قائمة الموقع

اللقاءات "التنسيقية" متواصلة.. السلطة تستجدي الاحتلال لإعادة "المقاصة"

2019-07-02T09:54:00+03:00
غزة- الرسالة نت

لا تنفك قيادة السلطة الفلسطينية تلهث وراء اللقاءات مع قيادة الاحتلال، في محاولة لإحداث أي اختراق من شأنه إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سنوات من مفاوضات عبثية دون أي نتيجة؛ أو حتى كما يجري الآن من تباحث وحفاظ على القضايا الحياتية والتنسيق الأمني.

وكان وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ التقيا الأربعاء الماضي وزير المالية الإسرائيلي موشي كحلون في مدينة القدس المحتلة.

وذكرت القناة الثانية العبرية أن اللقاء لم يتطرق إلى قضايا سياسية، بل اقتصر على قضايا مالية وحياتية، مشيرة إلى أن منسق شؤون أعمال حكومة الاحتلال في المناطق كميل أبو ركن حضر اللقاء أيضًا.

ليس إلى هذا الحد، فقد كشفت مصادر صحفية إسرائيلية النقاب الأسبوع الماضي عن لقاء سري جمع رئيس السلطة محمود عباس ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) "نداف أرغمان" لبحث أزمة أموال المقاصة المقتطعة.

وذكرت القناة "12" العبرية أن اللقاء الذي عقد خلال الفترة القريبة الأخيرة تضمّن محاولة من رئيس الشاباك لإقناع عباس بالحصول على عائدات الضرائب الفلسطينية مع خصم فاتورة رواتب الأسرى والشهداء.

ومن المهم ذكره أن تلك اللقاءات تتزامن مع خصم إسرائيلي جديد من أموال الضرائب الفلسطينية المُحتجزة، بعد أن أعلنت حكومة الاحتلال الخميس الماضي عن خصم جديد بقيمة 14 مليون شيكل من أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها (إسرائيل).

ووفقاً لـ"القناة السابعة" العبرية، أصدر مكتب التنفيذ القضائي في (إسرائيل)، قراراً لوزارة المالية بخصم 14 مليون شيكل من أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية، كتعويض للعملاء الذين تخابروا مع الاحتلال وتعرضوا للتعذيب في سجون السلطة الفلسطينية.

وأضافت القناة إن التعويضات إلزامية وستدفع لـ 52 متخابرا بعد قرار من المحكمة العليا والمركزية بأحقية حصولهم على التعويضات. واعتبرت أن هذه الخصومات تمثل ضربة اقتصادية أخرى للسلطة الفلسطينية التي ترفض تسلم الأموال.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن هذه اللقاءات تضعف الموقف الفلسطيني في ظل الواقع الراهن وانعقاد ورشة البحرين وتخلق مبررات للدول العربية المشاركة، "كونها ستقول نحن لسنا ملكيين أكتر من الملك"، على حد وصفه.

ويوضح الدجني في حديثه لـ “الرسالة" أن هذه اللقاءات تثبت أنه لا قيمة لقرارات المجلس المركزي وقيادة فتح التي أوصت بوقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال وقطع العلاقات بشكل كامل.

ويلفت إلى أن الأخطر هو الاستمرار في اللقاءات رغم استمرار الاحتلال في قضم جزء من أموال المقاصة والتي هي حق للفلسطينيين.

وشدد الدجني على أن المطلوب وجود توضيح حول حيثيات هذه اللقاءات وأهدافها وأسبابها وليس أن نسمع عنها من الإعلام الإسرائيلي، "يجب أن تكون هناك شفافية مع الشعب في ظل ورشة البحرين وما جرى من طرح صفقة القرن".

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن استمرار اللقاءات مع الاحتلال يكشف الموقف الحقيقي للسلطة الممتثل في "ركوب الموجة" وتسجيل المواقف الإعلامية، فيما يستمر سلكوها العملي بالتنسيق الأمني وتبعاته من تبادل معلومات وقضايا أخرى مع الاحتلال.

ويبين الغريب لـ"الرسالة" أن ما يثير الشك بشكل حقيقي هو المواقف الإعلامية التي صدرت عن السلطة بمعارضتها لورشة البحرين وهو ما يتعارض مع سلوكها العملي في استمرار التواصل مع الاحتلال وكأنه شيء لم يكن.

وينوه إلى أن خطورة وحساسية المرحلة التي يعيشها الشعب تتطلب من فتح والسلطة خطوات عملية مهمة أولها تنفيذ قرارات المجلس المركزي والوطني المتمثلة في وقف كل اشكال الاتصالات مع الاحتلال وسحب الاعتراف وإعادة الاتفاق على استراتيجية وطنية تجابه الخطر الذي يعصف بالقضية.

وشدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير وضخ دماء جديدة واجراء انتخابات لإعادة بناء سلطة قوية تمثل الموقف الفلسطيني الحقيقي.

اخبار ذات صلة