قائمة الموقع

بانتظار وصول الوفد المصري والقطري.. هل بدأ العد التنازلي لجولة التصعيد؟

2019-06-16T20:42:00+03:00
ارشيفية
غزة- شيماء مرزوق 

لا تخطيء العين حالة الغليان والتوتر التي تسود الأجواء بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي على إثر مماطلة الاحتلال في تنفيذ تفاهمات التهدئة التي جرت بين الجانبين بوساطة مصرية واممية، تلك التفاهمات التي تخضع لدرجة كبيرة من المزايدات داخل الكيان الإسرائيلي وتعطلت عدة مرات نتيجة الانتخابات الإسرائيلية وفشل نتانياهو في تشكيل الائتلاف الحكومي والدعوة لانتخابات مبكرة كانت مسألة غزة أحد اهم أسبابها نتيجة الخلافات الكبيرة اتجاه السياسة الإسرائيلية نحو القطاع.

ومن الواضح ان الأمور في غزة تتجه بقوة نحو موجة تصعيد جديدة نتيجة تعثر التفاهمات وعودة جزء من الأدوات الخشنة لمسيرات العودة مثل البالونات الحارقة وتهديد الفصائل بإعادة الارباك الليلي.

على وقع التصعيد والتوتر مع غزة عقد المجلس الأمني المصغر (كابينت) صباح الأحد اجتماع لبحث الاوضاع مع قطاع غزة، وذلك تزامنًا مع إعلان الناطق باسم جيش الاحتلال، عن بدء تدريب عسكري واسع النطاق، يشمل منطقة الجليل والأغوار، ونهاريا، ومنطقة بحيرة طبرية، وهضبة الجولان المحتل، إلا انه لم يخرج بأي نتيجة.

صحيفة معاريف العبرية ذكرت أنه على الرغم من المحاولات المستمرة التي قام بها مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، لتهدئة المنطقة، إلا أنه لم يحرز أي تقدم كبير في المفاوضات.

واوضحت الصحيفة ان مؤسسة جيش الاحتلال تعتقد أن المزيد من التصعيد مع حماس ليس سوى مسألة من الوقت.

من جانبها زعمت كان حدشوت ان السنوار يعتقد أنه لا يوجد شيء جديد في المحادثات لتعزيز التفاهمات بين غزة و"إسرائيل" من خلال الوسطاء، وأن الطرفين يهدران الوقت.

من ناحية أخرى تلعب مصر دور بالغ الأهمية في غزة فقد كشفت مصادر مطلعة، عن اتصالات وجهود مكثفة قام بها جهاز المخابرات المصرية من أجل السيطرة على الوضع في قطاع غزة وعدم انجرار الأوضاع إلى التصعيد.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن المصادر قولها، إن المسؤولين في المخابرات المصرية، وعلى رأسهم مدير الجهاز اللواء عباس كامل أجروا اتصالات مكثفة طيلة ليلة الخميس الجمعة، بكافة الأطراف وفي مقدمتهم مسؤولون إسرائيليون، وقيادة حركتي "فتح" و" حماس " في القطاع لمنع تدهور الأوضاع، وإقناع قيادتي الحركة بتفويت الفرصة على اندلاع مواجهة موسعة.

وأكدت المصادر أن الاتصالات هدفت لمنع كسر التهدئة في غزة، والوقف السريع لإطلاق النار في القطاع، في أعقاب هجمات جوية نفذها سلاح الجو التابع للاحتلال على مناطق في شرق القطاع فجر الجمعة.

ويبدو ان الوسطاء يدركون حساسية المشهد وخطورة التوقيت لذلك نشهد تدخلات في الوقت الضائع في كل مرة تكون التهدئة على وشك الانهيار مثلما جرى نهاية الأسبوع الماضي، وفي هذا الاطار من المفترض أن يتجه وفداً مصرياً رفيع المستوى بقيادة اللواء أيمن بديع خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تل أبيب، وقطاع غزة، لمواصلة مشاورات تثبيت الهدنة، وإقناع الجانب الإسرائيلي بالشروع في خطوات جدية لتنفيذ التفاهمات المتفق عليها، بين الطرفين ضمن الوساطة المصرية.

وفي ذات الوقت ينتظر قدوم رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة السفير محمد العمادي إلى قطاع غزة, حيث من المقرر أن يلتحق العمادي قبل وصوله إلى غزة بالوفد القطري في القدس، الذي يجري مباحثات مع الجانب الإسرائيلي, حول قضايا تتعلق بإدخال الأموال وخط الكهرباء 161, والمنحة القطرية التي تبلغ 25 مليون دولار, إلا أن نجاح هذه الوساطات مرهون بمدى التزام الاحتلال بالتفاهمات.

صحيح أن المشهد في غزة والعلاقة ما بين الاحتلال والفصائل بالغة التعقيد خاصة أن الطرفين لا يسعيان نحو المواجهة أو التصعيد رغم وجود كل عوامل الانفجار قائمة وتتعزز اكثر، لكن لا أحد يتجاهل أنه في كل لحظة تتوقف فيها جولة تصعيد يبدأ العد التنازلي لجولة لاحقة أشد قسوة، وذلك بعد قرابة 12 جولة من التصعيد منذ بدء مسيرات العودة.

وتعتبر استراتيجية الاحتلال اتجاه غزة بمواصلة الحصار وعدم الالتزام بتنفيذ التفاهمات سيؤدي بالضرورة لزيادة حالة الاحتقان بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وهو ما سيقود لمواجهة عسكرية أخرى في النهاية.

ورغم محاولة الطرفين تجنب المواجهة بكل الطرق إلا أنهما يدركان ان كل ما يجري هو محاولة لشراء الوقت وتأجيل المواجهة فقط، لأنه دون تقديم خطوات حقيقية تخفف الحصار بشكل كبير عن غزة وتسمح بتغير الأوضاع القائمة في غزة فأن الحرب والمواجهة لا مفر منها.

وهو ما يدركه الطرف الإسرائيلي، وقد أكدت الأجهزة الأمنية ومختلف الأوساط السياسية في إسرائيل أن هذا الهدوء لن يستمر طويلا، لأن تل أبيب لن تلتزم بتنفيذ تفاهمات التهدئة المتعلقة بإدخال تحسينات جوهرية على ظروف حياة الفلسطينيين بالقطاع.

وربما خلقت جولات التصعيد الأخيرة متغير جديد وهو أنها غيرت قواعد الاشتباك إلى حد ما بين حماس وإسرائيل، نتيجة القوة الصاروخية وحالة الدمار التي خلقتها فصائل المقاومة، وهو ما يزيد من خوف الاحتلال من مواجهة شاملة ويدفعها نحو المزيد من التفكير قبل الدخول في مواجهة شاملة مع غزة.

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة