تعاني منطقة الأغوار من حملة استيطانية منظمة ومكثفة للسيطرة على ما تبقى من أراضي للبدو هناك وتهجيرهم للأبد من أراضيهم التاريخية، حيث أقدم مستوطنون على نصب شباك مكهربة على حدود منطقة السويدة المهجرة منذ حرب النكسة في الأغوار الشمالية بعد ما صودرت أراضي عربية متبقية تقدر ب 600 دونم.
ويحاول الاحتلال بهذا الاجراء أن يمنع المزارعين البدو من الوصول إلى أ{اضيهم رغم أن جميعهم يمتلكون صكوك الملكية الخاصة بهم بينما تعتبر إسرائيل أن هذه الأراضي ينطبق عليها قانون " أملاك الغائبين " وليست هذه المرة التي يحاول الاحتلال فيها أن يعرقل وصول المواطنين إلى أراضيهم في مناطق السويدة وخلة العقدة وبير هداج وغيرها من مناطق النقب وتحت ذرائع واهية أبرزها تحويل المنطقة إلى ثكنات عسكرية وأماكن للتدريب العسكري.
يقول الناشط الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة أن المستوطنين احتلوا المنطقة الاستراتيجية الأكبر في السويدة معتبرا أن السويدة كلها تمتلك موقعا استراتيجيا متفردا في منطقة الأغوار حيث أن إسرائيل أنشأت بؤرتها الاستيطانية في أيار الماضي على أعلى تلة في المنطقة والتي تعتبر أكثر منطقة صالحة للرعي
. أما قرية بير هداج فهي تعاني من حرب استيطانية مشابهة حيث قرر سكان القرية قبل عشرة أعوام العودة إلى قريتهم التي هجرو منها في أيام النكسة ومنذ ذلك اليوم وهو يواجهون سياسة استيطانية وتهدم وتهجي ومناكفات من قبل قوات الاحتلال ، ويصل عدد السكان الذين يقطنون القرية الآن حوالي 6 آلاف مواطن عربي جميعهم باتوا مهددون بالرحيل.
وتلقت القرية المهددة بالتهجير بشكل مستمر، اعترافا منقوصا كان حصيلة الاحتجاجات المتواصلة والمطالبات من أهالي القرية، حيث قررت الحكومة الإسرائيلية في العام 1999 الاعتراف بهم. وتقع القرية اليوم ضمن نفوذ المجلس الإقليمي واحة الصحراء، ورغم هذا الاعتراف إلى أن أهالي القرية يفاجئون بجرافات الاحتلال تهدم بيوتهم وتجرف أراضيهم في محاولة استخدام سياسة التطفيش برغم وجود حكم محكمة لصالحهم.
وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة إن "سياسة هدم البيوت ليست أسلوبا مستحدثا كما يعلم الجميع، وهنالك أكثر من 80 ألف منزل في الداخل الفلسطيني أصدرت السلطات بحقها أوامر هدم، ويبدو أن لغة الحوار الوحيدة التي يتقنها الاحتلال هي هدم البيوت.
وأضاف أن "التصدي لهذه السياسة وهذه الجريمة بحق العرب في النقب والداخل وفي كل مكان تهدم بيوتهم، على مدار السنوات كان مرتبطا بالنضال الجماهيري، وهو الأسلوب الوحيد الذي أثبت نجاعته في ردع ماكنة الهدم وتثبيتنا في أرضنا. نحن نعوّل على صمود أهلنا الذين أثبتوا تاريخيا تمسكهم في أرضهم".
وفي ذات السياق تواجه ثلاثة تجمعات أخرى بدوية تقع جنوب الخليل أوامر بالإخلاء وتخوف من خطر الترحيل نظرا للمحاولات المتكررة للجمعيات الاستيطانية بأن تحكم سيطرتها على أراضي المزارعين وبيوت المواطنين هناك. حيث قدمت المجموعات الاستيطانية التماسا للمحكمة العليا للمطالبة بإخلاء التجمعات البدوية بحجة أنها غير قانونية ومقامة بدون تصاريح.
يذكر أن الاحتلال أقدم أيضا خلال هذا الشهر على هدم خيام للمواطنين في منطقة الرأس الأحمر في سهل عطوف شرق طمون وذلك بعد إخلاء المواطنين الذين يسكنون المنطقة قبل تكسير خيامهم.