الرسالة نت - كمال عليان
وسط خلافات سادت أجواء قمة شرم الشيخ بين أصحاب نظرية "الحياة مفاوضات"والاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في إلحاح فلسطيني لمناقشة مسألة حدود الدولة الفلسطينية المقترحة ورفض صهيوني لقرار تجميد الاستيطان واشتراط بالاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة.
محللون سياسيون أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ "الرسالة نت" على أن قمة شرم الشيخ تأتي استكمالاً لمسرحية المفاوضات، وأنها لن تشهد أي جديد على الإطلاق في ظل الانبطاح العربي الكامل للإدارة الأمريكية وستكون مجرد نزهة لإماتة القضية الفلسطينية تحت أوهام السلام المزعومة.
عاجز عن التغيير
وفي هذا السياق استبعد المحلل السياسي خليل شاهين أن تثمر القمة عن أي شيء لمصلحة الشعب الفلسطيني، راداً ذلك إلى أنه لم يكن منوطاً بالاحتلال التوصل إلى أي اتفاق نهائي مع الفلسطينيين.
وقال شاهين :"إسرائيل تملك اليد الطولي في تحديد القضايا التي يمكن تناولها في هذه القمة، أما الجانب الفلسطيني فهو عاجز عن تغيير مجرى المفاوضات"، موضحاً أن المفاوضون ألقوا خلف ظهرهم كافة المطالب الفلسطينية من إنهاء الاستيطان وتحديد مرجعيته.
وأشار المحلل السياسي إلى أن سلطة فتح تجاهلت كافة الفصائل الفلسطينية ومطالب الشعب الفلسطيني الرافض لهذه المفاوضات، مؤكدا أن المفاوضات لا تلزم سوى حركة فتح دون غيرها من الشعب الفلسطيني بكافة فصائله الأخرى.
وتوقع شاهين أن تستمر هذه المفاوضات إلى نهاية الشهر الحالي فقط، مبيناً أن نتيجتها مزيدا من الضغط على الجانب الفلسطيني لتقديم مزيدا من التنازلات والقبول باستمرار الاستيطان والتهام الأراضي الفلسطينية.
بعد 26 سيتمبر
ومن جهته يرى المحلل السياسي أحمد أبو دية أن هدف هذه القمة هو مزيد من الضغوطات على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في سبيل إنجاح المفاوضات، مبينا أن نتائج هذه القمة ستظهر بعد 26 سبتمبر القادم.
وقال أبو دية:" الضغوط الأمريكية ستكون على الجانبين بحيث يقبلا بحل وسط يتمثل في عدم الإعلان عن تجميد الاستيطان من جهة وعدم توسع عمليات الاستيطان من جهة أخرى".
وكان مبعوث الولايات المتحدة لعميلة التسوية جورج ميتشل أكد أن الحل النهائي للقضية هو تقسيم فلسطين لشعبين فلسطيني و(يهودي)، في إشارة منه إلى قناعته للرؤية الإسرائيلية.
وفي تعليقه على هذا التصريحات أكد أبو دية أن تمسك الجانب الإسرائيلي لهذا الشرط هو لمزيد من الضغط على الجانب الفلسطيني.
المشهد الفلسطيني الراهن بات لا يبعث على الارتياح والتفاؤل والضعف الشديد الذي عليه المفاوض الفلسطيني لا ينبع فقط من شدة الضغوط التي مورست وتمارس عليه حتى اللحظة عربياً خصوصاً وأميركياً أوروبياً إلى جانب تخليه عن المزيد من الأوراق المهمة وتقديم المزيد من التنازلات بكثير من الثوابت الوطنية.