قائمة الموقع

القرصة" أكلة شعبية تطهى على "كرانيف النخيل"

2019-06-18T20:05:00+03:00
ارشيفية
غزة – مها شهوان    

ما إن يقبل فصل الصيف إلا ويتهافت أهالي مدينة خانيونس لاسيما سكان المواصي على إعداد أكلة "اللصيمة" أو "القرصة"، في الولائم لإكرام الضيف، فهي لمن يرى طريقة اعدادها قد يشعر بعدم الرغبة بتناولها، لكن ما يقوم به الشباب عند اعدادها يكون وفق أصول اعداد الأكلة كما ورثوها عن أجدادهم.

أكلة "القرصة" ليست عادية فمذاقها لمن يتناولها لأول مرة تجبره أن يعيد الكرة من جديد، فمهما حاول الزائر تقليد طريقتها لا يتقنها كما سكان المواصي، فهي أكلة غنية تحتوي على مزيج من العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها جسم الانسان، ففيها أنواع عدة من الخضار كالبندورة والخيار والبقدونس والفلفل الأخضر والثوم والبصل، عدا عن أنها تسد الجوع لمدة أطول من أي وجبة غذائية أخرى.

وتكمن طريقة عمل "القرصة" بأن يجمع الشباب "كرانيف النخل" ويشعلون النار فيها بمكان مفروش بالرمل الذي يطلق عليه "البرص" حيث تشتهر به مواصي خانيونس، وحين تتحول "كرانيف النخل" إلى جمر تزامنا مع سخونة الرمل يتم توزيعه على مساحة كمية القرص المعجون بالدقيق دون خميرة.

ويتم تحضير عدد من 8 ـ 10 بطيخات (العجر) غير ناضجة أي داخلها أبيض ولم يتلون باللون الطبيعي للثمار الناضجة، (الكمية تُحدد حسب عدد الأكلة)، ويتم شوي العجر بالنار، وكذلك يشوي معه حبات من القرع والباذنجان الطازج، ومن ثم تُحضر عجينة القُرصة ثم "تُمل" أي توضع في الرماد الساخن،  ومن هنا جاءت تسميتها (بالمُليلة)، وبعد نُضج القُرصة تقطع قطعا صغيرة وتوضع في اللقان الفخار، وبعد ذلك تقُطع البندورة والخيار والعجر المشوي والقرع المشوي والبصل والفلفل الأخضر الحار، وتُهرس الخلطة جيداً مع كمية وفيرة من زيت الزيتون البلدي النقي، ويقدم معها شرائح البصل وطرشي الخيار وحبات مخلل الزيتون وتقدم للحبايب وصحتين وعافية.

تعتبر " القُرصة " من أهم الأكلات الشعبية التراثية الفلسطينية، في محافظتي رفح وخان يونس وكذلك في محافظة سيناء بمصر، ويشتهيها المغتربون بكثرة ويطالبون ذويهم بعملها عند قضاء إجازاتهم بالوطن.

وتعتبر هذه الأكلة من الموروثات الشعبية، فكانوا كثيراً ما يأكلونها أيام الحصاد، والليالي الصيفية المُقمرة في نوران وجروان قبل استيلاء اليهود على أراضيهم ببئر السبع وقضائها، ومن أهم ميزاتها تجميع الأهل والأقارب والجيران بأعداد كبيرة، ويعتبرونها رمزاً للترابط والتراحم فيما بينهم، وتذكيرهم بليالي الأُنس والمحبة.

"أكلة" فتة العجر كان لا يستهان بها قديماً فقد قالوا قديماً " بصلة المُحب خروف "، وكانوا يقصدون أن أكلهم للبصل مع هذه الأكلة الشهيرة كأن مُضيفهم قد أكرمهم بذبح خروف.

كما لايزال يقدمها أهالي خانيونس إلى جانب الدجاج المشوي في البرميل "المندي" مع كيلو فلفل أخضر وتقريبا اثنين كيلو بصل صغير الحجم.

اخبار ذات صلة