بفرحة عارمة أنهى طلبة الثانوية العامة في فلسطين الاختبارات التي استمرت منذ انتهاء إجازة عيد الفطر وحتى يوم الأربعاء الماضي، إذ تجبر هذه الاختبارات معظم الطلبة إلى البقاء في منازلهم حبساء الدراسة، وعدم الخروج منها إلا لتقديم اختبار أو الذهاب إلى مدرس خاص.
وبعد حالة التوتر والملل التي يعيشها طلاب الثانوية العامة في قطاع غزة، يجيدوا أنفسهم مجبرين إلى الخروج لنزهةٍ يروحوا فيها عن أنفسهم رفقة أهاليهم الذين يقضون فترة الاختبارات حرصًا على راحتهم وتوفير لهم الأجواء الملائمة للدراسة.
ومع مساء الأربعاء، كان بحر قطاع غزة، أشبه بالسيل البشري، إذ تدفق معظم طلبة الثانوية العامة إلى الشاطئ، ليعلنوا عن انتهاء موجة الدراسة واستبدالها بموجة من الترفيه والفرح.
وفي جولة لمراسل "الرسالة"، بين الاستراحات الشاطئية على بحر السودانية شمال قطاع غزة، "يحكي الطالب يوسف الأشقر، إنه "انتظر انتهاء الاختبارات لحظة بلحظة، من أجل قضاء هذه الرحلة رفقة أصدقائه وزملاءه في الثانوية العامة".
وأشار الذي أنهكته الدراسة المتواصلة، انهم قرروا المبيت في خيمة الاستراحة ولن يعودوا إلى منازلهم حتى مساء اليوم التالي، بعد اصطحابهم المأكولات والمشروبات والمسليات ولوازم الترفيه، حتى ينسوا أجواء الدراسة التي أثقلت عليهم.
وتربعت وجبة المشاوي على سلم الأكلة الرئيسية في رحلة طلبة الثانوية العامة البحرية، "إذ انبعث دخانها في جميع أنحاء الشاطئ"، وأوضح الأشقر أنه ورفاقه تقاسموا ثمن الرحلة وقامت والدته بتتبيل وتجهيز اللحوم من ليلة الأمس".
كما عبرت الطالبة اسراء جمال عن سعادتها، بانتهاء اختبارات الثانوية العامة التي استمرت لقرابة الشهر، وقالت "للرسالة "إن جميع الطلاب يحتاجون بعد الاختبارات إلى الخروج من منازلهم لأماكن مفتوحة أبرزها شاطئ البحر المتنفس الوحيد لأهالي القطاع".
وبينت جمال أن عائلتها أعدت لرحة البحر قبل بيومين، إذ استأجروا خيمة كبيرة على الشاطئ، وسيواصلون السهر فيها حتى مطلع الفجر، إذ أنهم أجبروا على البقاء في المنزل معها من أجل مساندتها في ساعات الدراسة ورفع معنوياتها قبل الاختبارات.
وتأمل أم الطالبة اسراء، أن تكلل فرحتهم بحصول ابنتها على معدل عالٍ يمكنها من دخول كلية التمريض في الجامعة الإسلامية، إذ أن ابنتها ترغب هذا التخصص.
وينطق حال الطالبة اسراء على عشرات العائلات الذين التقاهم مراسلهم "الرسالة"، إذ أكدوا أن الهدف الأساسي من رحتهم هو الترويح عن أبنائهم الطلاب، وتعويضهم الجلوس الطويل في منازلهم.
تحسين للظروف
وفي ذات الصدد، عبر أسامة نعيم، صاحب استراحة على شاطئ البحر عن سعادته بانتهاء طلبة الثانوية العامة من تقديم الاختبارات، إذ تعتبر هذه الأيام ذروة الصيف من حيث تحسين نسبة المبيعات والمدخولات المالية.
وقال نعيم "للرسالة"، إنه "فور انتهاء الطبلة من تقديم الاختبارات تتدفق العائلات والمجموعات الطلابية لاستئجار الخيم والطاولات من الجهات الأربع، عدى عن الذين يحجزون أماكنهم قبل أيام، الأمر الذي ينعش ظرف أصاحب الاستراحات الصعبة التي شهدوها في الأيام الماضية.
وأوضح صاحب الاستراحة، أن تجهيزات هذه الأيام داخل استراحته استمرت لأكثر من شهر، ما بين تنظيف ونصب الخيام، وتحضير أماكن الشواء وأغراضه وغيرها..
وأكد في نهاية حديثه، أن نسبة المبيعات تزداد إلى أكثر من 300% عن الأيام العادية، ما قد يمكنه من الحصول على أجرة الاستراحة التي تقارب الـ 5000 شيكل.