بعد التهافت العربي الرسمي على المشاركة على مؤتمر البحرين، الذي سيتم فيه الإعلان عمليا عن "صفقة القرن"، التي تمثل أخطر وصفة أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
وإن كان هذا التهافت مستهجنا، فإن ما يثير الاستغراب حقا هو موافقة الأردن على المشاركة، سيما بعدما تبارى المسؤولون الأردنيون، وعلى أعلى المستويات، للتعبير عن رفضهم لصفقة القرن وإبراز مخاطرها.
وحتى لا يركن أحد إلى التسويغات الأمريكية التي تقدم مؤتمر البحرين على أساس أنه يهدف فقط إلى تحسين الواقع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية والأردن، فنحن سنقدم هنا شهادات لنخب إسرائيلية ذات علاقة بالمفاوضات أو مطلعة على خبايا الأمور، تفضح أهداف المؤتمر الحقيقية:
- عامي أيالون، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشاباك": مؤتمر البحرين يهدف إلى محاولة شراء الفلسطينيين بالاغراءات الاقتصادية بهدف دفعهم للتنازل عن تطلعاتهم الوطنية، فمحاولة ابتزاز الفلسطينيين بالمال ليس فقط غير أخلاقي، بل أيضا غير عملي.
فمستشارو ترامب يجهلون عمق التزام الفلسطينيين بحقوقهم الوطنية، وعلى هؤلاء المستشارين أن يدركوا أنه لو كان هذا الأمر ممكنا لكانت نجحت الكثير من المحاولات التي جرت في الماضي والتي هدفت إلى مساومة الفلسطينيين على حقوقهم بالمال، والتي باءت جميعها بالفشل" منوها إلى أن " الرفض الفلسطيني لصفقة القرن، وما قد يتبعه من ردة فعل جماهيرية فلسطينية عارمة لمخرجات مؤتمر البحرين سيفضي إلى "كارثة إستراتيجية" تتمثل في انفجار انتفاضة شعبية فلسطينية جديدة.
وكل محاولة لمعالجة الواقع الاقتصادي قبل معالجة القضايا السياسية للصراع سيحكم عليها بالفشل وستفضي إلى تداعيات أمنية خطيرة... نتنياهو سيوظف مؤتمر البحرين في تعزيز مكانته السياسية عشية الانتخابات القادمة من خلال ضم الضفة الغربية بدعم أمريكي مباشر ومعلن وغطاء عربي تمثله المشاركة في المؤتمر.
- وزير القضاء الصهيوني الأسبق يوسي بيلين: مؤتمر البحرين يهدف فقط إلى مساعدة (إسرائيل) على تثبيت الحقائق التي فرضها الاحتلال ويقوم على فكرية غير منطقية، تتمثل في أن الازدهار السياسي يمكن أن يقود إلى التسوية السياسية.
- المعلقة الصهيونية طال شليف: نتنياهو سيعمد إلى المحاججة أن موافقة الدول العربية على المشاركة في مؤتمر البحرين بعد إعلان كبار مساعدي ترامب دعم واشنطن ضم أجزاء من الضفة الغربية لـ(إسرائيل) على أساس أنه مؤشر على أن الدول العربية تدعم أيضا دعم الضفة الغربية وهذا ما سيمكنه من إبراز حجم الإنجازات السياسية الهائلة التي جلبها لإسرائيل، والتي لا تدع مجالا للمقارنة بينه وبين أي زعيم إسرائيلي آخر.. تسخير ترامب إمكانيات الولايات المتحدة وهيبتها لدى نظم الحكم العربية جعل نتنياهو وبقية قادة اليمين الإسرائيلي ينظرون إليه كما نظر اليهود دائما إلى الملك الفارسي "كوروش"، الذي أمر بإطلاق سراح اليهود وتحريرهم من العبودية وإعادتهم إلى فلسطين بعد أن ظلوا في السبي البابلي.
- الكاتب الإسرائيلي رون كامبيس: لقد قدم فريق ترامب كل الأدلة التي تؤكد أن الهدف من مؤتمر البحرين هو التمهيد لتوفير مسوغات تمكن (إسرائيل) من ضم الضفة الغربية وهذه مبالغة في تبني مواقف اليمين الإسرائيلي.
- مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي: صفقة القرن التي ستعلن في مؤتمر البحرين تراعي المصالح والمتطلبات الأمنية لـ(إسرائيل) بشكل عميق، وتقر بالواقع الذي تكرس في الضفة الغربية على مدى حوالي خمسة عقود من الاحتلال، والمؤتمر يمثل خطوة تمهيدية لتمكين (إسرائيل) من ضم الضفة الغربية بدعم أمريكي.