شهدت مدن وعواصم عربية وقفات احتجاجية ومسيرات غاضبة؛ تزامنا مع انطلاق ورشة البحرين التي دعت إليها الإدارة الأمريكية لتوفير الدعم الاقتصادي من أجل تطبيق "صفقة القرن".
وعُقد مؤتمر المنامة في العاصمة البحرينية أمس وأول أمس، تحت عنوان "ورشة الازدهار من أجل السلام"، وذلك في أول إجراء عملي لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط بدعم ومشاركة عربية خالصة.
واحتشد آلاف المتظاهرين في الرباط للتنديد بمؤتمر البحرين الذي يتوقع أن تطرح فيه الولايات المتحدة الجانب الاقتصادي من خطتها للسلام في الشرق الأوسط، وأعلنوا رفضهم أي شكل من أشكال المشاركة المغربية فيه.
وسار المتظاهرون في شارع محمد الخامس وسط العاصمة المغربية رافعين لافتات كتب عليها "الشعب المغربي يندد بصفقة الخيانة وورشة المنامة"، و"إسقاط مؤتمر العار"، كما طالبوا بإقرار قانون "يجرم التطبيع" مع (إسرائيل)، وأحرقوا علما إسرائيليا.
وشارك في المظاهرة كل من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي، وجماعة العدل والإحسان، وفدرالية اليسار الديمقراطي، وحزب الاستقلال، وأعضاء حركة "بي دي أس" التي تنادي بمقاطعة (إسرائيل)، إلى جانب نشطاء نقابيين وحقوقيين.
وفي عمّان شارك آلاف الأردنيين في مسيرة التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية، وذلك احتجاجاً وتأكيداً على الموقف الشعبي الأردني الرافض للخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن" وكلّ مخطط لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد المشاركون في المسيرة التي دعت إليها الحركة الإسلامية والفعاليات الشعبية رفضهم مشاركة الأردن في مؤتمر البحرين، مطالبين الحكومة بإعلان موقف واضح وصريح يتسق مع اللاءات الثلاث التي أطلقها الملك عبد الله الثاني بن الحسين ويقف خلفها الشعب الأردني.
وطالب المشاركون عبر هتافاتهم بالتصدي بمختلف الوسائل المتاحة لـ"صفقة القرن" المشبوهة، مشددين على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية لتفويت الفرصة أمام تمرير الصفقة.
وأكدوا على ضرورة اتخاذ الحكومة مواقف صريحة وحازمة تجاه دولة الاحتلال، تتمثل بسحب السفير الأردني وطرد السفير الصهيوني من عمّان، وإلغاء اتفاقية وداي عربة واتفاقية الغاز، محذرين من مغبّة المشاركة في مؤتمر البحرين الذي سيكون ركيزة أولى للإعلان عن الصفقة.
وفي لبنان، نظم "إعلاميون لبنانيون وفلسطينيون ضد صفقة القرن"، وقفة رمزية، في ساحة الشهداء في العاصمة اللبنانية بيروت، تحت شعار "لا لصفقة القرن" "يسقط مؤتمر البحرين".
وقال المسؤول الإعلامي لحركة "حماس" في لبنان، وليد كيلاني، إن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه موحد ضد هذه الصفقة التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية، مضيفًا أن "صفقة القرن تسعى لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن لجوئهم، الأمر الذي نرفضه نحن وكل دول اللجوء.
وتابع كيلاني: "ما زال تشجيع المؤيدين العرب لصفقة القرن محصورًا ضمن غرف مغلقة".
وأكد على تمسك الشعب الفلسطيني بالمقاومة وحق العودة، مشيرا إلى أن هناك أخطارا تتمثل بمحاولة فرض التوطين ودمج المحتل الإسرائيلي ضمن منطقتنا العربية".
وطالب الكيلاني الإعلاميين الفلسطينيين والعرب، بالعمل على إسقاط صفقة القرن، خصوصًا أن القضية الفلسطينية في أمس الحاجة إلى الدعم".
إلى جانب ذلك، دعت مؤسسات وروابط علماء الأمة الإسلامية حول العالم، الشعوب العربية والإسلامية إلى التظاهر، يوم الجمعة، لرفض واستنكار جريمة ورشة البحرين التي جرى عقدها الثلاثاء الماضي بالمنامة.
وأكدت 25 رابطة ومنظمة لعلماء الأمة الإسلامية، في مؤتمر صحفي بمدينة إسطنبول التركية، أن ورشة البحرين تمثل "خطوة بالغة الخطورة في التآمر على القضية الفلسطينيّة، بهدف تصفية قضية الأمة الأولى".
وقال العلماء، في بيان تلاه الأمين العام لرابطة علماء المسلمين، محمد عبد الكريم: "بدل الرفض والمقاومة لهذه المؤامرة، نرى هرولة بعض القادة العرب (دون تحديد)، وتسابقهم لخدمة الأعداء بالأموال والمؤتمرات، وآخرها مؤتمر البحرين المسمّى ورشة الازدهار مقابل السلام".
وأكد البيان أن "فلسطين أرض إسلامية للأمّة جمعاء، وليست للفلسطينيين وحدهم، ويجب على الأمة كلّها العمل لتحريرها من أيدي الصّهاينة المغتصبين، ولا يجوز لأحد مهما كانت صفته ومكانه، أن يتنازل عن ذرة منها، أو يقرّ بادّعاء حق اليهود الصهاينة فيها".
ورأى أنه "لا يجوز شرعاً عقد أي اتفاقية مع العدو الصهيوني تقرّ أو تعترف بحقه في إقامة كيانه المغتصب على أرضنا المباركة، أو أيّ جزءٍ منه".
وحذر العلماء "الحكام والسياسيين الذين يظنون بأنهم يرضون المحتلين ويهرولون بالمال والمؤتمرات لتحقيق غاياتهم، من أن الصهاينة والأمريكيين لن يرضوا عنهم".