا السياق، قالت وكالة السودان للأنباء إن وكيلة وزارة الخارجية السودانية بالإنابة السفيرة إلهام إبراهيم التقت في مكتبها تيبور ناج مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية في مستهل زيارته للبلاد التي بدأت اليوم وتستمر حتى غد الخميس.
ونقلت الوكالة عن السفيرة إلهام ترحيبها بزيارة المسؤول الأميركي الرفيع وقدمت له شرحا للتطورات السياسية في البلاد، والجهود الجارية للوصول إلى وفاق على ترتيبات المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة مدنية تؤسس لتحول ديمقراطي كامل.
وقالت الوكالة إن ناج عبر من جهته عن إعجابه البالغ بالثورة السودانية، وأكد أن المجتمع الدولي بأسره يريد النجاح للمساعي الرامية إلى الاتفاق على ترتيبات الفترة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي في السودان.
والتقى ناج في الخرطوم اليوم قوى التغيير والمجلس العسكري سعيا لاستئناف المحادثات.
وذكرت الخارجية الأميركية في بيان أن ناج سيدعو إلى وقف العنف ضد المدنيين وسيحث الأطراف على تهيئة الأجواء المناسبة لاستئناف الحوار.
كما أوضح البيان أن ناج سيلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا خلال جولته الأفريقية، وسيبحث في العاصمة الإثيوبية سبل الحل السياسي في السودان.
وكانت الخارجية الأميركية قد جددت مطالبتها بسحب ما وصفتها بالمليشيات المسلحة من الخرطوم، وإجراء تحقيق مستقل بشأن أعمال العنف الأخيرة.
ترتيب الأوضاع
في هذه الأثناء، قالت قوى التغيير (أحد أبرز مكونات القوى الاحتجاجية في السودان) إن تعليقها للعصيان المدني ليس مرتبطاً بجهود الوساطة بينها وبين المجلس العسكري.
وأوضحت أنها قررت تعليق الاعتصام -الذي استمر ثلاثة أيام- مؤقتاً لإعادة ترتيب الأوضاع، مع الاستمرار في الاستعداد والتنظيم للجان الأحياء ولجان الإضراب في القطاعات المهنية والعمالية المختلفة.
وفي تطور آخر، ذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن وزارة الخارجية استدعت السفير البريطاني لدى الخرطوم اليوم احتجاجا على تصريحاته بشأن التطورات السياسية في البلاد.
وكتب السفير البريطاني عرفان صديق على تويتر الأسبوع الماضي بعد محاولات لفض اعتصام المحتجين أنه "لا مبرر لمثل هذا الهجوم.. يجب أن يتوقف ذلك الآن".
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية إن الوزارة تحتج على التغريدات المتكررة للسفير والمتعارضة مع "الأعراف الدبلوماسية الراسخة".
وتحدث بيان لتجمع المهنيين السودانيين -أحد أبرز مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات- مساء الاثنين عن "توافق كبير" في أوساط قوى التغيير "على مرشحيها لمجلس السيادة ورئاسة مجلس الوزراء"، مشيرا إلى أن إعلان أسماء المرشحين سيتم "في الوقت المناسب".
من جهة أخرى أدان مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء بشدة أحداث العنف الأخيرة في السودان، ووجه الدعوة إلى المجلس العسكري وقادة حركة الاحتجاج إلى العمل من أجل إيجاد حل للأزمة.
وفي بيان صدر بالإجماع، طلب المجلس وقف العنف فورا ضد المدنيين، كما شدد على أهمية حماية حقوق الإنسان.
وكان السفير محمود درير المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي إلى السودان، أكد في وقت سابق أنه لا عودة عما تم الاتفاق عليه بين قوى التغيير والمجلس العسكري في الأسابيع الماضية.
يشار إلى أنه بعد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، أقام المحتجون اعتصاما منذ 6 أبريل/نيسان الماضي أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، انتهى بفض المجلس العسكري له بالقوة يوم 3 يونيو/حزيران الجاري وبإعلان قادة الاحتجاج العصيان المدني.
المصدر : الجزيرة + وكالات