تشهد مسيرات العودة عودة تدرجية لوسائل المقاومة السلمية "الخشنة" بسبب مماطلة الاحتلال في تنفيذ وعوده لتخفيف الحصار عن غزة، وفرضة إغلاقا كاملا لبحر غزة "حتّى إشعار آخر".
وشهدت مسيرات يوم الجمعة الماضية إطلاق بالونات حارقة وهو ما أدى لاندلاع سبعة حرائق في غلاف بحسب سلطة الإطفاء (الإسرائيلية).
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن أربعة حرائق اندلعت في مناطق "أشكول"، بينما اندلعت 3 أخرى في تجمع "شاعر هنيغيف" بالغلاف.
ورغم مرور أكثر من عام على مسيرات العودة إلا أن نجاح الفصائل حتى اللحظة في استمرارها والتحشيد لها أسبوعيا مع الاحتفاظ بوسائلها يمثل خيارا رابحا لديهم مادام الحصار مستمرا على سكان القطاع، لذا فشلت خطط ردعهم عسكريا وحتى سياسيا مادام وضعهم على حاله.
ويرى مراقبون أن المسيرات ستبقى مستمرة مادامت أسباب انطلاقها المتمثلة بكسر الحصار موجودة، فضلا عن استشعار الفلسطينيين بحجم المخاطر التي تهدد الثوابت، وهو ما يدفع جميع الأطياف للمشاركة في الفعاليات.
ويستخدم شبان طائرات ورقية وبالونات كوسيلة لإيصال شعلة حارقة إلى المستوطنات (الإسرائيلية) المحيطة بقطاع غزة، ضمن أدوات المقاومة الشعبية التي تصاعدت مع انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار في 30 مارس 2018؛ ردًا على اعتداء قوات الاحتلال على المسيرات السلمية.
ونجحت مسيرات العودة خلال الأشهر الماضية في إرسال رسائل قوية للاحتلال، خاصة من خلال تنويع أساليب المقاومة السلمية والتي جعلت الحدود مكانا مؤلما للاحتلال ومستوطنيه في منطقة الغلاف.
ورغم وقف الأدوات الخشنة مؤخرا إلا أن المسيرات حافظت على ديمومتها، ومراكمة إنجازاتها لتكون ورقة ضغط حاضرة كلما دعت الحاجة لذلك.
وفي ظل الإغلاق البحري واستمرار المماطلة أكد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن الأسبوع الجاري حاسم في تحديد خيارات مسيرة العودة، مشيرا إلى الفصائل لا يمكن أن تسمح للاحتلال أن يتحكم في المعادلة.
ولفت إلى أنه في نهاية الأسبوع الجاري ستكون الخيارات لكل الأدوات على طاولة البحث الجدي لإعادة تفعيلها بما يضغط على الاحتلال.
وبين أبو ظريفة "للرسالة" أنالفصائل تعطي الوسطاء فرصة للتحرك والضغط على الاحتلال في ظل مؤشرات تؤكد محاولة الاحتلال الانكفاء عن التفاهمات، مؤكدا أن إصرار الاحتلال على التلكؤ في الالتزامات فإن القرار سيكون بتوسيع فعل الجماهير وتوسيع أدوات المقاومة الشعبية.
وفرض جيش العدو، الأربعاء الماضي، إغلاقا شاملا لبحر غزة “حتّى إشعار آخر”، بذريعة إطلاق الفلسطينيين بالونات حارقة، باتجاه أراضي المستوطنات الزراعية، المحاذية له.
ويعتبر هذا الإغلاق الثالث، منذ بداية العام الجاري، حيث كان الأول في4 مايو/أيار الماضي، وأما الثاني ففرضته "إسرائيل" في 25 مارس/ آذار الماضي، بحسب نقابة الصيادين الفلسطينيين.
وقال الناطق (السابق) باسم الجيش "الإسرائيلي" أفيخاي أدرعي، على حسابه بموقع فيسبوك، الأربعاء، إن السماح للصيادين الفلسطينيين بالعمل، مرتبط بوقف إطلاق البالونات الحارقة.
وهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، العديد من النشطاء الفلسطينيين الذين يزعم أنهم يطلقون بالونات حارقة على مستوطنات غلاف غزة، بـ"الاستهداف المباشر".
وتؤكد المعطيات على الأرض أن ورقة الوسائل المستخدمة في المسيرات لازالت في يد فصائل العمل الوطني ولم تنتهي ولكن هي علقتها نتيجة لجملة التفاهمات التي جرت، لذا فإن بقاء تعليقها مرهون بمدى التزام الاحتلال الإسرائيلي. كما جرت العادة في المرات السابقة.